: آخر تحديث
نظريات مؤامرة "البرق" تتكاثر

يقولون إن زلزال تركيا - سوريا مفتعل.. فأين الحقيقة؟

45
50
53
مواضيع ذات صلة

إيلاف من بيروت: بعد كل حدث كبير يصيب البشرية، أو جزءًا منها في أقل تقدير، تشيع موجة من نظريات المؤامرة، يعتنقها الكثير من المشككين، وينبري أهل العلم والاختصاص والمسؤولية إلى سوق الأدلة على نفي هذه النظريات. لكنها، على الرغم من نفيها، تبقى راسخة في أذهان الناس.

كما حصل في مسألة تفشي كورونا، يقول منظرو المؤامرة أن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر في تركيا وسوريا نتج من مشروع ممول من الحكومة الأميركية. وقد سمّوا تحديداً برنامج بحوث الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP). ولمن لا يعرفه، هذا برنامج بحوث للغلاف المتأين الذي يموله الجيش والحكومة الأميركيان وجامعة ألاسكا، وهو دائماً مثار شكوك واتهام من أنصار نظريات المؤامرة.

تستند هذه النظرية إلى وجود صواعق في أجواء تركيا قبل الزلزال بثوان، وهذه الصواعق هي ما يدفع بمنظري المؤامرة إلى الاعتقاد أن ما حصل لم يكن كارثة طبيعية. إلى ذلك، قال بعضهم إن هذا الزلزال كان "عملية عقابية" ضد تركيا لعرقلتها توسع الناتو.

غردت الناشطة سنيزينا بوهن على حسابها في تويتر قائلة: "يبدو الزلزال في تركيا عملية عقابية (HAARP) من قبل الناتو أو الولايات المتحدة ضد تركيا"، عارضة لفيديو البرق الذي سبق الزلزال، مضيفة: "هذا ليس طبيعيًا في الزلازل، لكنه يحدث دائمًا في عمليات HAARP".

إلا أن الخبراء في الكوارث الطبيعية يؤكدون ظاهرة مصاحبة البرق للزلازل، ويسمونها "برق زلازلي"، وهي مسألة تحدث قبل الثوران البركاني أو الزلزال أو الإجهاد التكتوني. ولا يتضح من المقاطع المتداولة إن كان هذا "برق زلازلي" أو مجرد اضطراب في شبكة الكهرباء بسبب الاهتزاز.

يغرد أحدهم على تويتر، مسميًا نفسه "الواقعي المتفائل" قائلًا: "محزن أن نسمع عن الزلزال في تركيا. مريب جدا وجود برق في السماء قبل الكارثة. إن كنت لا تعرف ما هو مشروع HAARP، فابحث عنه. صدفة أن تصبح تركيا شوكة في رقبة الناتو في ما يتعلق بروسيا".

ويستدل بعضهم من تغريدة لباحث جيولوجي هولندي، تنبأ بحدوث الزلزال التركي - السوري قبل ايام من حصوله، وقد غرّد تنبؤه من دون أن يتخذ المسؤولون في العالم أي إجراء.

رفض الخبراء هذه النظريات وبدلاً من ذلك يركزون على كيفية الاستجابة للآثار المدمرة للزلزال. ويؤكدون وجود تحركات زلزالية بقوة 4.0 على مقياس ريختر في الأيام الثلاثة التي سبقت الزلزال. 

بعضهم يبتعد عن فرضية الزلزال والصواعق والناتو إلى السؤال المثير للجدال: "هل هكذا تنتهي المسألة السورية وما جرّته من ويلات على العالم؟"

لا بد من استعادة نظرية مؤامرة تناولت زلزال سبيتاك في ناغورنو كاراباخ في عام 1988، إذ قيل حينها إنه نتج من تفجير نووي تحت الأرض نفذته القيادة السوفياتية آنذاك. وقد ظهرت هذه النظرية بسبب ارتفاع مستوى عدم الثقة في النظام السوفياتي في ذلك الوقت. مع ذلك، لا دليل يدعم هذه النظرية، وقد رفضت على نطاق واسع.

وقد شاعت هذه النظرية بسبب منع السوفيات انتقال رجال الإنقاذ اليابانيين الواصلين إلى مطار أدلر (روسيا) إلى منطقة الزلازل الأرمنية. وكان معروفًا أن رجال الإنقاذ اليابانيين هم الأكثر تقدمًا من الناحية الفنية في مجال علم الزلازل، وقد كانوا مزودين بمعدات متفوقة قادرة على اكتشاف وجود عوامل بيولوجية غير طبيعية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار