: آخر تحديث
الناتو من أمامه والنووي من ورائه!

بوتين في أوكرانيا: يائس وخطير

38
32
35

يُظهر نظام بوتين يأسًا متزايدًا مع تزايد الفوضى في حربه ضد أوكرانيا. وهذا خطر جدًا.

إيلاف من بيروت: يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يخسر، ويضاعف من الإجراءات العدوانية حتى مع ضعف موقعه الاستراتيجي. هذا يعني أننا ندخل الآن أخطر مرحلة في حملة بوتين المشؤومة. على الولايات المتحدة والغرب إدارة هذا الوضع بعناية. بدلًا من إخبار رئيس روسيا بما لن نفعله، يجب أن نجعله قلقًا بشأن ما قد نفعله. إنه لا يريد أن يزيد من صعوبة حربه بجرنا إليها.

علينا إظهار القوة لردع بوتين (والجنرالات خلفه) عن اللجوء إلى أسلحة الدمار الشامل أو مهاجمة أراضي أو قوات الناتو، مع إعطاء الأوكرانيين وسائل القتال والبقاء حتى ينهار الهجوم الروسي. فمفتاح بقاء أوكرانيا هو إعاقة القوات الروسية فترة كافية حتى يكون للعقوبات ضد روسيا تأثيرها، وكي يدرك القادة الوطنيون الآخرون في موسكو الدمار الاقتصادي والعسكري الذي يلحقه بوتين بوطنهم، فيوقفونه.

يأس بوتين واضح

هذه خطوات تم اتخاذها في الأيام القليلة الماضية:

- تحويل التكتيكات من الاشتباك بشكل أساسي مع القوات العسكرية الأوكرانية، التي أوقفت الهجوم الروسي، إلى مهاجمة السكان المدنيين عمدًا في محاولة لكسر إرادة الشعب الأوكراني؛

- مهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بشكل متعمد، ومنع الإصلاحات، من أجل حرمان السكان من التدفئة والكهرباء والمياه؛

- وضع ضباط استخبارات بوتين قيد الإقامة الجبرية - ظاهريًا لمعاقبتهم على الإخفاق، لكن ربما أيضًا بهدف منع الانقلاب؛

- مطالبة الصين بالدعم العسكري، والدعوة إلى تجنيد مقاتلين سوريين ومرتزقة آخرين للانضمام إلى الحرب إلى جانب القوات الروسية المحاصرة؛ 

- تعبئة القوات الروسية من مواقع أخرى، مثل أبخازيا (جورجيا)، لتعزيز القوات الروسية في أوكرانيا؛

- التهديد بمهاجمة قوات دول الناتو التي تساعد في إمداد الجيش الأوكراني في محاولة قطع تلك الإمدادات (من الواضح أنها لها تأثير)؛

- رفع احتمالات استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية، وضمنيًا، التهديد بأن روسيا نفسها ستفعل ذلك؛ 

- إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى من البحر والجو على قاعدة يافوريف أوكرانية قرب الحدود البولندية، ما قد يؤدي إلى قتل ضباط من دول الناتو، أو ضرب أراضي دول الناتو خطأ، وبالتالي التذرع برد عسكري من الناتو.

هذا كله ليس من عمل قائد واثق من النصر. على العكس من ذلك، تظهر على بوتين كل الدلائل على رجل يعرف أن مناورته تفشل. إنه محاصر بين عملية عسكرية متعثرة، من ناحية، واقتصاد يسقط بحرية من ناحية أخرى. آخر شيء يريده هو جعل وضعه أسوأ بجر الولايات المتحدة أو حلف الناتو إلى القتال.

هذا يشير إلى أمرين:

أولًا، يعلم بوتين حربه تسير على نحو سيئ، لكنه سيحاول كل ما هو ممكن لاستعادة زمام الأمور بغض النظر عن التكاليف. هذا هو وقت الخطر الأقصى. لا حدود للقتال، من حيث أنظمة الأسلحة، أو الأهداف، أو التكتيكات، أو المعاناة الإنسانية في أوكرانيا. ربما يلجأ بوتين بالفعل إلى الهجمات التصعيدية، أو استخدام أسلحة الدمار الشامل، إذا لم يرَ خيارًا آخر.

ثانيًا، لهذا السبب، الدعم الغربي لأوكرانيا - وردع روسيا - مطلوبان الآن أكثر من أي وقت مضى. مفتاح هزيمة بوتين هو بقاء أوكرانيا. يجب تقديم كل شيء لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن من المساعدات الإنسانية، ودعم قطاع الطاقة، والاستخبارات في الوقت الفعلي، وطائرات ميغ 29، وطائرات الهجوم الأرضي A-10، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ الشاطئ، وغيرها من أنظمة مضادة للدبابات. الوقت جوهر المسألة. في ما يتعلق بالردع، يجب أن يأتي تحذير من الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه بأن أي استخدام للأسلحة البيولوجية أو الكيميائية أو النووية سيقابل برد قوي. علينا أيضًا أن ننشر المعلومات التي تفيد بأن القادة العسكريين الروس يمكن أن يتحملوا المسؤولية الفردية عن أي جرائم حرب تُرتكب، وسيتحملونها.

يقوم الأوكرانيون بعمل جيد بشكل استثنائي: صد قوات بوتين البرية، وقطع خطوط الإمداد، وإنكار التفوق الجوي. أثبتوا أنهم قوة قادرة على استيعاب المساعدة العسكرية الغربية، وإرادتهم حديدية.

يجب أن يثبت الغرب أنه قادر على المواجهة، بإمداد أوكرانيا والرد على تهديدات بوتين. يود الرئيس الروسي كسب هذه الحرب بالترهيب. يجب أن نظهر غير خائفين، بل مصممين بالفعل على ضمان بقاء أوكرانيا بينما يقود بوتين جيشه واقتصاده إلى الهلاك.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "مركز تحليل السياسة الأوروبية"


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار