إيلاف من الرباط: ينظّم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم بمدينة الناظور، ما بين 15 و20 نوفمبر المقبل، الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، تحت شعار "ذاكرة السلام"، وذلك بمشاركة نخبة من السينمائيين والمفكرين والباحثين والدبلوماسيين والحقوقيين من المغرب ومختلف أنحاء العالم.
وتأتي هذه الدورة، حسب بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، في "سياق عالمي مضطرب تتكاثر فيه الأزمات وتتعمق النزاعات، مما يجعل من العدالة الانتقالية ركيزة أساسية لإعادة بناء الثقة وتحقيق المصالحة". ومن هذا المنطلق، يضيف البيان، اختار المهرجان شعار "ذاكرة السلام" ليكون "عنوانًا جامعًا لتفكيرٍ جماعيٍّ يربط بين الفن السابع وثقافة حقوق الإنسان والسلام، في تلاقٍ خلاقٍ بين الصورة والذاكرة، وبين الإبداع والمسؤولية".

شعار المهرجان
الوفاء للوفاء
بروح الوفاء، يكرّس المهرجان هذه الدورة لشعارٍ رمزي عميق هو "الوفاء للوفاء"، تكريمًا لوجوهٍ "أسهمت بإخلاصٍ نادر في حقول الإبداع والفكر والحقوق، تأكيدًا على أن الاعتراف قيمة إنسانية رفيعة، وأن السلام يبدأ من الوفاء".
وتُفتتح فعاليات الدورة بتسليم الجائزة الدولية "ذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم"، في دورتها الثامنة إلى الدكتور عمر عزيمان، مستشار الملك محمد السادس، وذلك "تقديرًا لمساره الأكاديمي والحقوقي الرفيع، وإسهاماته البارزة في ترسيخ العدالة والإنصاف والمصالحة، وتعزيز ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوار والسلام".
كما يأتي هذا التكريم، بحسب المنظمين، اعترافًا بدوره كأحد كبار مهندسي تجربة العدالة الانتقالية المغربية الرائدة، ووجهٍ من وجوه حقوق الإنسان بالمغرب، ومؤسسٍ من مؤسسي المسار الحقوقي الوطني الذي جعل من التجربة المغربية نموذجًا يحتذى على المستوى الدولي.
تتميز الدورة باحتفالية تكريمية استثنائية للدكتورة سعاد الصباح، اعترافًا بمسارها الفكري والإبداعي الثرّي، وبإسهاماتها الرائدة في مجالات الأدب وحقوق الإنسان والدفاع عن قيم العدل والحرية والكرامة والمساواة.
وستنظَّم بهذه المناسبة ندوة فكرية دولية حول أعمال الصباح،تحت عنوان "الوفاء للوفاء"، وذلك باعتبارها امرأة كرمت عدداهائلا من مفكري المنطقة العربية، بمشاركة باحثين من العالم العربي وإسبانيا وأميركا اللاتينية، في "احتفاءٍ بشخصية جمعت بين عمق الفكر وجمال الكلمة ونُبل الرسالة، وبصمت المشهد الثقافي العربي بجرأتها الفكرية وريادتها الإنسانية".
عروض سينمائية
على مستوى العروض السينمائية، تعرض الدورة مجموعة من الأفلام الوثائقية التي تستحضر الذاكرة الإنسانية كأفقٍ للسلام والمصالحة، يتعلق الأمر بالفيلم المغربي "سأتذكّرك" من إخراج محمد رضا غزناي، و"كوباراويس" (كوبا/المغرب) من إخراج عزيز خواضير وإيفر ميراندا، و"حول النار" (سويسرا) من إخراج لورا كازادور وأماندا كورتيز، و"جاوك" (المغرب) من إخراج حسن بنجلون، و"المناضل" (إسبانيا) من إخراج خوان غاميرو، و"الأشجار الصامتة" (بولندا) من إخراج أغنيشكا زفييفكا، و"بكاء الأبطال" (إيطاليا) من إخراج فرانشيسكا لولي وبرونو بيغوني.
كما تضم البرمجة عشرين فيلمًا روائيًا طويلاً وقصيرًا من بلدان متعددة، تتناول قضايا إنسانية معاصرة، وتؤكد على البعد الفني للسينما باعتبارها أداةً للفكر والتعبير الجمالي.
لجان تحكيم
تتكوّن لجان التحكيم من شخصيات أكاديمية وثقافية وسينمائية وحقوقية وسياسية مرموقة، تمثل تنوّع الرؤى والخبرات الإنسانية. وقد وُزعت على ثلاث لجان رئيسية: لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، برئاسة ليلى الكيلاني (المغرب)، وعضوية مارسيلو نوفايس تيليس (البرازيل)، وحسن عبد الحميد (العراق)، وسيرجيو بنفينوتو سولاس (كوبا)، وكارلوس تاييفير (إسبانيا)، و فوزي أكسيل (المغرب) وأنطونيو أورّاتا (إيطاليا).
وتضم لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية نجاة بلقاسم (فرنسا)، رئيسة للجنة، وعضوية عامر التميمي (الكويت)، وسلطان الخطيب (العراق)، ومحمد حمودان (فرنسا/المغرب)، وجان دوست (سوريا) ولويس بيدرون (الولايات المتحدة).
وترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة نادية الهميدي (المغرب)،وعضوية لوركا سبيتي (لبنان)، وماريا إغليسياس (إسبانيا)، وناهد صلاح (مصر)، وخايمي نوغيرا (إسبانيا) وسوزان أبو حازن (لبنان).
احتفاء
احتفاء بالقامات الفنية المحلية والوطنية والعالمية، يكرّم المهرجان هذا العام ثلاث شخصيات سينمائية متميزة، يتعلق الأمر بالممثل العالمي سعيد التغماوي، أحد أبرز الوجوه المغربية في السينما العالمية، بفضل مساره المميز وأدائه المتقن، والمخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي، أحد أعمدة السينما المغربية وصانع ذاكرتها الحديثة، والممثلة المغربية مريم السالمي، التي تمثل الوجه المشرق للفن المحلي، وأحد رموز الحضور النسائي في السينما الوطنية.
وفاء لأسماء رحلت
ووفاءً لذاكرة من أسهموا في بناء المغرب المتعدّد، عبر الفنون والثقافة ونشر قيم حقوق الإنسان والحريات، قرّر المهرجان أن يخصّص، ابتداءً من هذه الدورة، تكريمًا سنويًا لأسماء رحلت عن عالمنا وتركَت بصمتها العميقة في المشهد الثقافي والإنساني الوطني.
وفي هذا الإطار، سيُكرَّم الراحل نور الدين الصايل في حفلٍ خاص، عرفانًا بمسيرته الرائدة وإسهاماته الجليلة في تطوير السينما المغربية.
كما ستشهد الدورة تكريم شخصيات محلية بارزة من بين القامات الحقوقية والقانونية والأكاديمية التي أثرت الساحة الوطنية بعطاءٍ نوعيّ، وذلك خلال مختلف فعاليات المهرجان.


