إيلاف من الرباط: شجب حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي (أغلبية حكومية) "السلوكات الدنيئة" التي صاحبت افتتاح بطولة أفريقيا للاعبين المحليين في كرة القدم (شان) بالجزائر، مشددا،الاثنين ،في ختام اجتماع مكتبه السياسي وأمنائه الجهويين، برئاسة الأمين العام عبد اللطيف وهبي، خصص للتداول في مستجدات الساحة السياسية الوطنية، ودراسة بعض القضايا التنظيمية الداخلية للحزب، على أنه كان من المفروض أن تنتصر هذه التظاهرة الكروية القارية لروح الرياضة بمفهومها الإنساني العالمي الداعم لتعميق المحبة والسلام بين الشعوب، بدل "عمى الإرادة السياسية للحكومة الجزائرية الذي جعلها تحول لحظة رياضية صرفة إلى مناسبة لبث عدائها وسمومها السياسية" اتجاه الوحدة الترابية للمملكة، بل اتجاه حتى الجماهير الرياضية المغربية التي بصمت على صورة حضارية جد راقية شهد بها العالم خلال مونديال قطر، في "اعتداء وخرق سافرين للقوانين المنظمة للعبة دوليا وإفريقيا".
في السياق ذاته ، ثمن الحزب عاليا الموقف الوطني الثابت للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الرافضة لأي مساس بالرموز وبالوسائل الوطنية، وتضامنه مع النخبة الوطنية الشابة التي حرمت من المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية، نتيجة رفض الحكومة الجزائرية التصريح لبعثة المنتخب المغربي السفر عبر الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية.
وحدة الحزب
استنكر الحزب "الحملة الشرسة" التي تتعرض لها قيادته "بين الفينة والأخرى"، والتي "يقودها الخصوم وبعض الجهات المعلومة والمجهولة، باستعمال أساليب دنيئة وغير أخلاقية، انتقلت من مناقشة قرارات وتدابير وزراء الحزب في مجال القطاعات التي يشرفون عليها إلى التهجم على حياتهم الخاصة، والمس والتشهير بأفراد عائلاتهم، وتصفية حسابات سياسية ضيقة عبر بث الإشاعات المسمومة والتلفيقات، وترويج الأكاذيب حول وحدة الحزب وتماسك قيادته وقواعده".
المكتب السياسي لحزب الاصالة والمعاصرة لدى اجتماعه
وقال الحزب إنه بالقدر الذي يستنكر فيه هذه "الحملة البئيسة والرخيصة"، يعلن عن تضامنه المطلق مع قياداته، وزاد أنه يشد على أيديها، ويدعوها إلى التمسك أكثر من أي وقت مضى بخيار الإصلاح الحداثي، ودعمها المطلق للنهوض بأوضاع الفئات المجتمعية الهشة والفقيرة، وتعزيز حقوق المرأة، وتحملها لمسؤوليتها الكاملة مع حلفاء الحزب في الحكومة الحالية ومع المعارضة الوطنية المسؤولة لمواصلة تنزيل البرنامج الحكومي بشكل تضامني، والترافع لصالح مختلف الالتزامات التي قطعها الحزب مع المواطنات والمواطنين، ومن مواقعه المختلفة داخل الحزب لتنزيل الإصلاحات التي يؤمن أن فيها مصالح المواطنات والمواطنين.
اللغة الأمازيغية
نوه الحزب، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة، بمختلف الجهود التي تبذلها الحكومة على مستوى تفعيل اللغة الأمازيغية، مع إشادته بتدابيرها العملية في هذا المجال، لا سيما قرارها الأخير بترجمة مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية ذات الصبغة العامة في الجريدة الرسمية إلى اللغة الأمازيغية، وكذلك حجم الاتفاقيات المهمة التي وقعها الأسبوع الماضي عدد من الوزراء لتكريس حضور الأمازيغية في الإدارات والمؤسسات العمومية بطريقة غير مسبوقة، إضافة إلى خطوة الرفع من الموازنة المخصصة لدعم الأنشطة الأمازيغية، والعمل على إدراج اللغة الأمازيغية داخل مقرات الإدارات وفي التشوير والتسمية ووسائل النقل والمواقع الإلكترونية. وفي هذا الصدد ، دعا الحزب إلى "انخراط أكثر" لمختلف مكونات الحكومة في هذا الورش الاجتماعي الحيوي.
الحكومة والنقابات
قدر الحزب عاليا مضمون الاتفاق الموقع بين الحكومة والنقابات الأكثر تمثيلية في مجال التعليم العالي قبل شهور، واليوم في مجال التربية الوطنية، والذي نص على الكثير من التدابير والإجراءات والتحفيزات غير المسبوقة للموارد البشرية في مجال التعليم، باعتبارها مدخلا أساسيا لإصلاح المدرسة العمومية، والاتفاق على نظام أساسي موحد يسري على جميع موظفي القطاع، وإلغاء الأنظمة الأساسية المعمول بها من قبل وغيرها من المكاسب لفائدة أسرة التعليم، مما "سيعطي لا محالة دفعة إصلاحية قوية لقطاع التعليم، باعتباره من القطاعات الاجتماعية ذات الأولوية في برنامج الحكومة".
ثقة شعبية
عبر الحزب عن اعتزازه بالاستقرار السياسي والمؤسساتي المتين الذي تعرفه المملكة، وبحسن سير مؤسساتها الدستورية، وبالثقة الشعبية التي تحظى بها مكونات الأغلبية الحكومية والتي تعززها بالملموس، حسب البيان، نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة، حيث "دعم المواطنات والمواطنين للإصلاحات الحداثية والديمقراطية التي تقوم بها الحكومة، مكنها من تحقيق نتائج باهرة لفائدة المواطنات والمواطنين في مختلف المجالات رغم الظرفية الاقتصادية الداخلية والخارجية الصعبة".
وبهذه المناسبة، دعا الحزب جميع الفاعلين السياسيين الوطنيين إلى "استثمار رصيد الثقة" في المؤسسات الدستورية واستقرارها، والتركيز على تطوير البلاد وتنمية شعب المغربي "عوض تبخيس صورتها أمام الرأي العام الوطني والدولي".
تعزيز تماسك الأغلبية
رحب الحزب عاليا بمضامين الاجتماع الذي عقدته هيئة رئاسة الأغلبية بمجلس النواب، ودعوتها المسؤولة لجميع مكونات الأغلبية بالمجلس إلى دعم وتعزيز التماسك المتين والتضامن المستمر بين مكونات الأغلبية الحكومية، وتأكيدها على ضرورة احترام الميثاق السياسي والأخلاقي للأغلبية، وعدم الانسياق وراء خصوم النجاح والارتقاء بالأوضاع الاقتصادية والمجالية والاجتماعية والثقافية للمواطنات والمواطنين.
قضايا تنظيمية داخلية
بعد الاستماع لتقارير تنظيمية جديدة تهم آخر الاستعدادات لعقد مؤتمر وطني خاص بتأسيس المنظمة النسائية للحزب، وكذا آخر الترتيبات في مجال هيكلة منظمة شبيبة الحزب، اطلع الاجتماع على تقارير جديدة تهم المؤتمرات الجهوية للحزب، لا سيما التعديلات التي طرأت على أجندة عقد خمسة مؤتمرات جهوية تهم جهات مراكش آسفي، وبني ملال خنيفرة، والشرق، والدار البيضاء سطات، ودرعة تافيلالت.
كما تطرق الاجتماع بتفصيل للأجندة النضالية الجهوية والإقليمية لسنة 2023، حيث تقرر جعلها سنة الرفع من إيقاع التعبئة الجماعية لاستكمال تأسيس التنظيمات الموازية للحزب وتنزيل الأجندة التنظيمية المقررة في أفق الإعداد الجيد لمحطة المؤتمر الوطني الخامس وعقده في تاريخه المحدد.