ايلاف من الرياض: وقع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع شركة مايكروسوفت العالمية لإنشاء البنية التحتية والأنظمة وبرامج التشغيل بهدف التعاون في تدريب الكفاءات الوطنية وتأهيلهم، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة وفقاً لـ "رؤية السعودية 2030".
والتقى ولي ولي العهد السعودي في وقت سابق اليوم بكبار المسئولين في شركة سيسكو سستيمز، خلال زيارته لمقر الشركة في سان فرانسيسكو واطلع على عرض عن أحدث التقنيات، المبنية على الأبحاث، بما فيها تقنيات تم ربطها بشركات الاتصالات، وتوجت الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في السعودية.
كما شهد اليومين الماضيين السماح لكبرى الشركات العالمية بالاستثمار في السعودية حيث سمحت السعودية لأشهَر ملاهٍ عالمية بالاستثمار في المملكة، عقب اللقاء الذي دار بين الأمير محمد بن سلمان وبين جيم ريد أندرسون رئيس مجموعة “six flags” سيكس فلاقز، التي تُعدُّ أشهر المدن الترفيهية في العالم، وذلك أثناء زيارته للولايات المتحدة.
وفي إطار التحول الاقتصادي التي تشهده السعودية وفقا لرؤيتها 2030 تسعى المملكة إلى تحرير اقتصادها من الاعتماد على النفط، الذي يشهد هبوطا غير مسبوق في أسعاره، ما دفع الرياض لفتح البلاد أمام الشركات الأجنبية للاستثمار، فضلا عن خصخصة أجزاء من بعض الشركات التابعة للحكومة، لا سيما شركة “أرامكو” للطاقة، إضافة إلى إصدار سندات سيادية لسد عجز الميزانية.
ويسعى الأمير محمد بن سلمان من خلال زيارته للولايات المتحدة والتي بدأها بالملفات السياسية منذ أسبوع خلال زيارته التي التقى خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، إلى تتويج الزيارة بعقد صفقات اقتصادية بين المملكة وكبرى الشركات العالمية بهدف تعميق الرؤية الاقتصادية وفتح آفاقا جديدة للتعاون في إطار التحول الذي تشهده السعودية بعيدا عن الاعتماد على النفط.
مملكة رقمية
وذكر تقرير لـ"بلومبيرغ" أن الأمير محمد بن سلمان يقود حالياً أكبر عملية تغيير اقتصادي تشهدها المملكة العربية السعودية، وهو التغيير الذي سيؤدي بالبلاد إلى تنويع اقتصادي يُنهي الاعتماد على النفط، ويُدر عوائد إضافية غير نفطية على المملكة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار بحلول العام 2020، موضحا أن زيارة ولي ولي العهد لوادي السيلكون تتيح للسعودية كيفية الاستفادة من نقل التكنولوجيا وتحويلها إلى مملكة رقمية، إلى جانب ما تحمله الزيارة من أهداف تتمثل في تعريف لمستثمرين في نيويورك بالفرص المتاحة في المملكة، وكيفية الاستفادة منها بما في ذلك فرصة الاكتتاب في شركة أرامكو.
ويتوقع مراقبون، أن يستعين الأمير محمد بن سلمان، بعدد من الخبراء لإطلاق مثل هذا الوادي في المملكة، مستفيداً بما تحويه جامعات المملكة من خبراء ومتخصصين في شتى المجالات التكنولوجية، فضلاً عن احتياج الاقتصاد السعودي لمثل هذا النوع من الشركات العالمية المتخصصة، التي ستسهم بلا شك في تمكين الأمير الشاب من تحقيق حلمه بتأسيس سعودية جديدة، تبني كل مشروعاتها بالعلم والتكنولوجيا الحديثة، وتعيد بناء العقل السعودي برؤية واضحة تستهدف تنميته وتطويره وجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات التقنية والاقتصادية.
وقال الباحث الاقتصادي وليد طه في تصريحات صحافية اليوم، إن السوق السعودية قادرة على استيعاب قدر كبير من الاستثمارات الخارجية في مجال التقنية؛ لانتشار استخدام تطبيقات شبكة التواصل الاجتماعي في المملكة.
وأشار إلى أن المملكة تستحوذ على نصيب الأسد من الاهتمام العالمي، “فالكثير من الشركات أبدت رغبتها في التوجه نحو المنطقة للاستثمار في مجال التقنية؛ كون السوق السعودية من أكبر الأسواق المستهدفة في مجال الهواتف الذكية، فضلاً عن التوجه في الاستثمار في مجال التطبيقات الذكية.