ميكولاييف (أوكرانيا): أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده تبذل "كل ما بوسعها" لوقف الهجوم الروسي، فيما تدور معارك ضارية في شرق البلاد وجنوبها.
ميدانياً، أعلنت كييف الجمعة شن ضربات جوية جديدة على منطقة خيرسون (جنوب) التي احتلتها روسيا بشكل شبه كامل منذ الأيام الأولى من الغزو، وتخشى كييف أن تضمها موسكو.
وذكرت قيادة العمليات الأوكرانية أن مجموعة استطلاع تسللت إلى المنطقة المحتلة تمكنت من السيطرة على قوات روسية و"استولت على معداتها من أسلحة وأجهزة اتصال".
لكن زيلينسكي أفاد في رسالته المسائية اليومية الجمعة أن "معارك صعبة جداً" تدور في منطقة دونباس.
وقال "روسيا تريد تدمير كل مدينة في دونباس، كل واحدة بدون مبالغة. على غرار فولنوفاخا وماريوبول".
وقال زيلينسكي في رسالته إن "القوات الأوكرانية تبذل كل ما بوسعها لوقف هجوم المحتلين بقدر ما تمكنها الاسلحة الثقيلة والمدفعية الحديثة من ذلك" مؤكداً "هذا كل ما طلبناه وما زلنا نطلبه من شركائنا".
كما تدور معارك شديدة في منطقة ميكولاييف المجاورة لأوديسا، حيث شدد الحاكم المحلي على ضرورة تقديم مساعدة عسكرية دولية عاجلة.
وقال فيتالي كيم "الجيش الروسي أقوى، لديهم كمية كبيرة من المدفعية والذخائر. إنها حرب مدفعية في الوقت الحاضر ... ونحن نفدت ذخيرتنا" مشدداً على أن "مساعدة أوروبا وأميركا مهمة جداً جداً لأننا بحاجة فقط إلى ذخائر للدفاع عن بلدنا".
وقال زيلينسكي في رسالته "يجب ألا ندع العالم يصرف انتباهه عما يجري في ساحة المعركة".
أزمة غذائية
ومع تصاعد المخاوف من حصول أزمة غذائية حادة في العالم نتيجة الحرب في أوكرانيا، أحد كبار مصدري الحبوب، أبدت فرنسا استعدادها للمساعدة على فك الحصار عن ميناء أوديسا.
وأعلن مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نحن في تصرف الاطراف لبلورة عملية تتيح الوصول الى ميناء أوديسا في شكل آمن، أي تمكين السفن من العبور رغم وجود ألغام في البحر"، متمنياً "انتصار أوكرانيا" في الحرب.
وأوضحت قيادة العمليات الأوكرانية في المنطقة الجنوبية ليل الجمعة السبت أن "حركة الملاحة مشلولة في البحر الأسود والسفن المعادية تُبقي الأراضي الأوكرانية بكاملها تقريباً تحت خطر ضربات صاروخية"، مشيرة إلى أنه "مع عجزه في تحقيق تقدم على الأرض، يعمد العدو إلى اختبار متانة مواقعنا (على خط الجبهة) من خلال عمليات قصف جوية بواسطة مروحيات".
ويزور ماكرون رومانيا ومولدافيا الثلاثاء والأربعاء، فيما لم يحدد بعد موعداً لقيامه بزيارة لأوكرانيا، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يشأ سماع" التحذيرات الأميركية قبل غزو روسيا لبلاده.
وقال بايدن "كان العديدون يعتقدون أنني أبالغ" عندما حذر من هجوم روسي على أوكرانيا قبل أن يبدأ، مضيفاً أمام صحافيين "لكنني كنت أعلم أن لدينا معلومات في هذا الاتجاه. (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) كان في طريقه لعبور الحدود. لم يكن هناك ايّ شك وزيلينسكي لم يشأ سماع ذلك".
معارك متواصلة
وتتركز المعارك في منطقة دونباس حول مدينة سيفيرودونيتسك وقال حاكم المنطقة سيرغي غايداي أن القصف على المدينة متواصل.
وأوضحت رئاسة الأركان الأوكرانية صباح السبت أن القوات الروسية تتقدم باتجاه نوفوتوشكيفسكي أوريخوفي وحققت "انتصاراً جزئياً" عند مشارف بلدة أوريخوفو.
وقالت "العدو يواصل شن هجمات في مدينة سيفيرودونيتسك" مؤكدة صد 14 هجوماً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خلال 24 ساعة.
وفي حال السيطرة على سيفيرودنيتسك، فذلك سيفتح الطريق أمام موسكو إلى مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيشكل خطوة مهمة للسيطرة على كامل دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.
وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، فإن الجيش الروسي يستعد لشن هجوم على سلافيانسك وسيفيرسك فيحشد قواته وينقل معدات ووقودا بهذا الهدف، محذرة في الوقت نفسه بأن مخاطر شن ضربات على أوكرانيا انطلاقا من بيلاروس "لا تزال قائمة".
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن المعارك تتسبب بـ"مقتل ما يصل إلى مئة جندي أوكراني وإصابة 500 بجروح كل يوم". أما الروس، فلا يعلنون عن خسائرهم.
وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك صباح السبت مقتل صحافي عسكري هو الضابط أوليكسي شوباشيف "في المعركة"، من غير أن يورد أي تفاصيل حول ظروف مقتل الصحافي الذي أشرف على برنامج تجنيد وكان مسؤولاً عن التلفزيون العسكري الأوكراني.
ويطالب الأوكرانيون حلفاءهم الغربيين باستمرار مدهم بأسلحة جديدة أكثر قوة.
وأعلنت واشنطن ولندن تسليم أوكرانيا راجمات صواريخ ولا سيما من طراز هيمار البالغ مداها حوالى 80 كلم، ما يفوق بقليل مدى الصواريخ الروسية.
زيارة والاس
وفي هذا السياق، قام وزير الدفاع البريطاني بن والاس بزيارة غير معلنة مسبقاً ليومين إلى كييف شكره خلالها زيلينسكي على دور لندن الرائد في دعم بلاده.
وقال زيلينسكي في رسالته المسائية أن "البريطانيين يظهرون قيادة حقيقية في المسائل الدفاعية".
ووصل والاس في زيارته غداة إعلان السلطات الانفصالية في دونيتسك صدور أحكام بالإعدام بحق بريطانيَين هما أيدن أسلين وشون بينر ومغربي هو إبراهيم سعدونو، قاتلوا إلى جانب الأوكرانيين كـ"مرتزقة".
وندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بهذا الحكم وأفاد مكتبه أنه يجري العمل مع كييف من أجل إطلاق سراح الموقوفين.
وقال المتحدث باسم جونسون "من الواضح أن (البريطانيين) كانا يخدمان في القوات المسلحة الأوكرانية وهما أسيري حرب".
وفي اليوم 107 من الحرب، اجتمع رؤساء تسع دول من وسط أوروبا وشرقها هي رومانيا وبولندا والمجر وبلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا، الجمعة في بوخارست للمطالبة بتعزيز الخاصرة الشرقية للحلف الأطلسي، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من قمة الحلف المقررة من 28 إلى 30 حزيران/يونيو في مدريد.