إيلاف من بيروت: بعد كل حدث كبير يصيب البشرية، أو جزءًا منها في أقل تقدير، تشيع موجة من نظريات المؤامرة، يعتنقها الكثير من المشككين، وينبري أهل العلم والاختصاص والمسؤولية إلى سوق الأدلة على نفي هذه النظريات. لكنها، على الرغم من نفيها، تبقى راسخة في أذهان الناس.
كما حصل في مسألة تفشي كورونا، يقول منظرو المؤامرة أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر في تركيا وسوريا نتج من مشروع ممول من الحكومة الأميركية. وقد سمّوا تحديداً برنامج بحوث الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP). ولمن لا يعرفه، هذا برنامج بحوث للغلاف المتأين الذي يموله الجيش والحكومة الأميركيان وجامعة ألاسكا، وهو دائماً مثار شكوك واتهام من أنصار نظريات المؤامرة.
تستند هذه النظرية إلى وجود صواعق في أجواء تركيا قبل الزلزال بثوان، وهذه الصواعق هي ما يدفع بمنظري المؤامرة إلى الاعتقاد أن ما حصل لم يكن كارثة طبيعية. إلى ذلك، قال بعضهم إن هذا الزلزال كان "عملية عقابية" ضد تركيا لعرقلتها توسع الناتو.
The earthquake in Turkey looks like a punitive operation (HAARP) by NATO or the US against Turkey.
— Snezhina Boahen (@SnezhinaBoahen) February 6, 2023
The video shows lightning strikes, which are not normal in earthquakes, but always happen in harp operations. pic.twitter.com/Puv1Ns3GW3
غردت الناشطة سنيزينا بوهن على حسابها في تويتر قائلة: "يبدو الزلزال في تركيا عملية عقابية (HAARP) من قبل الناتو أو الولايات المتحدة ضد تركيا"، عارضة لفيديو البرق الذي سبق الزلزال، مضيفة: "هذا ليس طبيعيًا في الزلازل، لكنه يحدث دائمًا في عمليات HAARP".
إلا أن الخبراء في الكوارث الطبيعية يؤكدون ظاهرة مصاحبة البرق للزلازل، ويسمونها "برق زلازلي"، وهي مسألة تحدث قبل الثوران البركاني أو الزلزال أو الإجهاد التكتوني. ولا يتضح من المقاطع المتداولة إن كان هذا "برق زلازلي" أو مجرد اضطراب في شبكة الكهرباء بسبب الاهتزاز.
Sad to hear about the earthquake in Turkey. It's very suspicious that there was lightening in the Sky before the disaster. If you don't know what project HAARP is then search it up. Coincidentally when Turkey was becoming a thorn in NATO's neck regarding Russia. pic.twitter.com/4cibZ3ngz6
— Optimistic realist (@Ficasso_) February 6, 2023
يغرد أحدهم على تويتر، مسميًا نفسه "الواقعي المتفائل" قائلًا: "محزن أن نسمع عن الزلزال في تركيا. مريب جدا وجود برق في السماء قبل الكارثة. إن كنت لا تعرف ما هو مشروع HAARP، فابحث عنه. صدفة أن تصبح تركيا شوكة في رقبة الناتو في ما يتعلق بروسيا".
ويستدل بعضهم من تغريدة لباحث جيولوجي هولندي، تنبأ بحدوث الزلزال التركي - السوري قبل ايام من حصوله، وقد غرّد تنبؤه من دون أن يتخذ المسؤولون في العالم أي إجراء.
Sooner or later there will be a ~M 7.5 #earthquake in this region (South-Central Turkey, Jordan, Syria, Lebanon). #deprem pic.twitter.com/6CcSnjJmCV
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 3, 2023
رفض الخبراء هذه النظريات وبدلاً من ذلك يركزون على كيفية الاستجابة للآثار المدمرة للزلزال. ويؤكدون وجود تحركات زلزالية بقوة 4.0 على مقياس ريختر في الأيام الثلاثة التي سبقت الزلزال.
The magnitude of the seismic event ongoing between Turkey and Syria. In the last 3 days there were ~100 earthquakes > M4.0https://t.co/Wazn53AWwuhttps://t.co/jDpjJJu4lZ pic.twitter.com/kDEUG9yuzx
— Massimo (@Rainmaker1973) February 8, 2023
بعضهم يبتعد عن فرضية الزلزال والصواعق والناتو إلى السؤال المثير للجدال: "هل هكذا تنتهي المسألة السورية وما جرّته من ويلات على العالم؟"
لا بد من استعادة نظرية مؤامرة تناولت زلزال سبيتاك في ناغورنو كاراباخ في عام 1988، إذ قيل حينها إنه نتج من تفجير نووي تحت الأرض نفذته القيادة السوفياتية آنذاك. وقد ظهرت هذه النظرية بسبب ارتفاع مستوى عدم الثقة في النظام السوفياتي في ذلك الوقت. مع ذلك، لا دليل يدعم هذه النظرية، وقد رفضت على نطاق واسع.
وقد شاعت هذه النظرية بسبب منع السوفيات انتقال رجال الإنقاذ اليابانيين الواصلين إلى مطار أدلر (روسيا) إلى منطقة الزلازل الأرمنية. وكان معروفًا أن رجال الإنقاذ اليابانيين هم الأكثر تقدمًا من الناحية الفنية في مجال علم الزلازل، وقد كانوا مزودين بمعدات متفوقة قادرة على اكتشاف وجود عوامل بيولوجية غير طبيعية.