اعتمادًا على صناعات عسكرية محلية، درتها صناعة القوارب المسيرة المتفجرة، تريد الولايات المتحدة من القيادة الأوكرانية الصمود بوجه الروس حتى عام 2025، لإجبار موسكو على التفاوض
إيلاف من بيروت: يبدو أن الولايات المتحدة قد نسجت خطة للحرب في أوكرانيا، تعتمد على صمود كييف ضد روسيا حتى عام 2025، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وبحسب التقرير، تقوم هذه الخطة على استراتيجية "الإمساك والتعزيز"، ما قد يسمح لأوكرانيا بتعزيز قدراتها المحلية على إنتاج السلاح في العام المقبل، وبذلك يمكنها سد حاجتها بالطائرات من دون طيار وبالصواريخ طويلة المدى التي تحصل عليها الآن من الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
البديل في التصنيع المحلي
يضيف التقرير: "ثمة جنرالات في الجيش الأميركي يعتقدون أن تسليح الجيش الأوكراني بالأسلحة الملائمة يمكنه دفع موسكو إلى القبول بالمفاوضات في نهاية عام 2024 أو في بداية عام 2025، بغض النضر عن التعثر في التمويل الأميركي لأوكرانيا، مع بقاء نحو 4.4 مليارات دولار فقط لدعم مخزونات وزارة الدفاع، بحسب ما أكد الجنرال بات رايدر، الناطف بلسان البنتاغون، في الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، يقول جون كيربي، المتحدث بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن إدارة الرئسي جو بايدن ستقدم حزمة مساعدات أخيرة لأوكرانيا قبل نهاية العام الحالي، "وعندما يتم ذلك، لن نستطيع تجديد الموارد لمواصلة دعم كييف، وسنحتاج إلى أن يتحرك الكونغرس من دون تأخير".
في مواجهة هذه العقبات، تعمل إدارة بايدن على الترويج لمشاريع مشتركة بين صانعي الأسلحة الأميركيين والأوكرانيين. وقد التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي روج لأوكرانيا باعتبارها "مركزًا" لتصنيع الأسلحة واختبارها في ساحة المعركة، مع مقاولين عسكريين أميركيين خلال زيارته واشنطن في الأسبوع الماضي.
وبحسب "نيويورك تايمز"، شكلت المصانع العسكرية في أوكرانيا ذات يوم حجر الزاوية في الصناعة العسكرية السوفياتية، "حيث كانت تصنع الطائرات والصواريخ الباليستية العابرة للقارات". سقط الكثير منها في التقادم بنهاية الحرب الباردة وحصول أوكرانيا على استقلالها. مع ذلك، قدم صناع الأسلحة المحليون نحو 20 في المئة من احتياجات الجيش الأوكراني منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، وفقًا لسيرهي هرابسكي، المحلل العسكري الذي كان برتبة عقيد في الجيش الأوكراني.
قوارب مسيرة متفجرة
تصنع أوكرانيا مركبات مدرعة ودبابات ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع وقذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات موجهة بالليزر. مع ذلك، أعظم إمكاناتها تظهر في المعارك التي تختبر الأنظمة المبتكرة التي قد تتفوق على المعدات العسكرية القديمة، كما يقول الخبراء العسكريون. ودرة الصناعة الأوكرانية هي القوارب السريعة المسيّرة، أي من دون قبطان، وهي المرادف البحري للطائرات من دون طيار.
تم نشر هذه القوارب المسيرة المتفجرة أول مرة في القتال ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا. تقول الصحيفة الأميركية: "تدير كييف برنامجين للتصنيع، أحدهما تابع لوكالة الاستخبارات العسكرية، والآخر تديره وكالة الاستخبارات المحلية".
ألحقت هذه القوارب المسيرة أضرارًا بالغة بالأسطول الروسي، وأغرقت عشرات السفن الروسية، وفقًا للبحرية الأوكرانية، "ولعبت دورًا، إلى جانب الصواريخ التي قدمها الغرب، في إجبار روسيا على نقل السفن من ميناء سيفاستوبول، وساعدت في فتح قناة شحن لتصدير الحبوب، ودفعت حاملات الصواريخ الروسية إلى الابتعاد عن الشواطئ الأوكرانية، ما أعطى مزيدًا من التحذير لقوات الدفاع الجوي بشأن الضربات الروسية. ولم تكشف أوكرانيا عن حجم أسطولها من هذه القوارب المسيّرة". وقال ثيرتين، أحد المسؤولين عن تسيير هذه القوارب المتفجرة: "لا أحد يملك الخبرة في استخدام هذه القوارب المسيرة مثلنا".
في مستودع مظلم، كانت العشرات من الزوارق السريعة مطلية باللونين الرمادي والأسود، ما يجعل من الصعب رؤيتها في البحر ليلًا، تم تجهيز بعضها بكاميرات للاستطلاع، وبعضها مزود بآليات لإسقاط الألغام في مسار السفن الروسية. وباستخدام الاتصا بالأقمار الصناعية، يستخدم مسيّروها وحدات التحكم المصممة لمهاجمة أسراب مكونة من ستة أفراد أو نحو ذلك، مما يعزز فرص اختراق الدفاعات، مثل المدافع الرشاشة المثبتة على سطح السفينة، وضرب هياكل السفن الروسية.
المصدر: "نيويورك تايمز"