أحد الأصدقاء سألني: "ما الإجراءات التي ستتخذها إذا ما تم انتخابك رئيساً للجمهورية السورية؟" توقفت لحظة متسائلاً، ثم أجبت بأن أولى الخطوات هي تلبية مطالب المواطن السوري، الذي طالما عانى من صعوبات الحياة والقهر والحرمان والجوع والفقر المدقع، إضافة إلى تعديات على خصوصية بيته وتدمير شقاوة عمره، رغم أنه من بيئة بسيطة، فهو قادر على مواجهة الصعاب لتحقيق حياة كريمة.
ومن المعروف أنَّ مشكلة الكهرباء تُعد الشاغل الأول لدى المواطن؛ فهي أساس لكل نشاط وتوفر الراحة والدفء والسعادة. لكن منذ زمن بعيد، يُعاني المواطن من انقطاع الكهرباء المتكرر، ما يحرم حياته من أبسط مقومات الراحة ويؤدي إلى إحباط شديد!
كما يجب العمل على توفير المياه داخل المدن والمناطق الريفية، وتأمين شبكة طرق متطورة، وخاصةً الخطوط الحديدية التي تربط مختلف المناطق. ولا بد من التركيز على النظافة وتأمين سكن لائق للمحتاجين، على أن تتولى الدولة بناء المساكن وتوزيعها بعدل. إلى جانب ذلك، يجب خلق فرص عمل مناسبة للشباب ودعم ورعاية المسنين. المواطن السوري يستطيع التعايش مع الظروف الصعبة؛ فهو لا يسعى للعيش في قصور أو امتلاك سيارات وطائرات، بل يحتاج فقط إلى حياة بسيطة تخدمه.
ولكي تكتمل مقومات الدولة، يجب أن يعيش المواطن بأمان بعيداً عن صواريخ القتل وعمليات الإبادة الجماعية والقصف العنيف. المواطن يبحث عن سعادته في أبسط الأمور؛ كأس من اللبن الرائب، تمرة أو طبق من البيض المسلوق، وليس في الوجبات الدسمة التي يفضلها الأغنياء على حسابهم. فهو يكتفي برغيف خبز طازج وحبات من البندورة ورأس من البصل.
إقرأ أيضاً: الموسيقى ومعالجة مرضى الأعصاب
وبينما يستطيع المواطن قبول هذه البساطة، يبقى السؤال: لماذا لا نسعى جادين لتحقيق المزيد من متطلباته كما هو الحال في الدول المتقدمة؟ لماذا لا نوفر له سكناً مناسباً بشروط ملائمة وخدمات تضمن له حياة كريمة؟ هذه مطالب مشروعة يستحقها كل مواطن.
لقد تحمّل أبناء شعبنا السوري سنوات طويلة من القهر والحرمان والتشرد وفقدان أعزّ ما يملكونه، بالإضافة إلى الملاحقات والاعتقالات والسجن دون محاكمات، ولا يزال الكثير منهم مجهول المصير حتى اليوم.
إذا كنت رئيساً، فسأزيل الحواجز بيني وبين الشعب؛ سأهبط إلى الشارع يومياً لألتقي بالناس عن قرب، ليتسنى لهم أن يسألوا عن حياة الرئيس: كيف يعيش؟ كيف يأكل؟ كيف يمشي؟ كيف يعامل الصغير قبل الكبير؟ كيف يسلم ويتحدث مع الناس؟ هل هو إنسان عادي يشرب، يأكل، يضحك، ينام، يجالس، يركب سيارة، ويغتسل؟ فالناس في سوريا باتت تود معرفة طبيعة رئيسها الحقيقي.
إقرأ أيضاً: الرياضة النسائية العربية.. وعودة محمودة
في النهاية، الرئيس إنسان، رغم محاولات حاشيته خلق صورة نمرة وردية غاضبة وعدوانية، لكنه في جوهره متواضع، يحب الجميع ويسهل التعامل معه.
سأفتح باب مكتبي يومياً لاستقبال الشعب وتلبية طلباتهم بشكل مباشر دون تأجيل، وسأعمل مع الجهات المعنية على توفير جوازات سفر بتكلفة رمزية تتيح للجميع السفر والتنقل، فهذا من حقوق أبنائنا. كما سأعمل على افتتاح مدارس جديدة وتوفير كافة احتياجاتها، مع دعم المعلمين مادياً وضمان حريتهم، رفعاً لراية العلم.
كل ما أرجوه هو تحقيق رغبات المواطن، وإعادة كرامته من خلال تحسين دخله بما يتناسب مع الأسعار الحالية. إن حب الوطن ينبع من إرادة الإنسان، وحب المواطن لقادته. وسنكون سعداء بإسعاد الشعب وتحقيق العدالة والإنصاف للجميع، مع بقاء القانون فوق الجميع؛ وهذا هو الطموح الذي نأمل الوصول إليه.