تشعر من الوهلة الأولى وأنت تقرأ عنوان المقال أن هناك صراعاً ومعركة بين أنمار الحائلي وفهد سندي اللذين أعلنا في وقت سابق عن رغبتهما في الترشح لرئاسة مجلس إدارة شركة نادي الاتحاد.
شخصياً، أرى أنه لا خاسر بين الطرفين أبدًا، فكلاهما انتصر من خلال الحملة الانتخابية التي أكاد أجزم أنهما لم يعملا أبدًا على تنظيمها وقيادتها، وإنما الظروف التي يشهدها نادي الاتحاد هي من أوصلت الأمور إلى هذا الحد من الصراع على الكرسي الساخن.
ولا يساورني الشك أبدًا بأن من يؤيد ترشيح فهد سندي لا يرغب في عودة أنمار الحائلي إطلاقًا، فهذا هو لسان حال الأغلبية المؤيدة لسندي، حيث ترى أن أنمار في آخر فترة قاد فيها النادي لم يكن موفقًا وظهرت منه أخطاء وسلبيات كادت أن تعصف بالنادي للهاوية على حد زعمهم.
أما الفئة المؤيدة لأنمار وتؤيد عودته فترى من وجهة نظرها أن خبرة أنمار السابقة في الإدارة جعلته يتعلم الكثير من أخطائه بخلاف قدرته المالية التي يرى أنصاره بأن النادي يحتاجها لتسيير أموره، رغم أن هناك جهة ربحية تستحوذ على 75 % من حصة عميد الأندية السعودية، وبالتالي لا أزمة مالية قد تنشأ.
وعليه فإن الثنائي كسبا شهرة واسعة وتحديدًا فهد سندي الذي لم يكن اسمًا معروفًا في المشهد سوى أنه في إدارة لؤي مشعبي كمرشح عن الجهة الربحية المستحوذة على النصيب الأكبر من النادي، ولكن على الصعيد الإداري، فبلا شك أنه يمتلك سيرة ذاتية تؤكد أنه يمتلك فكراً إدارياً من خلال توليه مناصب قيادية في هيئات وشركات حكومية بخلاف عضوية مجلس إدارته في العديد من الشركات، بل ومرشح لتولي مناصب قيادية جديدة تؤكد أنه يمتلك فكرًا إداريًا يحتاجه النادي في المرحلة المقبلة.
قلتها سابقًا، المعارك الانتخابية والصراع على الكرسي الساخن مردودها إيجابي على النادي، فالمنافسة تدفع لرفع إيرادات النادي من خلال زيادة بطاقات العضوية لكسب أصوات إضافية تزيد من حظوظ المرشح على كرسي الرئاسة الساخن، وبالتالي فإن كسب الأصوات لا يأتي بالإساءات والتجاوزات في مواقع التواصل الاجتماعي، بل الاتجاه إلى صناديق الاقتراع وتكون مؤهلاً ببطاقة العضوية.
بصراحة، ما حدث في الأيام الماضية من البعض شيء مؤسف، ولم نكن نتمنى أن يصل حال عميد الأندية السعودية إلى هذا الحال غير المرضي لعشاقه ومحبيه، بل حتى من يهمهم لا يصل ركن من أركان الرياضة السعودية إلى هذا الحال المؤسف.
وعلى أنمار وسندي أن يدركا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهما وهما يجدان من يدعم ملفاتهما الانتخابية ويساندهما في هذه الحملة، فأي فشل قادم لفريق خرج للتو بطلاً لأغلى وأقوى البطولات المحلية سيجعلهما تحت نقد لاذع هم في غنى عنه إن لم يدركا ماذا تعني رئاسة نادي الاتحاد وتولي شؤونه ومسؤوليته.
نقطة آخر السطر:
إلى إدارة الهلال، لا تسمحوا لفهد المفرج بالرحيل، أبو عبدالله عقلية إدارية ستخسرها كرة القدم السعودية وليس نادي الهلال فقط، إلا إذا كان هناك مكان آخر ينتظره سيواصل فيه مسيرته الإدارية المتميزة، ومثل أبي عبدالله مكانه الطبيعي هو إدارة المنتخبات السعودية، فهو كفء ويستأهل.