إيلاف من الرباط: أفرجت السلطات المغربية عن تقارير مفصلة تتعلق بتعاملها مع كارثة الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز جنوب البلاد في سبتمبر 2023، مؤكدة تنفيذ خطة شاملة لإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية.
وأعلنت عمالة (محافظة) إقليم الحوز، في بيان صدر السبت، قرب الانتهاء من بناء وتأهيل المنازل المتضررة، مشيرة إلى أن عدد المنازل التي تم إنجازها سيصل إلى 12 ألف مسكن بحلول نهاية شهر يناير/كانون الثاني الجاري، منها 10,800 منزل باتت جاهزة للسكن. وأضاف البيان أن عمليات إعادة الإعمار استلزمت أكثر من 104 آلاف عامل، لبناء26 الفا و226 منزلًا في مختلف المناطق المتضررة.
نموذج من البيوت الجاهزة في منطقة الحوز
إعادة الإعمار في وقت قياسي
ورغم التحديات التي واجهتها، أوضحت السلطات الإقليمية أن جهود إعادة الإعمار تمت "في وقت قياسي" مقارنة بالمعدلات الدولية لإعادة الإعمار بعض الكوارث الطبيعية، والتي تتراوح عادة بين سنتين وثلاث سنوات.
وذكرت أن المرحلة الأولى من التدخل، التي تضمنت فتح الطرق للوصول إلى المناطق المنكوبة، تطلبت هدم أكثر من 23 الفا و360 منزلا وإزالة ما يزيد عن 99% من الركام، وهو ما يعادل أكثر من 1.86 مليون متر مربع أو نحو 4.6 مليون متر مكعب من الأنقاض.
وتمت هذه العمليات تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، الذي شدد على أهمية العناية بالمتضررين وضمان عودتهم إلى حياة طبيعية.
دعم مالي للأسر المتضررة
اعتمدت السلطات المغربية على إحصاء شامل ودقيق للأسر المتضررة، أشرفت عليه لجان مختلطة ضمت ممثلين عن عمالة ( محافظة )الإقليم، مهندسين معماريين، ومكاتب دراسات ومختبرات تقنية. ونتج عن هذا الإحصاء تقديم دعم مالي مباشر لنحو 27 الفا و250 أسرة
بقيمة شهرية بلغت 2,500 درهم (250 دولارًا) لمدة 17 شهرًا لتغطية تكاليف الإيواء. كما استفادت 26 الفاً و228 اسرة من دعم مالي لإعادة بناء منازلها، بقيمة 140 ألف درهم (14 ألف دولار) أو 80 ألف درهم (8 آلاف دولار) وفقًا لحجم الأضرار.
نموذج من البيوت الجاهزة في منطقة الحوز
وفي سياق متصل، تتواصل أعمال البناء والترميم في 9,702 منزل، منها 2,729 منزلًا في المراحل النهائية من الإنجاز. كما تم تنفيذ حلول ميدانية لفائدة 2,774 منزلًا تقع في مناطق ذات تضاريس صعبة، تضمنت تهيئة الأرضيات أو نقلها إلى مواقع أكثر أمانًا.
مشاريع تنموية موازية
إلى جانب جهود إعادة الإعمار، أعلنت السلطات المغربية عن إطلاق مشاريع تنموية لدعم البنية التحتية والخدمات الأساسية في المنطقة. وشملت هذه المشاريع تعبيد طرق وطنية، وبناء وتجهيز مؤسسات تعليمية ومراكز صحية ومساجد، إلى جانب إصلاح شبكات الماء الصالح للشرب والتطهير السائل. وبلغت الاستثمارات الموجهة لهذه المشاريع أكثر من ملياري درهم(200 مليون درهم ) . كما تم إنشاء خمس وحدات طبية متنقلة لخدمة الجماعات القروية المتضررة، مع تعزيز قنوات التواصل مع المواطنين من خلال خلية خاصة لاستقبال ومعالجة شكاواهم.
وتؤكد هذه الجهود، بحسب البيان ، التزام السلطات المغربية بنهج مقاربة جديدة تجمع بين سرعة التدخل والاهتمام بالتنمية المستدامة، بهدف تحويل كارثة الزلزال إلى فرص لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وربطها بمحيطها، وتعزيز جودة الحياة لسكانها.