إيلاف من بغداد: بضع ساعات من الانقطاع في خدمات عملاق منصات التواصل الاجتماعي، موقع فيسبوك وما يرتبط به من منصات رقمية وتطبيقات تواصل مثل انستغرام وواتس آب، كانت كفيلة باحداث ارتباك مزلزل طال مختلف أوجه النشاط الانساني العالمي.
والعراق لم يكن بمعزل عن التداعيات السلبية لذلك العطل الكبير، خاصة وأنه على أبواب تنظيم الانتخابات العامة المبكرة الأحد المقبل، حيث الحملات الانتخابية على أشدها، ما جعل من الوقع الثقيل للتوقف المفاجىء لفيسبوك وأخواته مضاعفا ذلك أن الشبكات الاجتماعية الإلكترونية كالموقع المذكور، وتطبيقات التواصل كواتس آب، هي ميدان التنافس الأول والأساسي في المعترك الانتخابي، وفقًا لتقرير نشره موقع "سكاي نيوز عربية".
حيث تفرد مختلف الأحزاب والقوائم والمرشحين المستقلين، صفحات وحسابات ومجموعات خاصة بالحملات الانتخابية، والإعلانات الممولة تتدفق عبرها دون هوادة، لضمان أوسع انتشار لتلك الصفحات والمنصات، التي تتحول ميدانا لكل ما قد يخطر على البال، من مناقشات ومنافسات ومبارزات حادة حتى، في سياق الصراع الانتخابي الحامي الوطيس.
وما زاد من حراجة الموقف ووطأته، بحسب مراقبين أن العطل الضخم والذي طال لساعات طويلة نسبيا، أتى في خضم احتدام المنافسة، وشد الأعصاب في بلاد الرافدين حيث الانتخابات قاب قوسين.
وللتعليق على تداعيات ما تركه هذا الخلل العالمي في منصات التواصل الاجتماعي، على المشهد الانتخابي العراقي، يقول الأستاذ الجامعي العراقي علي أغوان، لموقع "سكاي نيوز عربية" :"واضح تماما أن منصات السوشيال ميديا هي من أهم المنصات والأدوات الرئيسية، التي توظف سياسيا في الانتخابات العراقية، وخاصة فيسبوك، الذي هو أهم وأبرز تلك المنصات الإلكترونية، التي تستخدمها مختلف القوى والأحزاب السياسية العراقية منذ زمن طويل، للترويج لنفسها ولبث برامجها ودعايتها السياسية، سيما ونحن الآن في عز المعركة الانتخابية".
فالعطل الذي أصاب الموقع العالمي، وغيره من مواقع وتطبيقات مرتبطة به، كما يرى أغوان:"أفقد الأحزاب والقوى السياسية العراقية، أكثر من 12 ساعة من الترويج الانتخابي، وهي ساعات ذهبية لا تقدر بثمن ولا تعوض، فنحن نعيش الأيام بل الساعات الأخيرة قبيل بدء اليوم الانتخابي الكبير، والترويج المكثف والمتواصل الآن بلا انقطاع وتلكؤ، مصيري ومرجح لأي طرف سياسي بطبيعة الحال".
ويضيف أستاذ العلوم السياسية : "منصات السوشيال ميديا بديهي أنها قابلة دوما للتعطل والاختراق والتلاعب والتزييف، ما دفع الأحزاب السياسية العراقية، لتغيير خططها الدعائية على عجل، وإجراء مراجعات سريعة لها، محاولة نقل تركيزها ونشاطاتها الدعائية الانتخابية للميدان الواقعي على الأرض وليس الافتراضي فقط، خوفا من تكرار سيناريو حدوث أعطال مشابهة خلال الأيام القليلة المتبقية، من عمر الدعاية الانتخابية".
وعلى وقع العطل الرقمي العالمي الكبير، يشير أغوان لانتشار شائعات وتكهنات في العراق، حول احتمال حدوث قطع للإنترنت خلال الأيام الباقية، قبل وخلال موعد الانتخابات رغم ضرورته وأهميته، لربط مختلف المراكز والمحطات الانتخابية عبر الأقمار الصناعية لإرسال النتائج والبيانات وغيرها من تفاصيل، متابعا: "فمع بث بعض الجهات لهكذا شائعات فإن مختلف القوى السياسية المتنافسة، تحاول كسب الوقت المتبقي وتكثيف جهودها الدعائية والتعبوية على الأرض، في سباق محموم مع الزمن خلال الساعات القليلة القادمة"، بحسب "سكاي نيوز عربية".