: آخر تحديث
رشيد يتسلم مهامه رسمياً ويوجه دعوة للحوار

قوى التغيير العراقية تتحد بكيان وتحشد لاحتجاجات كبرى

68
50
61

إيلاف من لندن: فيما يتسلم الرئيس العراقي الجديد مهامه الرسمية الأحد موجهاً دعوة للحوار، أعلنت القوى المدنية في البلاد عن ائتلافها في تحالف يسعى لتغيير يتخلص من نظام "المحاصصة والفساد" الحالي.
وقد تم الإعلان في بغداد عن تكتل سياسي جديد أطلق عليه "تحالف قوى التغيير" ويضم عدداً من الاحزاب السياسية العريقة والحركات الشبايبية لناشطي الاحتجاجات والقوى المدنية الديمقراطية وهي: الحزب الشيوعي والبيت الوطني ونازل آخذ حقي والبيت العراقي وتيار الوعد وحركة تشرين والتيار الاجتماعي والتيار الديمقراطي إضافة الى شخصيات سياسية ونواب مستقلين بحضور ممثلين عن حزب المواطنة برئاسة السياسي غيث التميمي وحركة امتداد.
وقال عضو التحالف الجديد محمد الشيخ خلال مؤتمر عام في بغداد أمس السبت تابعته "إيلاف" إن " قوى التغيير مؤمنة بضرورة وجود جهة تمثل الشارع وتُحدث تغييراً لاسترجاع هيبة العراق والتصدي لنظام المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت في العراق والتأسيس لدولة المواطنة".
وأشار الى أن التحالف سيفتح حوارات مع جميع القوى الأخرى المتبنية لنهجه وإعادة بناء أسس وقواعد العمل الديمقراطي السياسي. وأضاف أن قوى التغيير تنشط من خلال لجان عمل مشترك لوضع أُسس جامعة لمشروع كبيروبديل وطنيا لإرادة الدولة.
وشدد على ضرورة تصاعد الضغط السياسي والشعبي من أجل وضع مسار وطني يقضي بالتغيير الشامل .. ونوه الى أن القوى المتحالفة هذه تؤمن بأنن تعديل النظام السياسي وتصحيح المسار يلزم جهات تمثل نبض الشارع وتطلعاته كون القوى السياسية التقليدية الحالية منفصلة تماماً عن المجتمع ولا تدرك التحولات الجارية فيه "وبعد عقد من الاحتجاج أصبحت الشوارع والساحات مضرجة بدماء إخوتنا ولا تعي السلطة غير العنف في مواجهة المطالبة بالحقوق والدفاع عن الحريات".
وأكد أن التحالف يحمل برنامجاً سياسياً يمثل حالة البديل السياسي الجديد لجميع الأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003.

توحيد القوى المدنية والشعبية

ومن جانبه قال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي أن "الطبقة السياسية الحالية في العراق  باتت منقسمة إلى طرفين وكل طرف يسعى إلى فرض إرادته على الآخرمع العلم أن الطرفين لا يمثلان الحراك الشعبي الغاضب والقوى التصحيحية" في اشارة الى التيار الصدري والاطار التنسيقي للقوى الشيعية القريبة من إيران.
وأضاف أن هذا المؤتمر جزء من مشروع كبير لتوحيد القوى المدنية والشعبية .. مستدركاً بالقول "الطريق طويل والمسار قد يكون شاقاً، ولكن هناك تصميم عالي ليس فقط لدى قوى التغيير الديمقراطية بل في قطاعات واسعة من الشعب مثلتها انتفاضة تشرين والناشطون ومن يعملون بتضحيات وإصرار عال من اجل عراق مدني ديمقراطي مزدهر".
وعن الورقة السياسية التي قدمها المؤتمر قال ياسر السالم انها لا تقترح فقط معالجة الانسداد السياسي الذي مرت به البلاد طيلة عام مضى إنما هي أيضاً تقدم مشروعاً للخلاص من الازمة البنيوية التي تحكم البلاد منذ 2003 الى يومنا هذا والتي تراكمت ونمت مع تكريس نهج المحاصصة في منظومة الحكم .

حشد لاحتجاجات 25 أكتوبر
 ويأتي إعلان التحالف الجديد فيما يحشد الناشطون والقوى المدنية والديمقراطية لاحتجاجات مليونية في 25 من الشهر الحالي وسط تهديدات أطلقتها ميليشات مسلحة تحذرهم من المشاركة في الاحتجاجات.
 وكانت الحركات الناشطة المعارضة قد امهلت في بيان لها في الاول من الشهر الحالي "أطراف السلطة 25 يوماً للتخلي عنها وإلا فإن أمامهم خطوات وآليات تصعيدية أكبر وأوسع".


متظاهرو القوى المدنية الديمقراطية الديمقراطية العراقية خلال تظاهرتهم الاحتجاجية وسط بغداد في 2 سبتمبر 2022 (تويتر)

وأشارت في بيان عن "محتجي العراق" بعنوان "الخطوة القادمة" الى ان الاحتجاجات "هدفها تغيير النظام السياسي وتصفير العملية السياسية القائمة برمتها ليتسنى للعراقيين بناء نظام سياسي جديد  بدستور وعقد اجتماعي جديد".
وطالبت بحكومة انتقالية مؤقتة بإشراف أممي تقودها نخبة من الوطنيين  على ألا يكون فيها أي شخص من المنخرطين في العملية السياسية والحزبية الحالية التي قادت البلد إلى الضياع منذ عام 2003 .
وأمس أعلن التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر رفضه المشاركة في الحكومة المقبلة وذلك بعد يومين من تكليف الوزير السابق محمد شياع السوداني مرشح الاطار التنسيقي للقوى الشيعية القريبة من ايران بتشكيلها.
وأكد صالح محمد العراقي "رفض هذا المرشّح وحكومته المقبلة "التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين وسلطتهم". منوهاً الى أن الحكومة المقبلة ستكون "إئتلافية تبعية مليشياوية مجربة لم ولن تلبّي طموح الشعب ولا تتوافق مع مبدأ (المجرب لا يجرب)".

الرئيس المنتخب يتسلم مهامه
ومن المنتظر أن يتسلم الرئيس العراقي المنتخب عبد اللطيف رشيد اليوم الاحد مهامه الرسمية رئيساً عاشراً للعراق.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة أن مراسيم استلام وتسليم الرئاسة بين الرئيسين السابق برهم صالح والحالي عبد اللطيف رشيد ستجري الأحد في القصر الجمهوري.  


عبد اللطيف رشيد يؤدي أمام البرلمان في 13 أكتوبر 2022 اليمين الدستورية اثر انتخابه الرئيس العاشر للعراق (تويتر)

وعشية مباشرته بمهامه الرسمية اليوم فقد وجه رشيد دعوة الى القوى السياسية العراقية  لتبنى الحوار المفتوح لإيقاف التصعيد والاحتقان .. وطالبها بأن تكون مواقفها من الدعوة ايجابية.
وأضاف رشيد في بيان تابعته "إيلاف" قائلاً "قد أكون أكبركم سناً وأقدمكم انخراطاً في العمل السياسي المعارض للطغيان لكنني بالتأكيد واحد منكم فقط، لا فرق بيننا الا بالسن والتجربة التي شهدتُ خلالها عشرات الأصدقاء المناضلين وهم يفارقون الحياة وفي قلوبهم حسرة لا لأنهم لم يحققوا أمل العيش في عراق آمن قوي وعادل كما عرفت الكثير من الشهداء الذين بذلوا حياتهم من أجل تحقيق هذا الأمل وأعيش بين مواطنين عاديين يريدون أن يتحقق هذا الأمل لذلك أجد نفسي ملزما بدعوتكم الى حوار سياسي ليس مطلوباً من أحد ان يتنازل فيه عن أهدافه ومطالبه لكن كل ما أرجوه منه هو الاتفاق خلاله على مجموعة مبادئ حاكمة للعمل السياسي خلال هذه الفترة تحفظ للعراق استقراره للمواطنين مصالحهم المعيشية وأمانهم".
وأضاف "لقد رأيت زعماء يصعدون ويسقطون، ووزراء يدخلون السلطة وآخرون يخرجون وأحزاب تكتسح الشارع ثم تتراجع وتضمر لذلك لا أرى المناصب ذات قيمة لكن ما يبقى هو الاداء الجيد والعمل البناء والعدل في الحكم ولأنني انتمي الى مدرسة الاعتدال والتصالح منذ ستينات القرن الماضي أجد من واجبي تقديم هذه الدعوة التي تتبنى الحوار المفتوح لإيقاف التصعيد والاحتقان، وأرجو أن تكون مواقفكم منها ايجابية وإن لم تحقق سقف طموحنا الأعلى".
يشار إلى أنه قد تعاقب على رئاسة العراق بعد الانقلاب الذي أطاح بالملكية في البلاد في 14 تموز/ يوليو عام 1958 وأعلن الجمهورية العراقية تسعة رؤساء جمهورية هم كل من: محمد نجيب الربيعي (1958) وعبد السلام عارف (1963) وعبد الرحمان عارف (1966) وأحمد حسن البكر (1968) وصدام حسين (1979).. ثم غازي الياور (2004) وجلال طالباني (2005) وفؤاد معصوم (2014) وبرهم صالح (2018).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار