عندما يأتي الوطن ينتهي كل شيء؛ لا ميزان يقابله، ولا نعرات، ولا اسم يتقدم عليه. ينتهي أمامه كل شيء، ولا يبقى إلا هذا الكيان العظيم. حقيقة ندركها ونعيشها ولاءً ومحبةً خلدها قادة الوطن، بدءاً من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - بتاريخ مشرف، منذ أن وحّد هذا الوطن الغالي، وانتقل حاله بفضل الله ثم بفضله من الخوف إلى الأمن والأمان، ومن الظلم إلى العدل، ومن الجهل إلى العلم، في وطن أبيّ أشمّ، شعار رايته الخفاقة: "لا إله إلا الله".
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ظل الوطن بنسيجه الواحد وبلحمته المجتمعية من كافة أطيافه شامخاً، حيث الوعي حاضر والمسؤولية قائمة، والحرص على نبذ كل فكر هادم أو من يلعب على وتر التفرقة وتقسيم المجتمع. قد يتوهم البعض أن المال هو الوطن، لكنه في الحقيقة لا شيء يعادل الوطن الذي جُعلت له قيمة راسخة.
الدولة سنَّت كل الأنظمة التي تحفظ الأمن والكرامة والعزة للمواطن. وهذا ينعكس على الإنسان السعودي المثقف الواعي الذي يعبر عن رأيه بكل شفافية ووضوح وشجاعة بما يخدم هذا الوطن، دون أن يكون معول هدم أو مرتبطاً بفكر أو حزب مستغلّ لشعارات رنانة جلبت الهدم ولصوص السلطة والمال.
رأينا كيف أن بعض الشعوب فقدت عزتها وشموخها، ورغم ما تملكه من ثروات وإمكانيات، أصبحت تعاني من الفقر والمرض والجوع. فالشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأختم بكلمات خالدة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله: "المواطن السعودي أغلى ما تمتلكه المملكة، وهو أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح. وبدونه لن نستطيع تحقيق أي شيء مما حققناه، دون اقتناعه واستعداده أن يكون جزءاً من هذا العمل وتحمل الصعوبات والتحديات. وبدون المواطن، كل ما نقوله يكون حبرًا على ورق".