قضت محكمة بريطانية بالسجن خمس سنوات ونصف السنة على مذيع بي بي سي السابق ألكس بيلفيلد، بعد إدانته بالتحرش بأربعة أشخاص بينهم مذيع بي بي سي الحالي جيريمي فاين.
وكان بيلفيلد، الذي يدير الآن قناة على يوتيوب، قد طارد ضحاياه وتحرّش بهم عبر الإنترنت.
وتبيّن لدى المحكمة في مدينة نوتنغهام أن بيلفيلد نشر فيديوهات عبر يوتيوب تمسّ هؤلاء الضحايا، كما قام بنشر رسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأرسل رسائل عبر البريد الإلكتروني، فضلا عن تشجيع متابعيه على استهداف هؤلاء الضحايا.
وقال القاضي إن أحد ضحايا بيلفيلد كان "على مسافة ثوان معدودة" من الانتحار.
وخاطب القاضي بيلفيلد قائلا: "لقد قمت بعمليات اتصال كان لها آثار خطيرة على الحياة الخاصة بأصحاب الدعوى كما كان لها آثار سلبية على صحتهم الجسدية والنفسية على السواء".
- إن بي سي تفصل المذيع الشهير مات لوير بسبب مزاعم بالتحرش الجنسي
- التحرش الجنسي: دعوات لفرض قواعد صارمة بعد اتهامات طالت نوابا في مجلس العموم البريطاني
وقال القاضي إن بيلفيلد ربما لم يسلك طريق "المطاردة التقليدية" لكن الطرق التي سلكها "انتهت إلى تخويف الضحايا بشكل فعال، على نحو يصعب علاجه مقارنة بتبعات المطاردات التقليدية في بعض الأحيان".
ويبلغ بيلفيلد من العمر 42 عاما، وهو من مدينة نوتنغهام. وقد واجه اتهامات بمطاردة ثمانية أشخاص مختلفين معظمهم يعملون حاليا أو كانوا يعملون في بي بي سي.
وجاء في لائحة الاتهام أن بيلفيلد "سلك مسلكا يصل إلى التحرّش والمطاردة" بأصحاب الدعوى مما سبب لهم "قلقا بالغا وضيقا شديدا".
وأدين بيلفيلد في اثنتين من الدعاوى المقدمة ضده - إحداهما لمذيع البي بي سي بيرني سبيدينغ المعروف باسم بيرني كيث، والدعوى الأخرى لمصور الفيديو بِن هيويس.
وفي كل من هاتين الدعويين، حُكم على بيلفيلد بالسجن لمدة سنتين ونصف.
وقال القاضي إن بيلفيلد تسبب في "ضيق شديد للغاية" لسبيدينغ.
وفي ذلك، قال القاضي لبيلفيلد: "لقد كان على مسافة ثوان معدودة من الانتحار نتيجة مسلكك تجاهه".
ولم تُقرأ إفادات الضحايا في المحكمة، لكن هيويس نشر إفادته عبر تويتر بعد صدور حكم المحكمة.
وقال هيويس: "منذ أولى رسائله عبر البريد الإلكتروني، وفي معظم اتصالاته فيما بعد، عمد (بيلفيلد) إلى استخدام زوجتي وأطفالي كسلاح أساسي لإرهابي وتخويفي وابتزازي".
مزاعم "ملفقة"
فيما يتعلق بـجيريمي فاين، ومدوّن مسرحي يدعى فيليب ديهاني، أدين بيلفيلد بتهمة أقلّ وطأة هي المطاردة الـ "خفيفة"، والتي لا تترك الضحية في قلق بالغ أو ضيق شديد على نحو يمكن إثباته.
وفي كل من هاتين الدعويين حُكم على بيلفيلد بالسجن 13 أسبوعا.
وقال القاضي إن بيلفيلد اختلق مزاعم "مفبركة تماما" بشأن قيام فاين بسرقة مبلغ ألف جنيه استرليني، كما نشر (بيلفيلد) عنوان منزل فاين وتسبب له في قلق بالغ.
وقال القاضي لبيلفيلد إنه سيقضي نصف مدته في السجن، على أنْ يحظى بإخلاء سبيل مشروط لنصف المدة المتبقي.
وأصدر القاضي أوامر زاجرة بعدم التعرّض لأصحاب الدعاوى، حتى أولئك الذين لم تجد المحكمة في دعاواهم ما يكفي لإدانة بيلفيلد.
وقالت إحدى أصحاب الدعاوى، وهي روزينا برين التي كانت رئيسة سابقة لـ بيلفيلد، إنها سعيدة بظهور العدالة أخيرا بعد عشر سنوات.
وكتبت برين عبر تويتر: "رغم أن دعاوى أربع نساء لم تجد فيها المحكمة ما يدين بيلفيلد، لكن حُكم اليوم بالسجن يبعث على الراحة النفسية .. المطاردة جريمة مرعبة وشريرة وخسيسة".