لا يزال الرئيس دونالد ترامب مُذ تولَّي الولاية الثانية (ومن قبلها) يخرج علينا هو وبطانته فيُلقون علينا صنوفًا من العصف الذهني الذي يأخذ الغزيين بعيدًا إما إلى ماليزيا وإندونيسيا! أو يقربهم حينًا فيسكنهم سيناء والأردن! أو يتوسط بهم حينًا أخرى فينزلهم ألبانيا! ولو استطعت لجعلت علامة التعجب هذه ألف تعجب، فكيف يُهجَّر الأصيل ويبقى الدخيل؟! وكيف يُطرد رب الدار ويقيم بها الأغيار؟!
ولكن لئن أَبَى ترامب إلا تهجيرًا وإخراجًا، فإني أوافقه على ذلك، غير أني أكمل له عصفه الذهني بعصف ذهني آخر أرجو أن يعجبه ويرتضيه فيختار منه، فأقول:
إننى وضَنًّا مني بدماء اليهود الشحيحة، وخشية الثأر والانتقام وتكرار الغارات عليهم، وحسمًا لقضية فلسطين التي شغلت العالم نحوًا من مئة عام، فإني أرى أن يُنقل اليهود الإسرائيليون من فلسطين إلى أميركا وبريطانيا بالتضامن مع الوكالات اليهودية والصهيونية إلى بلدانهم الأم، ويتكفلوا لهم بالنفقات، ويجلوا عن هذه الديار الفلسطينية قليلة الأمن كثيرة الخوف.
إقرأ أيضاً: عم بطاطا!
فإن لم يرضهم هذا، فإليكم عصفًا ذهنيًّا آخر، لينقل ترامب اليهود الإسرائيليين إلى إحدى الولايات الأميركية ليكونوا في كنف الأميركي وأمانه وضمانه.
فإن لم يرضوا بهذا ولا ذاك، أنشئت لهم مخيمات إيواء إنسانية في بلاد متخيرة تؤويهم على أن تتعهدهم (الأونروا) بديلًا من رعايتها الفلسطينيين الذين سيكونون في غنى عنها بعد رجعتهم إلى ديارهم.
إقرأ أيضاً: القبح والقبائح
فمن لم يرضه هذه العصوف الذهنية الثلاثة، فإليه رابعهم، ليُنزَل هؤلاء طبقات وأصنافًا بحسب جدواهم الاقتصادية، فالطبقة الأولى من التقنيين يأخذهم ترامب إلى (وادي السيليكون) بكاليفورنيا، ومن كانوا في منزلة وسط ردهم إلى مساقط رؤوسهم في بلدانهم الأم التى جاؤوا منها، وأما الصنف الثالث من الخاملين والضعفاء فهؤلاء تنشأ لهم مخيمات تتكفل بها (الأونروا)، وإن أي عرض من هذه يرضون به فهو يلزم الأميركى والبريطاني والوكالات اليهودية والصهيونية بدفع التعويضات الوافية إلى كل فلسطيني جزاء ما لقى من القتل والإصابة والتغريبة واللجوء التى اقترفها ثلاثتهم متضامنين.
وأرجو أن حصة العصف الذهني هذه تنال القبول والرضى عند ترامب وعند الإسرائيلي، وأن تكون حسمًا لداء عز منه الدواء.