: آخر تحديث
يدرس إرسال وفد لكوريا الجنوبية للمشاركة في الألعاب الأولمبية

كيم جونغ-أون: زر إطلاق النووي موجود على مكتبي!

94
78
108

إيلاف: تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في رسالته لمناسبة العام الجديد الاثنين بتعزيز انتاج الرؤوس النووية والصواريخ البالستية، ما يظهر عزمه على تحقيق طموحاته العسكرية رغم المعارضة الدولية.

وعززت بيونغ يانغ بشكل ملحوظ جهودها خلال العام الماضي لتطوير برنامجيها النووي والبالستي المحظورين، بالرغم من العقوبات المتعددة التي تفرضها الامم المتحدة والتهديدات المتزايدة من جانب واشنطن.

وأشرف كيم جونغ اون، الذي أكد ان الزر النووي بات موجودا بشكل دائم على مكتبه، على تجربة نووية سادسة في سبتمبر الماضي كانت الاقوى حتى الان.

كما أشرف خلال العام الماضي على تجارب عدة لصواريخ بالستية عابرة للقارات، مؤكدا ان الشمال قادر على ضرب الاراضي الاميركية، وبات قوة نووية بالفعل.

وقال في كلمته السنوية الى الامة "علينا انتاج كميات كبيرة من الرؤوس النووية والصواريخ وتسريع نشرها"، مشددا على ان الشمال حقق هدفه بأن يصبح دولة نووية وبان برامجه للتسلح دفاعية. تابع كيم "يجب ان نظل مستعدين لشن هجمات نووية مضادة فورية ضد مخططات معادية لشن حرب نووية".

ورد الرئيس الاميركي دونالد ترمب على العمليات العسكرية الكورية الشمالية بسلسلة من التهديدات متوعدا أمام الامم المتحدة كوريا الشمالية بـ"تدمير تام" في حال شنها هجوما، وبسيل من الانتقادات الى كيم جونغ اون نفسه، اذ وصفه بـ"رجل الصاروخ".

سنرى
ويرى بعض الخبراء ان هذه المبالغة في الاهانات والتهديدات ربما تأتي بنتيجة عكسية، اذ تشجع بيونغ يانغ في هروبها الى الامام خصوصا وان الشمال يبرر طموحاته النووية بالتهديد الاميركي.

ومضى كيم يقول ان كوريا الشمالية "قادرة على مواجهة أي تهديد نووي من الولايات المتحدة، وهي تملك (قوة) ردع قادرة على منع الولايات المتحدة من اللعب بالنار".وأضاف "الزر النووي موجود دائما على مكتبي. على الولايات المتحدة ان تدرك ان هذا ليس ابتزازا، بل الواقع".

تأتي التصريحات الجديدة للزعيم الكوري الشمالي في الوقت الذي حذر فيه مسؤول عسكري أميركي سابق من ان الولايات المتحدة "لم تكن يوما قريبة الى هذا الحد" من حرب نووية مع كوريا الشمالية.

وأوضح رئيس اركان الجيش الاميركي الاسبق مايك مولن في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" ان رئاسة ترمب "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير ولا يمكن التكهن ابدا بما ستقوم به".

وقال مولن الذي تولى منصبه ابان رئاستي جورج بوش وباراك اوباما في المقابلة "لم نكن برأيي يوما قريبين الى هذا الحد من حرب نووية مع كوريا الشمالية وفي المنطقة"، مضيفا "لا أرى كيف يمكن حل كل هذه المسائل بالسبل الدبلوماسية في هذه المرحلة". ولدى سؤال ترمب في منتجعه في مارالاغو بفلوريدا حول "الزر النووي" اكتفى بالرد "سنرى سنرى".

مبادرة ازاء سيول
تبرر بيونغ يانغ برامجها النووي بضرورة الدفاع عن نفسها ازاء الولايات المتحدة، فهي تعتبر العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة على غرار المناورات المشتركة بين واشنطن وسيول تدريبا على احتلال اراضيها.

اذا كان الشمال يثير قلق الاسرة الدولية باختباره صواريخ بالستية مداها اطول في كل مرة، فالمحللون يحذرون من ان تدخلا عسكريا اميركيا يمكن ان يؤدي الى حرب كارثية يعرّض حياة الملايين من الاشخاص للخطر.

ويتهم منتقدو الشمال كيم بالسعي الى اعادة توحيد شبه الجزيرة بالقوة. الا ان كيم قام بمبادرة ازاء سيول الاثنين، اذ قال ان بلاده قد ترسل وفدا الى كوريا الجنوبية من اجل دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2018 التي ستقام على اراضيها.

واعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة دونغوك كوه يو هوان ان خطر شن ضربة وقائية اميركية "أكبر من أي وقت مضى" وكيم يريد عبر مدّ اليد التخلي عن "المواجهة لمصلحة التعايش السلمي مع الولايات المتحدة".

تابع "عندما يقول ان الزر النووي موجود على مكتبه فهو يلمح الى انه ليس بحاجة الى اجراء تجارب نووية او لصواريخ بالستية في المستقبل القريب"، حتى لو انه يريد تطوير "قدرات شاملة للرد النووي". وكان مجلس الامن الدولي فرض في الاسبوع الماضي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ترمي الى الحد من وارداتها النفطية الحيوية لبرنامجيها الصاروخي والنووي.

وتبنى المجلس باجماع اعضائه الـ15 مشروع القرار الاميركي الذي ينص ايضا على اعادة الكوريين الشماليين العاملين في الخارج الى بلدهم والذين يشكلون مصدر دخل رئيسا لنظام كيم جونغ-اون.

إلى الأولمبياد درّ

في سياق آخر، اعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الاثنين ان بلاده قد ترسل وفدا الى كوريا الجنوبية من اجل دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2018، في اول مؤشر إلى ان بيونغ يانغ قد تشارك في هذه الدورة. 

وقال كيم في رسالته الى الشعب الكوري الشمالي لمناسبة العام الجديد "اننا على استعداد لاتخاذ الخطوات الضرورية لارسال وفدنا" الى العاب بيونغ تشانغ. وقدّمت سلطات كوريا الجنوبية ومنظمو ألعاب بيونغ تشانغ، دورة الالعاب هذه على انها "دورة العاب اولمبية للسلام"، وستُعقد من 9 الى 25 فبراير.

وتريد سيول ومنظمو الالعاب ان تشارك كوريا الشمالية في "دورة العاب السلام". غير ان مشاركة بيونغ يانغ في الاحداث الرياضية تعتمد الى حد كبير على تطورات الوضع السياسي والعسكري في شبه الجزيرة.

وفي كلمته بمناسبة العام الجديد، ابدى كيم تأييده لتحسين العلاقات بين الكوريتين. وقال "اننا بحاجة الى تحسين العلاقات المجمدة بين الشمال والجنوب، وجعل هذا العام نقطة تحول في التاريخ الوطني" الكوري.

واعرب رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن عن امله في ان تساعد الالعاب الاولمبية على تخفيف التوتر. واقترح لهذه الغاية تأجيل المناورات العسكرية السنوية لقوات بلاده مع الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لكوريا الجنوبية. تبدأ هذه المناورات العسكرية في العادة في نهاية فبراير أو بداية مارس وتؤدي في كل مرة إلى ارتفاع التوتر، وترى بيونغ يانغ في هذه المناورات استعدادات لغزو مستقبلي لأراضيها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار