: آخر تحديث
في غياب العمال الأجانب والفلسطينيين

متطوعون لمساعدة مزارعين من عرب إسرائيل

14
12
12

باقة الغربية (اسرائيل): مع النقص الكبير في اليد العاملة منذ بدء الحرب، يبادر متطوعون من عرب ويهود اسرائيليين من فئات مختلفة إلى مساعدة مزارعين عرب على قطف محاصيلهم في شمال اسرائيل "لانقاذ ما يمكن انقاذه".

حضر متطوعون عرب من مدينة حيفا في شمال إسرائيل لمساعدة مزارعين في بلدة باقة الغربية (وسط) في قطف محصولهم الزراعي. وتبعد هذه حوالى أربعة كيلومترات عن طولكرم في الضفة الغربية المحتلة لكن يفصل بينها الجدار الذي أقامته إسرائيل.

فرار العاملين
يقول مروان أبو ياسين (55عاما) الذي يزرع 150 دونما من الدفيئات البلاستيكية لوكالة فرانس برس "كان عندي 16 عاملا تايلانديا فر تسعة منهم جراء الحرب. وكان لدي 15 عاملا من اخواننا الفلسطينيين بالضفة الغربية، لكنهم لا يستطيعون القدوم بسبب الاغلاق ومنعهم من دخول اسرائيل".

عندما هاجمت حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وجد العمال التايلانديون في المزارع القريبة من الحدود مع قطاع غزة أنفسهم على خطوط التماس.

قتل 34 من هؤلاء وأصيب 19 آخرون وتم احتجاز 24 ونقلهم إلى غزة، وفقا للسلطات التايلاندية، قبل ان يتم الافراج عنهم في ما بعد.

وأثار هذا الوضع الخوف لدى 30 ألف تايلاندي يعملون في إسرائيل وغادر الكثير منهم البلاد.

إيقاف التصاريح
ومنذ بدء الحرب في غزة، أوقفت اسرائيل تصاريح نحو 130 الف عامل فلسطيني يدخلون أراضيها من الضفة الغربية، فيما تعتقل الشرطة الاسرائيلية أي عامل من الضفة المحتلة بقي في اسرائيل.

قبل الحرب كان أبو ياسين يزرع 150 دونما (حوالى 15 هكتارا). يقول المزارع الذي بدا عليه الارهاق "أعمل مع سبعة عمال تايلانديين فقط ويشمل عملنا أربعين أو خمسين دونما (...) لا استطيع اليوم العمل في بقية الأرض بسبب نقص العمال.

ويضيف "النفقات لـ150 دونما لكن الدخل سيكون من 40 دونما فقط، ولن يغطي تكاليف الدفيئات من النايلون أو الخشب".

مزروعات
يقوم بعض المتطوعين وقد وضعوا قفازات بلاستيكية برفع شتلات الخيار بأوراقها الخضراء الكبيرة وإسنادها بشكل مستقيم الى الأعلى بدعامات شبيهة بالأسلاك، فيما يتولى آخرون قطف حبات هذه الخضار ووضعها بأكياس نايلون.

أتى هؤلاء في إطار يوم عمل تطوعي نظمته رابطة خريجي الكلية العربية الارثوذكسية في حيفا لمساعدة المزارعين في أراضي بلدة باقة الغربية.

يقول رئيس الرابطة أنور جمال لوكالة فرانس برس إن "ابناء شعبنا من أصحاب الأراضي المتضررين اقتصاديا، منسيون" مشددا على أن المساعدة تهدف إلى "تحصين مجتمعاتنا".

نساءٌ ورجال
يشارك في العمل نساء ورجال من فئات عمرية وطبقات اجتماعية مختلفة بحسب جمال.

يقول جريس عويس (63 عاما) العامل في أحد متاجر حيفا "بادرنا الى ذلك لنعطي من قوتنا القليل لابناء شعبنا (...) ما نقوم به يعزز الانتماء الوطني في صفوفنا. اذا لم نقدم نحن يد المساعدة فمن سيقوم بذلك؟".

مثله فعل مدرس الفيزياء المتقاعد يوسف صادر موضحا "أعتقد أننا سنعود الى مدينتنا راضين لأننا ساهمنا في تقديم شيء الى مزارعينا".

وتقول عبير عبد الغني (33 عاما) المحامية من حيفا "تطوعت لأن هناك نقصا في اليد العاملة لدى المزارعين العرب. يجب أن ندعم بعضنا بعضا في ظروف مماثلة. صحيح ان عمل يوم واحد لا يكفي لكنه يعزز شعوري بالانتماء".

ويشكّل عرب إسرائيل، وهم أحفاد الفلسطينيين الذي بقوا في أراضيهم بعد قيام الدولة العبرية العام 1948، حوالى 21% من السكان. ويشكون من تمييز وتقاعس الشرطة عن معالجة العنف والجريمة في مجتمعهم.

وقصد متطوعون آخرون حقول الفراولة لكن ما أن بدأوا بقطفها حتى انهمر المطر بغزارة عليهم فلجأوا الى خيمة قريبة.

متطوعون يهود
ولا ينحصر العمل التطوعي بعرب أسرائيل. ففي حقل مزارع عربي آخر في باقة الغربية، يوضح المتطوع اليهودي غاي(56عاما) الذي يعمل باحثا اجتماعيا إنه بادر الى التطوع "لأن الحقول مليئة بالمحاصيل واذا لم نساعد في قطفها فستتلف".

ويضيف "ليست المرة الأولى التي اتطوع فيها، لكن هذا التطوع مهم جدا بالنسبة الي بسبب العلاقات المشتركة بين اليهود والعرب في اسرائيل. علينا أن نؤمن بالسلام ونخوض المسيرة معا".

يعمل المزارع ابراهيم مواسي (65 عاما) العضو في إدارة مجلس النباتات في اسرائيل على تأمين متطوعين بالتنسيق مع الجمعيات والمنتديات غير الحكومية.

ويوضح "بعد مغادرة العمال التايلانديين إضافة الى منع اخواننا في الضفة الغربية من الدخول، عقدنا اجتماعا كمزارعين بعد اسبوع من اندلاع الحرب وقررنا أن نتوجه الى أهلنا لانقاذ ما يمكن انقاذه من محاصيلهم". ويعتبر أن "العمل التطوعي يساعد الى حد ما، لكنه لا يسد حاجة المزارعين الى أفراد مهنيين. ولكن ما حيلتنا؟ هذا ما لدينا ويد على يد رحمة".

انقسام
وينقسم المسؤولون في إسرائيل حول معاودة إصدار التصاريح للسماح لعشرات آلاف العمال الفلسطينيين، من عدمها.

وشهد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر قبل أيام جدلا بعدما أوصى الجيش وجهاز الأمن الداخلي بذلك في حين أصر ممثل الشرطة وعدد من الوزراء على الرفض عارضين جلب عمال من الهند وسريلانكا.

وأرجأ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التصويت على الاقتراح لافتقاره الى الغالبية، بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد