جنيف: نددت بياتريس فين مديرة منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" التي فازت بجائزة نوبل للسلام العام 2017، بـ"ابتزاز" نووي يمارسه برأيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لثني العالم عن مساعدة أوكرانيا، معتبرة أن هذه الإستراتيجية "خطرة للغاية".
وقالت فين مديرة منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" (آيكان) في حديث أجرته معها وكالة فرانس برس "أعتقد أن هذه من أكثر اللحظات المخيفة على صعيد الأسلحة النووية".
(من اليسار) المتحدثة باسم مجلس الكنائس العالمي (WCC) ماريان إيجديرستن، والمديرة التنفيذية لمجموعة نزع السلاح النووي بياتريس فين، ومنسق آيكان(ICAN) دانييل هوغستان، وعضو اللجنة التوجيهية في ICAN، غريت أوسترن، يحضرون مؤتمرًا صحفيًا بعدما فازت آيكان بجائزة نوبل للسلام عن حملتها التي استمرت عشر سنوات لتخليص العالم من القنبلة الذرية في 6 تشرين الأول\أكتوبر 2017 في جنيف.
وضعٌ مقلق
ورأت السويديّة الاربعينية أن التهديد النووي لم يكن يوما بالمستوى الذي هو عليه اليوم معترفة بأن "هذا مقلق ومخيف إلى حدّ لا يصدق".
وبعد بضعة أيام على بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، أمر بوتين بوضع كل مكوّنات قوة الردع في حالة تأهب، بما فيها السلاح النووي.
وأعلنت رئيسة اجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز أمام الكونغرس الثلاثاء أن هذا القرار "خارج إلى أقصى حدّ عن المألوف"، مشددة على أن هذا الأمر لم يحصل "منذ الستينات".
ورأت فين أن المسألة "خطرة للغاية" مضيفة أن هذا التهديد "لا يهدف إلى نشر الخوف في العالم بأسره فحسب، بل المطلوب إثارة ما يكفي من الخوف لمنع مساعدة أوكرانيا".
وقالت فين إن بوتين غيّر معادلة الردع، فبعدما كان الهدف من امتلاك ترسانة نووية منع وقوع حرب، فإن بوتين يستخدمه الآن دعما لموقعه في نزاع.
وأوضحت فين أن "روسيا تستخدم (السلاح النووي) لممارسة ابتزاز حتى تتمكن من اجتياح أوكرانيا بدون أن يتدخل أحد" مضيفة "التهديد النووي يستخدم الآن بشكل سيء النية ووخيم للغاية من أجل اجتياح بلد آخر لا يملك السلاح النووي بصورة غير مشروعة".
خيارٌ مستبعد
لكنها تعتقد أنه من غير المرجح في الوقت الحاضر أن يستخدم الرئيس الروسي فعليا هذا السلاح.
لكنها أقرت بأنه "لا يمكن استبعاد ذلك" و"بدأنا نخشى أن يحصل" في نهاية المطاف.
وتابعت "يمكن لسوء تفاهم أن يتّخذ أبعادا أكبر بشكل سريع جدا" وقد يتم "استخدام النووي عرضا".
غير أن أمرا إيجابيا قد يخرج من مثل هذا الوضع في حال شكلت هذه الأزمة "جرس إنذار" ودفعت القوى النووية على نزع سلاحها.
وقالت مديرة آيكان "إن نجونا، فقد لا يحالفنا الحظ في كل مرة".
وتابعت "لا يمكننا أن نسمح لدول بفرض ذلك على بلدان أخرى، لمجرّد أنها تملك أسلحة نووية".
وفازت آيكان بجائزة نوبل للسلام لعملها الحثيث من أجل إقرار اتفاقية حظر الاسلحة النووية التي ابرمتها 59 دولة جميعها غير نووية.
وأوضحت فين أنه منذ بدء الأزمة، ازداد الاهتمام بالاتفاقية، مشيرة إلى أنه حتى بلدان لا تملك هذا السلاح انتقدت بوتين.
وقالت "أعتقد أن ثمة ثغرة وأنه يمكننا فعليا الشروع في العمل على نزع السلاح" النووي، مشددة على أنه لا يجدر السماح لموسكو بالاحتفاظ بترسانتها النووية بعد انتهاء النزاع.
وذكرت أنها تتلقى رسائل كثيرة من أشخاص يبدون قلقهم ويتساءلون كيف يمكنهم شرح الوضع لأطفالهم.
وقالت فين "الكل مذعور" معترفة بأن الوضع يثير لديها قلقا.
وقالت "أمضيت السنوات العشر الأخيرة أتحدث عمّا يحصل حين يتم استخدام سلاح نووي، ما يحصل للجسد، ما يحصل للمدن ... وأجد من الصعب للغاية أن أتكلم عن ذلك الآن".