: آخر تحديث
 بعد قرار واشنطن حول القدس

توتر يشوب احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم

76
77
71

بيت لحم: بدأت الاحتفالات بعيد الميلاد الاحد في مدينة بيت لحم الفلسطينية، التي تعتبر وفق الموروث المسيحي مهد المسيح، في اجواء يشوبها التوتر مع اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وادى القرار الاحادي الذي اعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترمب في السادس من ديسمبر الى تظاهرات شبه يومية في الاراضي الفلسطينية بما في ذلك في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة حيث سيحيى قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.

تجمع مئات الفلسطينيين وبعض السياح في أجواء باردة وتوجهوا الى ساحة المهد القريبة من الكنيسة أمام تصميم يرمز إلى ميلاد المسيح وشجرة العيد المزينة بالالوان. وبدأت ترانيم الميلاد باللغة العربية تبث عبر مكبرات الصوت، بينما اشترى البعض بالونات لاطفالهم والتقطوا الصور التذكارية.

وشارك العشرات من فرق الكشافة في العروض التي سبقت وصول المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين في القدس بيير باتيستا بيتسابالا الى كنيسة المهد بعد الظهر، حيث استقبلته شخصيات فلسطينية من المدينة.

وقبيل الميلاد، اكد بيتسابالا الاسبوع الماضي ان اعلان ترمب "ادى الى توتر حول القدس وشغل الناس عن عيد الميلاد".

وفي الايام الأخيرة وفد الى بيت لحم عدد قليل من الزوار الاجانب الذي يكون عددهم كبيرا في عيد الميلاد عندما يسمح الوضع الامني. وقال بيتسابالا ان عشرات مجموعات السياح الغت رحلاتها منذ السادس من ديسمبر.

وقالت نهيل بنورة (67 عاما) وهي مسيحية من بلدة بيت ساحور القريبة من بيت لحم، إن عيد الميلاد ليس سعيدا لهذا العام. وقالت وهي تمسك بحفيدتها التي ارتدت قبعة بابا نويل وحملت بالونا زهري اللون، "الوضع تعيس هذا العام. الناس يخرجون فقط للترويح عن نفسهم".

من جهته، قال القس الفلسطيني متري الراهب راعي كنيسة الميلاد اللوثرية الانجيلية في بيت لحم، ان اجواء عيد الميلاد لهذا العام "يمتزج فيها الحزن مع الفرح" بسبب قرار ترمب حول القدس.

ورأى الراهب ان الاحتفال بعيد الميلاد نوع من "المقاومة المبدعة. لا ننكفىء على أنفسنا ولا نيأس بل نصمد (...) ونحتفل بهذا الطفل الذي ولد في هذه المدينة المقدسة".

- تعزيزات شرطية اسرائيلية -

من جهته، قال ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان وحدات اضافية ستنشر في القدس ونقاط العبور الى بيت لحم لتسهيل تحرك ووصول "آلاف السياح والزوار".

يعتبر الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون ان الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل لا يستبق فحسب نتيجة المفاوضات التي يفترض ان تتناول وضع المدينة، بل يشكل انكارا للهوية العربية للقدس الشرقية التي تحتلها اسرائيل وضمتها، ويقضي على حلمهم في جعلها عاصمة لدولتهم.

وكرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعبير عن استيائه الجمعة، مؤكدا ان الفلسطينيين لن يقبلوا "أي خطة" سلام تقترحها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

وقال ان "الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي". واضاف ان "ما قامت به الولايات المتحدة في هذا الموضوع بالذات، جعلها هي تبعد نفسها عن الوساطة".

بينما اعلن الضابط المسؤول في الجيش الاسرائيلي عن منطقة بيت لحم انه على الرغم من التوتر المتصل بقرار ترمب، الا انه لا يتوقع أحداثا بمناسبة عيد الميلاد.

وقال الكولونيل بيني مئير لوكالة فرانس برس "قمنا بتعزيز قواتنا، ونحن مستعدون لاي سيناريو". وفي وقت سابق، توفي في غزة الأحد شاب فلسطيني متاثرا بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي شرق جباليا شمال قطاع غزة في 15 من ديسمبر.

وبذلك، يرتفع إلى 12 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ إعلان ترمب. وسقط عشرة من هؤلاء القتلى في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وقتل اثنان في غارة إسرائيلية على قطاع غزة.

قداس في الموصل

وفي سوريا المجاورة والعراق البلدين اللذين طرد تنظيم الدولة الاسلامية في 2017 من أغلب الاراضي التي سيطر عليها فيهما قبل ثلاثة اعوام، احتفل المسيحيون مجددا بعيد الميلاد هذه السنة.

وهذا ينطبق على الموصل ثاني مدن العراق حيث تم احياء قداس الميلاد في كنيسة مار بولس بحضور شخصيات مسيحية ومسؤولين عراقيين وسط الشموع وزينة الميلاد.

نزحت أعداد كبيرة من المسحيين اثر سيطرة الجهاديين على الموصل صيف 2014، ولم يعد سوى عدد قليل منهم الى المدينة منذ ان  استعادها الجيش العراقي في تموز/يوليو الماضي بمساعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 وفي سوريا التي شكلت معقلا آخر للتنظيم الجهادي في الرقة قبل ان يستعيدها تحالف لقوات عربية وكردية في أكتوبر، لم تعد روح عيد الميلاد بعد. فقد تمت ازالة الالغام من كنيستين لكن السكان لم يعودوا بعد.

وفي حمص (وسط سوريا) استعد المسيحيون للاحتفال بعيد الميلاد للمرة الاولى منذ انتهاء المعارك فيها، مع تنظيم مسيرات وعروض للأطفال بعد نشر الزينة بين الركام.

في العاصمة السورية دمشق، زينت شوارع الاحياء ذات الغالبية المسيحية مثل باب توما، ووضعت محلات تجارية اشجارا صغيرة مزينة. ولا يزال مسيحيو الشرق يعانون من عدم الاستقرار، كما في مصر حيث يتعرض الاقباط لاعتداءات يسقط فيها قتلى.

وهاجم مئات الاشخاص في منطقة اطفيح الواقعة على بعد مئة كلم جنوب القاهرة في محافظة الجيزة، الجمعة كنيسة وطالبوا بهدمها، وتعدوا بالضرب على المسيحيين المتواجدين فيها، بحسب ما أعلنت مطرانية اطفيح للاقباط الارثوذكس السبت.

ويشكل الاقباط عشرة بالمئة من مئة مليون مصري غالبيتهم من المسلمين وهم اكبر اقلية مسيحية في الشرق الاوسط. وقد استهدفتهم هجمات عديدة في الاشهر الاخيرة تبنى معظمها تنظيم الدولة الاسلامية.

ويحتفل الاقباط بعيد الميلاد في السادس من يناير. وفي اوروبا حيث ما زال التهديد الجهادي قائما، سينشر حوالى عشرة آلاف رجل امن الاحد والاثنين في فرنسا خصوصا في الاماكن السياحية والكنائس.

ومساء الاحد يترأس البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد اتباعها 1,2 مليار شخص في العالم، قداس عيد الميلاد في روما عند الساعة 20,30 بتوقيت غرينتش.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار