القاهرة: بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين في القاهرة "خفض حدّة التوتر"، قبل أن يتوجه إلى القدس ورام الله وسط تصاعد أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
منعطفٌ مختلف
واتخذت زيارة بلينكن المقرّرة منذ فترة طويلة إلى مصر التي تلعب تاريخيا دور الوسيط لدى الفلسطينيين، منعطفاً مختلفاً مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.
واستقبل السيسي بلينكن وشكّلت التطوّرات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الموضوع الرئيسي للنقاشات.
برايس
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّهما "بحثا الجهود الجارية لخفض حدّة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مؤكّداً دور القاهرة "المهم" في "تعزيز الاستقرار الإقليمي".
بلينكن خلال المؤتمر الصحافي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري
في القاهرة
وفي مؤتمر صحافي بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، دعا بلينكن جميع الأطراف إلى "الهدوء وخفض تصعيد" العنف الجاري.
وأشار بلينكن في المؤتمر الصحافي إلى أهمية دور مصر في لعب دور الوسيط بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، قائلا "ناقشت مع الرئيس السيسي وشكري كيفية تخفيف التوتر وإعادة الهدوء" إلى المنطقة.
من جهته قال شكري إن مصر أكدت العمل على "احتواء موجة العنف الاخيرة ومراعاة مصالح كل الأطراف واستقرار المنطقة"، مشيرا إلى أهمية "ايجاد الإطار السياسي الملائم للتوصل إلى حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين".
في أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة بنيامين نتانياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إجراءات تهدف إلى معاقبة أقارب منفّذي الهجمات.
وفي السياق، أغلقت القوات الإسرائيلية منزل عائلة فلسطيني قتل ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية الجمعة في القدس الشرقية، بهدف هدمه.
غارات
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة رداً على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.
وكانت إسرائيل نفّذت الخميس عملية عسكرية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها تسعة فلسطينيين، وهو العدد الأكبر من القتلى في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.
والأحد توفي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها الخميس لترتفع بذلك إلى عشرة حصيلة قتلى العملية في جنين.
هجوم القدس
وشهدت القدس الشرقية السبت هجوماً جديداً حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاماً النار وأصاب رجلاً وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره على أيدي إسرائيليين مسلحين ويتم توقيفه.
وقتل حرّاس إسرائيليون الأحد فلسطينياً في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967. والإثنين، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينياً في الخليل في الضفة الغربية، وفقاً للسلطات الفلسطينية.
وتثير أعمال العنف مخاوف من دوّامة جديدة، حيث سيكرّر بلينكن الدعوة الأميركية لضبط النفس الإثنين خلال لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ثمّ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
قال بلينكن لقناة "العربية" السعودية إنه "يريد التحدث مع الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية".
وأضاف "أريد أن أكون قادراً على سماع ما يقوله الأشخاص الذين يتأثّرون بشكل يومي" بسبب الصراع.
بعد السيسي، التقى بلينكن في القاهرة وزير الخارجية المصري سامح شكري. ولم تُعرف أيّ تفاصيل على الفور بشأن مجرى المحادثات.
ورغم أنّ الولايات المتحدة ومصر، وهي من كبار المستفيدين من المساعدة العسكرية الأميركية، تعدّان من الفاعلين الدبلوماسيين المهمّين، إلّا أنّ الخبراء يعتبرون أنّ هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأميركي يبقى محدوداً.
ودانت واشنطن الهجوم "المروّع" في القدس الشرقية، فيما سيحثّ بلينكين بنيامين نتانياهو ومحمود عباس على "اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد"، وفقاً لوزارة الخارجية.
غير أنّ مسؤولين أميركيين لا يخفون في الأحاديث الخاصة إحباطهم من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفيما من المتوقّع إحراز تقدّم ضئيل على مستوى خفض التصعيد، تسعى واشنطن إلى إعادة الاتصال بنتانياهو. وفي هذا الإطار، قام عدة مسؤولين مؤخرا بزيارات إلى القدس، كما يتحدث بعض الخبراء عن زيارة محتملة لنتانياهو إلى البيت الأبيض في شباط/فبراير.