: آخر تحديث
مبادرة توثيقية تحكي "أسرار النجاح" و"القصة الإنسانية" خلف نهضة الإمارة

محمد بن راشد يفتح "كتاب تاريخ دبي".. إطلاق "دار آل مكتوم للوثائق"

2
2
2

إيلاف من دبي: في خطوة تاريخية تهدف لحفظ الذاكرة الرسمية وتوثيق المسيرة الاستثنائية لإمارة دبي، تم الإعلان يوم الأحد عن إطلاق "دار آل مكتوم للوثائق"، كمستودع رسمي ومعتمد لإرث الأسرة الحاكمة ومساهماتها في تحويل الإمارة من بداياتها المتواضعة إلى مركز عالمي نابض بالحياة.

المبادرة، التي وُصفت بأنها تؤطر تاريخ القيادة ضمن رؤية مؤسسية، لا تهدف فقط لحفظ المحفوظات، بل تسعى لتكون "مصدراً مفتوحاً ومتاحاً للاطلاع" للأجيال الحالية والمقبلة، لتقدم دروساً في القيادة والتنمية.

محمد بن راشد: "كتاب مفتوح" و"عمود جديد" للتاريخ الوطني
وخلال مراسم التدشين، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الأهمية الاستراتيجية لهذه الدار، واصفاً إياها بأنها "أرشيف وطني وكتاب مفتوح يقدم رؤى حول تاريخ الحكم في دبي كنموذج لدفع عجلة التنمية".

وأضاف مؤكداً على البعد الوطني الأوسع للمبادرة: "ستكون دار المكتوم للوثائق عموداً جديداً لتعزيز تاريخنا الوطني، ومرجعاً لمن يبحث عن أسرار نجاحاتنا وجوهر التجارب القيادية والإنسانية لرجال كرّسوا حياتهم لخدمة الوطن. حفظ تراثنا الوطني واجبنا وحق من يأتون بعدنا. قصة الحاكم لا تنفصل عن قصة شعبه. سيظل قادة وشعب الإمارات واحداً في الروح."

التفاعل الرسمي: "ذاكرة حية للأمة"
ولقيت المبادرة دعماً قوياً على المستوى الرسمي. فقد اعتبر عبدالله محمد الحميد، رئيس المكتب الإعلامي الوطني في دولة الإمارات، الدار "مركزاً ثقافياً يوثق مسار التطور" و{"ذاكرة حية للأمة، تحفظ خطوات تقدمها وتوثق تراث دبي الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإمارات العربية المتحدة"}.

وأضاف الحميد بنبرة احتفالية: "أعمق الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على هذه الدار، حيث يحتضن التاريخ الطموح في قاعاتها، وحيث تتنفس الجدران ذاكرة الأمة ومجدها، تحكي للأجيال قصص القادة الذين شكلوا عظمة دبي وتحفزهم على السعي نحو رؤية لا حدود لها." وأكد أن وظيفة الدار "تتجاوز كونها مجرد مستودع للماضي، لتصبح منارة يستلهم منها الأجيال القادمة الإرشاد."

البعد الإنساني وراء النجاح الاقتصادي
من جانبه، سلط أحمد المر، رئيس مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الضوء على الجانب الإنساني الذي تسعى الدار لتوثيقه، قائلاً: "ما يميز مسيرة دبي هو أنها لم تكن مجرد قصة نجاح اقتصادي أو حضري – بل هي قبل كل شيء قصة إنسانية قادها حكّام جعلوا خدمة الناس هدفهم، وتحسين الحياة رسالتهم، وبناء القدرات البشرية غرض كل مشروع."

وتابع المر مؤكداً على دور الدار في نقل هذه القيم: "ستوثق دار المكتوم للوثائق هذه التجربة الاستثنائية وتجعلها متاحة للباحثين وللأجيال الحالية والقادمة، حتى يستلهموا من قيمها في القيادة وروح العطاء والتفاني للوطن."

إرث قادة يشكلون المستقبل
ووصف الدكتور أحمد الشحي الوثائق التي ستحفظها الدار بأنها "ذاكرة أمة وإرث قادة يشكلون المستقبل". واعتبر أن إطلاق الدار هو مشروع حيوي لحفظ التجربة التاريخية الفريدة لدبي، مضيفاً: "تحت قيادة الشيخ محمد، ستُوثق هذه المؤسسة الإرث الغني، والقيم، والمسيرة التاريخية لحكام دبي – مساهماتهم الإنسانية والفكرية والتنموية التي حولت الصحراء إلى مركز عالمي للتقدم."

نظرة نحو المستقبل: رقمنة وشراكات عالمية
وتتطلع "دار آل مكتوم للوثائق" إلى لعب دور أكبر في المستقبل، حيث من المتوقع أن تطلق مبادرات تشمل تطوير برامج وصول رقمي للباحثين والمؤسسات الأكاديمية حول العالم، وإطلاق مبادرات تعليمية، والتعاون مع أرشيفات دولية لتبادل الخبرات في مجال إدارة وحفظ الوثائق التاريخية. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية ثقافية أوسع لدبي والإمارات تهدف لتوثيق الرواية الوطنية وربط الأرشيف بالتعليم والتخطيط المستقبلي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات