إيلاف من أبوظبي: أثار قرار السلطات الكويتية سحب الجنسية من الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية ضجة واسعة في الأوساط الخليجية والعربية. وعلّق الفنان الإماراتي حبيب غلوم على قرار السلطات المختصة في الكويت متمنياً "على القيادة الحكيمة في بلد الإنسانية، تقييم هاتين التجربتين الإبداعيتين لما لهما من عطاء كبير في ثقافتنا الخليجية وقلوبنا المُحبِّة للكويت وفنونها ومبدعيها". وقال:
"نؤمن بأن لكلّ بلد دستوراً وقوانين وقراراً نحترم ونقدّر، ولكن يصعب علينا تصديق خبر كهذا لنجمين عزيزين من نجوم الفن الخليجي، ممن خدموا الفن الكويتي وحافظوا على ثقافة بلد كبير في الفن والمعرفة".
وأضاف:
"نتمنى على القيادة الحكيمة في بلد الإنسانية، تقييم هاتين التجربتين الإبداعيتين لما لهما من عطاء كبير في ثقافتنا الخليجية وقلوبنا المُحبّة للكويت وفنونها ومبدعيها".
سحب الجنسيات
تأتي هذه الخطوة ضمن حملة موسعة أطلقتها اللجنة العليا لتحقيق الجنسية في الكويت، والتي تهدف إلى "حماية الهوية الوطنية وتحقيق الاستقرار وحماية النسيج الوطني"، وفقاً للمصادر الرسمية. وأسفرت الحملة عن سحب جنسية 1758 شخصاً خلال اجتماع اللجنة الأخير، ليصل عدد الحالات المشابهة منذ بداية الحملة إلى أكثر من 8 آلاف.
ووفق تصريح رئيس اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الشيخ فهد اليوسف، فإن الحملة تستهدف حالات "الجنسية المزورة والمزدوجة"، مؤكداً أن جميع من سُحبت جنسياتهم من النساء، كزوجات الكويتيين والمطلقات والأرامل، سيحتفظن بوظائفهن ورواتبهن وفقاً للمادة الثامنة من قانون الجنسية.
نوال وداوود في مرمى القرار
نوال الكويتية | حصلت نوال الكويتية على الجنسية الكويتية عام 2001، وأصبحت واحدة من أبرز أيقونات الفن الخليجي. تحمل مسيرتها الغنائية بصمات بارزة، من ألبومها الأول "أرجوك" عام 1984 إلى "نوال 98"، الذي عزز مكانتها الفنية. يُعرف عنها ارتباطها الوثيق بالكويت، حيث لقبت نفسها بـ"نوال الكويتية"، وهو لقب بات جزءاً من هويتها الفنية.
ومن أشهر ألبوماتها "أرجوك" الصادر سنة 1984، و"نوال 98"، الذي رسّخ مكانتها في الساحة الفنية.
داوود حسين | ولد في الكويت عام 1958، وكان يحمل جواز سفر بوليفيا قبل حصوله على الجنسية الكويتية في 2001. على مدار مسيرته، قدم أكثر من 50 مسرحية كوميدية، واشتهر في أواخر التسعينيات بفوازير "داوود في هوليوود"، وقدم أيضاً برامج "داوود شو" و"دوري النجوم". دائماً ما أكد حسين أن "الانتماء للوطن لا يتحدد بوثيقة، بل يعيش داخل القلب"، وهو ما يتجلى في أعماله التي رفعت اسم الكويت عالياً.
انقسام في الرأي العام
انتقد مستخدمون عبر منصات التواصل الاجتماعي القرار، معربين عن تعاطفهم مع الفنانين. وأكد حساب "ديوان أهل الكويت" على منصة "إكس":
"أكثر من 50 سنة والجمهور العربي يسمي داوود حسين بأنه فنان كويتي، ونوال بـ'نوال الكويتية'. لو سحبت جنسيتهما، لن يشطبهما التاريخ، وسيظل الجمهور ينظر إليهما على أنهما فنانين كويتيين أوفياء".
كما تساءل البعض عن مصير الأشخاص الذين سُحبت جنسياتهم بعد أن أصبح لديهم أسر ومصالح مرتبطة بالكويت. وعلق المستخدم "بن علي" قائلاً:
"تشترط الكويت إلغاء الجنسية السابقة للزوجة عند الحصول على الجنسية الكويتية. هل فكّر صانعو القرار بمصير الأمهات اللواتي سيصرن بلا جنسية بعد سحب الجنسية الكويتية منهن؟".
دعم قانوني للقرار
في المقابل، أيد آخرون الحملة باعتبارها خطوة ضرورية لحماية الهوية الكويتية من التزوير والتلاعب. وكتب المستخدم "بو مرزوق":
"الحكومة تتعامل مع تلاعب كبير في ملفات الجنسية. الله يقوي وزارة الداخلية في هذه الحملة المهمة لحماية هوية الكويت".
كما أشادت شيخة، مستخدمة أخرى على "إكس"، بالجهود المبذولة:
"الكويت في أيدٍ أمينة. شكراً للجنة العليا التي تعمل بجد لتنظيف ملفات الجنسية الكويتية".
التأثير الفني والإنساني
يتواصل الجدل حول تداعيات سحب الجنسية، بين من يراها وسيلة لحماية النسيج الوطني، ومن يعتبرها إجحافاً بحق شخصيات أسهمت في رفع اسم الكويت.
وتساءل العديد من المتابعين عن تأثير القرار على هوية نوال الفنية، إذ كتب أحدهم:
"ماذا سيكون اسمها؟ نوال الـ'مو كويتية'؟".
وعبّرت إحدى المستخدمات الكويتيات على منصة إكس عن حزنها وتعاطفها مع المغنية، وأضافت "تخيلوا شخص بنى حياته وهويته في مسيرته الفنية اللي تتعدى 40 سنة.. باسم معين وحقق من خلاله شهرة ومرت عليه أجيال وأجيال، بغمضة عين ينمسح وتتبدل الهوية؟"
من اول ماطلع موضوع سحب الجنسية من نوال الكويتية كنت على يقين انها اشاعة، ويمكن لاني مب حابة اصدق حقيقة الأمر..
— jfairi (@Jfairi_) November 30, 2024
المضحك المبكي بعد ماطلع الخبر جات وحدة تسولف معاي تقول: "طيب لو الحين انسحبت جنسية نوال الكويتية، شبيصير اسمها ؟ نوال ال(مو) كويتية؟"
ضااااق صدري تخيلوا حد باني حياته و… pic.twitter.com/O0XdCmZl12
وأعربت ناشطة مصرية عن حبها لنوال وطالبت بتكريمها بدلاً من سحب جنسيتها، وقالت على منصة إكس: "صوتك وصلني في مصر ووصلتي صوت الكويت والخليج بأفضل صورة". ووجهت رسالة إلى نوال قالت فيها، "كنتي مخلصة لبلدك وفي كل مكان تتكرمي فيه بتهدي الجنسية للكويت كنتِ وهتفضلي كبيرة ومحترمة وشرف لأي مكان".
#نوال_الكويتيه
— هبة.م.الشنّاوي (@HebaElshenawy93) November 30, 2024
صوتك وصلني في مصر ووصلتي صوت الكويت والخليج بافضل صوره كنتي مخلصة لبلدك وفي كل مكان تتكرمي فيه بتهدي الجنسية للكويت
كنتي وهتفضلي كبيره ومحترمه وشرف ل اي مكان @NAWALalq8iya pic.twitter.com/0SWmpkxbSi
كما أشاد مستخدمون بالتاريخ الحافل للفنان داوود حسين، وقال الكويتي عبدالعزيز، "بعيداً عن كل شي تبقى داوود حسين.. رفعت اسم الكويت في المحافل المسرحية وزرعت الابتسامة في محيا الكويتيين، وقدر الله وما شاء فعل".
بعيدا عن كل شي
— ABDULAZIZ JIHAD ALATTAR (@A_ALATTAR93) November 30, 2024
تبقى داوود حسين
الي رفعت اسم الكويت في المحافل المسرحية
وزرعت الابتسامة في محيا الكويتيّن
وقدر الله ومشاء فعل#داوود_حسين pic.twitter.com/7Md1hyQLgF
وقال الصحفي الكويتي عبدالله الصالح، على إكس: "الفنان القدير داود حسين كان وسيبقى كويتي الولاء والانتماء. لم يزوّر الجنسية وحصل عليها وفق القانون وبعد مرور عشرين سنة تسحب منه بلا خطأ منه أو جريمة اقترفها. اسمعوا بقلوبكم حبه إلى كويت النهار التي ستعود في يوم ما حاضنة لكل من أخلص لها".
بعيوني داود كويتي
— Abdullah Al-Saleh | عبدالله الصالح (@abdullahalsaleh) November 30, 2024
..
الفنان القدير داود حسين .. كان وسيبقى كويتي الولاء والانتماء .. لم يزور الجنسية وحصل عليها وفق صحيح القانون وبعد مرور عشرين سنة تسحب منه بلا خطأ منه أو جريمة اقترفها.
اسمعوا بقلوبكم حبه الى كويت النهار التي ستعود في يوما ما حاضنة لكل من أخلص لها.… pic.twitter.com/IgvSwnFgsh