: آخر تحديث
أخفق كاتب السيناريو وتألقت هي

غادة عبد الرازق حملت الخانكة على أكتافها

239
238
217

إيلاف من بيروت: بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل الكابوس العام الماضي، تجدد غادة عبد الرازق دمها من جديد في دور "أميرة" بمسلسل الخانكة، وتعود الى الثنائية التي شكلتها مع ماجد المصري وحققت نجاحاً كبيراً في مسلسل مع سبق الإصرار قبل بضعة أعوام.
تنطلق حلقات "الخانكة" الأولى بقوة، لتقدم فيه غادة بشخصية "أميرة" نموذجاً مختلفاً للمرأة المصرية العصرية القوية، الأنيقة، الجميلة، الواثقة التي تحاول أن تعيش وسط مجتمع ذكوري تعود على قمع المرأة وتسييرها كما يريد، وإنتهاكها كلما يحلو له.
أميرة مدرسة العاب رياضية في مدرسة خاصة مختلطة، تعنفها الناظرة لأنها تشكل قدوة سيئة لطلابها عندما تأتي الى المدرسة بالـ "سكووتر" دراجة نارية، تشرح لها أميرة بأنها تحاول تجنب التحرش في المواصلات العامة من خلال التنقل بـال "سكوتر"، لأن مقدرتها المالية لا تتيح لها شراء سيارة، وبدلاً من تشجيعها والثناء عليها ينظر اليها المجتمع على أنها منفلتة أو مجنونة وتنتقدها النساء قبل الرجال.
أميرة مطلقة حديثاً من زميلها مدحت (بسام علي) الذي يعمل معها مدرساً في نفس المدرسة، خلعته لأنها كانت ترى أنه رجل سلبي لا يعرف كيف يواجه ولم تشعر معه بالأمان لأنها حتى عندما تتعرض للتحرش بالشارع وهي معه يطلب منها أن تغض النظر عن الأمر وتمشي جنب الحيط.
مدحت يخطب زميلة اخرى هي إنجي (كارولين خليل) لكنه لا يزال يحمل مشاعر قوية تجاه أميرة، إنجي تغار من أميرة وتشعر بأن خطيبها لايزال يحبها.
تتعرض اميرة للتحرش في دائرة حكومية، وعندما تحاول تقديم شكوى في القسم تقابل بالتجاهل والبرود من قبل الضابط فتدخل معه في تلاسن تتحول بعده من ضحية الى معتدية، يقوم محاميها نادر (فتحي عبد الوهاب) بإنقاذ الموقف.
تسير حياة أميرة بشكل مقبول في الحلقات التمهيدية الأولى، حتى ينقلب كل شيء رأساً على عقب عندما يقوم طالب إسمه عاصم (محمد طارق) بالتحرش بها في المدرسة وهو تحت تأثير المخدر وبعلم صديقه مازن (يوسف عثمان) ، تقوم أميرة بضرب عاصم ضرباً مبرحاً منتقمة من خلاله من كل حالة تحرش تعرضت لها.
ينقل الطالب الى المستشفى وتحجز أميرة في القسم، ولأن الطالب إبن سليم الخواجة (ماجد المصري) أحد أكبر رجال الأعمال في مصر، تتحول أميرة من مجني عليها الى جانية، تغلق قضية التحرش، وتحاكم لأنها أصابت الطالب بعاهة مستديمة، بعد أن رشى والده الطبيب في المستشفى ليقر امام النيابة بأن الطالب أصيب بالعجز الجنسي بعد تعرضه للضرب المبرح.
تنقل أميرة الى السجن، ويحاول سليم تحويل حياتها الى جحيم بتسليط بعض السجينات لإضطهادها، وعندما يستنفذ محاميها نادر كل إمكانية للتصالح أو إحياء قضية التحرش، فينصح أميرة بالتظاهر بالجنون وينقلها الى مستشفى الخانكة، كما يستعين الخواجة، بمذيعة شهيرة تدعى نور(ميريهان حسين) لتشويه سمعة أميرة وتأليب الرأي العام عليها.
خلاصة الأحداث أن أميرة تفقد والدتها التي لم تتحمل كل ما يحصل لإبنتها وما يقال عنها، تهرب من الخانكة وتحاول أن تقنع عاصم بقول الحقيقة لكن عاصم يرفض خوفاً من والده، في نفس الوقت يرتبط عاصم بعلاقة مع فتاة في مدرسته تدعى لارا يفض بكارتها، وتدخل الفتاة في نوبة تأنيب ضمير، لكنها تصر على إخفاء هوية عاصم عن والديها، لكن مازن زميلها وصديق عاصم يكتشف الحقيقة ويواجه عاصم، وينقلب عليه لأنه يحب لارا، يعرف مدحت طليق اميرة ما حصل للارا من مازن ويخبر أميرة به. لكنها ترفض إستغلال الأمر والإضرار بسمعة لارا لتنقذ نفسها. وتحاول أميرة التعامل مع سليم بنفس منطقه، منطق العصابات، بعد ان يقوم بإحتجاز نادر، مستعينة بصديقتها رضوى (انتصار) ومدحت، وفتاة ليل تعرفت عليها في الحبس.
هفوات الكاتب
يبدأ السيناريو الذي كتبه محمود دسوقي بالتداعي تدريجياً ويسقط في فخ الكليشيهات واللامنطقية عندما يكتشف سليم الخواجة لعبة أميرة ويقلب الطاولة عليها ليعيدها الى السجن، فسليم يأمر رجاله بعقاب كل من ساعد أميرة، فتلفق لرضوى قضية إختلاس وتدخل السجن بكل بساطة، ويتم رمي مدحت وزوجته الحامل إنجي وفتاة الليل في النيل، دون أن يسأل أحد كيف ولماذا.
في الحقيقة أن فكرة المسلسل جيدة والقضايا التي يناقشها جيدة هي الأخرى، كالتحرش، ووضع المرأة الرديء في مجتمع ذكوري منفصم، وفساد الإعلام وتحيزه لرؤوس الأموال، الخ. لكن المط والتطويل في مشاهد الخانكة، والإنشغال بشخصية هايدي (نهى العمروسي) وكل ما حدث معها وزوجها كانت مقحمة على الخط الرئيسي للقصة ولم يكن لها مبرر لتمتد درامياً وتأخذ حيزاً على حساب الصراع بين أميرة وسليم، الذي تم تأجيله حتى الحلقات الأخيرة وسلقه على عجالة، ومن ثم كانت النهاية اللامنطقية للعمل، بعجز أميرة عن الإنتقام، والمشاهد الرديئة بين نادر وحسين (ايهاب فهمي)  مساعد سليم، إنتهاءً بمشهد قتل عاصم اللامنطقي، وحبس سليم في الخانكة.
وما لم نفهمه أيضاً كيف لم يتنبه المحامي او الشرطة لكاميرات المراقبة في المدرسة، وهو الأمر البديهي الأول الذي يفترض أن اللجوء اليه لمعرفة ما حصل؟ ولم نفهم كذلك كيف لم تطلب الشرطة او المحامي الفيديو الذي عرض في برنامج نور لتفصحه، ولماذا لم تقم المعدة التي إستقالت من البرنامج احتجاجاً على عدم الموضوعية بنشر الفيديو الكامل بنفسها؟ وكيف لم يستغل نادر محامي غادة أمر محاولة قتلها في الخانكة، وإغتيال الممرضة التي ساعدت على ذلك لمصلحة موكلته، ولماذا لم تستغل غادة فكرة شفاء عاصم من عجزه الجنسي بطلب محاميها عرضه على لجنة طبية مثلاً. هفوات وثغرات كثيرة حفل بها السيناريو وأسئلة ظلت عالقة لم تقدم لها إجابات شافية.

غادة حملت المسلسل على أكتافها
على صعيد الأداء غادة عبد الرازق تألقت في الحلقات الأولى من العمل، وقدمت لاحقاً أداءً جيداً بقدر ما ساعدها السيناريو على ذلك، ويمكن القول بأنها حملت المسلسل على أكتافها.
ماجد المصري لا يزال يدور في حلقة مفرغة ويعاني من النمطية في الأداء، إذ لم يقدم جديداً يذكر.
فتحي عبد الوهاب وضع في دور لا يناسبه، وشخصيته لم تكتب جيداً.
ميرهان حسين قدمت دور المذيعة الفاتنة، الفارغة التي تفتقد للموضوعية جيداً، وكان جلياً أنها تقمصت شخصية ريهام سعيد رغم نفيها لذلك.
سماحأنور قدمت مشهداً رائعاً في ظهورها الخاص بالخانكة، كمريضة عقلية شديدة الخطورة يتم الزج بغادة في غرفتها على أمل أن تقوم بقتلها.
جيهان خليل الفائزة بلقب برنامج أراب كاستينج في دورها كزوجة لسليم الخواجة وأم لعاصم،  أثبتت أنها وجه جميل بأداء متذبذب، ربما بحسب المساحات التي أتاحها لها السيناريو، فهي ضحية لسليم الخواجة، تزوجها صغيرة، يخونها بإستمرار، ويهملها، لكنه يراقب كل نفس تقوم به، وفي نفس الوقت يسمح لها بأن تكون صديقة لإمرأة تخون زوجها دون أن يقلق وهو تناقض لم نفهمه في السيناريو، وكل ما تلى ذلك من دخول شخصية عادل على الخط والصراع الذي عاشته مع نفسها لم يكتب جيداً، فعادل كان يفترض به أن يكون نقيضاً لسليم الخواجة في كل شيء، أن يكون حنوناً، صادقاً، نبيلاً، متفهما، أن يدخل حياتها كصديق ثم يتحول ما بينهما تدريجيا الى حالة عشق تقاومها جاهدة، لكن هذا لم يحصل، فعادل كما قدم على الورق لم نصدقه ولم نصدق حبه لها، لأن المشاهد التي جمعتهما كتبت جمل الحوار فيها بسطحية كبيرة، كما أن إختيار شخصية عادل الذي يفتقر الى الجاذبية اللازمة لإغراء إمرأة بخيانة زوجها لم يكن موفقاً كذلك. ناهيك عن فكرة قتل سليم الخواجة له وهو موظف يعمل في الخارجية، ومن عائلة كبيرة، مر مرور الكرام كذلك في جمهورية الموز التي تدور فيها أحداث المسلسل. 
محمد جمعة كمخرج قدم تجربة لابأس بها، لكنه لم يكن موفقاً بإختياره لبعض الشخصيات المشاركة في المسلسل والتي قدمت أداءً ركيكاً أو لم تكن مناسبة للشخصية. 

 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه