: آخر تحديث

عن الدولة الفلسطينية والاعتراف بها

6
4
4

خالد بن حمد المالك

عقد المؤتمر الدولي برئاسة المملكة وفرنسا لإقرار خيار الدولتين أمس واليوم في نيويورك باستضافة الأمم المتحدة، ولاحقاً وتحديداً في سبتمبر سوف يعقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلان فرنسا خلال الاجتماع اعترافاً بدولة للفلسطينيين، وربما أعلنت دول أخرى عن اعترافها هي الأخرى بالدولة الفلسطينية ليقترب عدد الدول المعترفة بها من 200 دولة، وهو ما يمثل تطوراً لافتاً في تحرك إقرار حقوق الفلسطينيين المشروعة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإحلال السلام في المنطقة.

* *

الدولة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها، ويطالب الفلسطينيون بإقامتها تتركز على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ولا تمس ما احتلته إسرائيل من الأراضي الفلسطينية عام 1948 وأقامت دولتها عليها تحقيقاً لوعد بلفور حين كانت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، ولا يضير الفلسطينيين رفض إسرائيل مدعومة من أمريكا طالما تتوالى الاعترافات، ويستمر النضال الفلسطيني المشروع رغم جرائم إسرائيل في مواجهته بحروب إبادية.

* *

التنسيق السعودي الفرنسي الذي أفضى إلى عقد مؤتمر دولي يخصص لإقرار خيار الدولتين، متزامناً مع إعلان فرنسا اعترافاً بالدولة الفلسطينية، هو إحدى المبادرات السعودية لنصرة الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة، قابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، وتأتي هذه المبادرة امتداداً لمبادرة الملك فهد في قمة فاس، ثم مبادرة الملك عبدالله في بيروت التي تحولت إلى مبادرة عربية، وستظل المملكة ترفض الاعتراف بإسرائيل دون قيام دولة للفلسطينيين، وسوف يستمر هذا الموقف إلى حين تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في استرداد اراضيه المحتلة، وبناء دولته عليها.

* *

يقول وزير خارجية إسبانيا، وهي إحدى الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية، إن الاعتراف بها يحقق العدالة والسلام والاستقرار، بينما يرى وزير خارجية فرنسا أن هناك من الدول من ستعترف بالدولة الفلسطينية، وجاء رأي الاتحاد الأوروبي مؤيداً لقيام الدولة الفلسطينية، بينما ترفض إسرائيل، وترى في قيامها وكأنها حركة حماس أخرى، وأنها تهدد الوجود الإسرائيلي، يعاضدها في ذلك الرئيس الأمريكي ترامب، الذي سخر من اعتراف فرنسا، واعتبره بما لا قيمة ولا معنى، غير أن موقف الثنائي الأمريكي الإسرائيلي لن يوقف قطار السلام حتى وإن أخذ الكثير من الوقت.

* *

وزير خارجية المملكة يؤكد بأن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية يستند إلى سياستها الثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية، وإصرارها على قيام دولة للفلسطينيين، والدفع بها من خلال مؤتمر خيار الدولتين الذي يشارك سموه في رئاسته مع وزير خارجية فرنسا لتمهيد الطريق نحو اعتراف دول العالم بقيام الدولة الفلسطينية، وهو التزام أخلاقي تقتضيه العدالة وحقوق الإنسان وإرساء السلام.

* *

قيام الدولة الفلسطينية من خلال المؤتمر وإن أعادتها إلى الصدارة، فهناك تحديات وعقبات ما لم تتخل أمريكا عن مواقفها المعادية لقيام دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967م،وبالتالي، فإن تطبيق خيار الدولتين قد يتأخر، ولكنه لن يموت، ولن تنعم إسرائيل بالأرض والسلام معاً، ولن تكون أمريكا مستقبلاً هي ترامب، ولا إسرائيل هي نتنياهو، الزمن يتغير، والمستجدات ليس بالضرورة أن تخدم إسرائيل، ولا أن تميل لصالح التوجه الأمريكي غير العادل.

* *

وعدم حضور الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل للمؤتمر، وعدم مشاركتهما في قرارات الوصول إلى حلول لأزمة السلام في الشرق الأوسط، وتحديد أسبابها، والتوافق على إيجاد حلول لها، وفي مقدمة ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تطبيقاً لقرارات الشرعية الدولية، لا يلغي مطالبة أصحاب الحق وإصرارهم على قيام دولتهم، شاءت أمريكا أو أبت، قبلت إسرائيل أو رفضت، طالما هناك من يطالب بحقوقه المسلوبة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد