: آخر تحديث

إيران تفقد آخر معقل إقليمي لها في العراق!

7
7
7

مع التغيرات الجيوسياسية والتحولات الإقليمية، يواجه النظام الإيراني تحديات غير مسبوقة في العراق، مما يشير إلى أن نفوذه في هذا البلد، باعتباره "المعقل الأخير" له في المنطقة، على وشك الانهيار. تشير المؤتمرات الأخيرة والمقالات في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلى هذا التراجع الحاد.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ستاره صبح" في 14 كانون الثاني (يناير) 2025، فإنَّ التغيرات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة منذ هجوم حماس في 7 (أكتوبر) 2023، أدت إلى تنفيذ خطط مكونة من خمس مراحل للشرق الأوسط. تشمل هذه الخطط تدمير غزة، إضعاف حزب الله في لبنان، إسقاط نظام بشار الأسد، وأخيرًا استهداف العراق وإيران.

العراق؛ المعقل الأخير للنظام الإيراني
بعد إضعاف حزب الله في لبنان وسقوط دكتاتورية بشار الأسد، يحاول خامنئي الحفاظ على العراق باعتباره "المعقل الأخير" له. يعتبر الحشد الشعبي أداة النفوذ الرئيسية لإيران في العراق. وقبل زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران، أرسل خامنئي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، إسماعيل قاآني، في زيارة غير معلنة إلى العراق لإجراء مفاوضات تهدف إلى إخفاء الميليشيات الموالية لإيران مؤقتًا. وأفادت وسائل إعلام كردية عراقية بأن هذه المفاوضات جرت تحت ضغط أميركي وركزت على إيجاد طرق لإعادة بناء محور إيران المنهار.

نشرت صحيفة "هم‌ميهن" الإيرانية الحكومية مقالًا بعنوان "العراق، المعقل الأخير لإيران"، جاء فيه: "لقد فقدت إيران سوريا بالكامل وتم إضعاف حزب الله بشدة. وإذا استمرت الضغوط الغربية، فإن إيران ستواجه أزمة أكبر من ذي قبل". وأكد المقال أن العراق، كآخر قاعدة نفوذ للنظام، أصبح الآن في خطر.

رسالة تحذير من رئيس وزراء العراق
خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، وجه محمد شياع السوداني رسالة واضحة إلى قادة النظام الإيراني، حيث دعاهم إلى إعادة النظر في سياساتهم تجاه الجماعات الموالية لهم، مشيرًا إلى أن العراق لم يعد قادرًا على أن يكون ملاذًا لهذه الميليشيات. وقد لقيت هذه الرسالة صدى واسعًا في وسائل الإعلام العربية والدولية، مما يؤكد تراجع نفوذ إيران في العراق.

فشل الاستراتيجية الإقليمية للنظام
في مؤتمر "إيران؛ ضرورة سياسة جديدة، الوقوف إلى جانب المقاومة المنظمة" الذي عُقد في باريس في ۱۱ کانون الثاني (ینایر) 2025، أكدت مريم رجوي أن سقوط دكتاتورية الأسد شكل ضربة قوية للمكانة الإقليمية للنظام الإيراني وكشف ضعف الحرس الثوري وميليشياته. وأشارت إلى أن هذا التحول عزز ثقة الشعب الإيراني بقدرته على تغيير النظام وأضفى زخمًا جديدًا على الاحتجاجات.

علاوة على ذلك، أثار سقوط نظام الأسد غضبًا شعبيًا تجاه التكاليف الباهظة التي تحملها النظام الإيراني للحفاظ على دكتاتورية الأسد، مما زاد من مطالب الشعب بإنهاء السياسات الخارجية المكلفة والتركيز على القضايا الداخلية. تعكس هذه التطورات المأزق التاريخي الذي يواجهه النظام الإيراني، والذي يعاني من هزائم متتالية داخليًا وإقليميًا إلى جانب تصاعد المقاومة المنظمة.

الخلاصة
بعد سقوط الأسد وإضعاف حزب الله، يواجه النظام الإيراني تحديًا وجوديًا في العراق. وقد أظهرت مقاومة الشعب العراقي، بمختلف مكوناته، أنه لم يعد هناك مكان لنفوذ النظام الإيراني. ومع السياسات الجديدة للحكومة العراقية وتقليص نفوذ الجماعات الموالية لإيران، يبدو أن انهيار نفوذ النظام الإيراني في العراق بات وشيكًا.

عام 2025 قد يكون نهاية نفوذ النظام الإيراني في المنطقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف