: آخر تحديث
أغمض عينيه في باريس عن 84 عاماً

أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه باللغة

2
1
2

إيلاف من فيينا: لم يكن أسعد عرابي، الذي أغمض عينيه في باريس عام 2025 عن أربعةٍ وثمانين عاماً، اسماً عابراً في سجلّ الفن العربي الحديث؛ كان سيرةً تمشي على قدمين، تتقاطع فيها مسارات الرسّام والناقد والمؤرّخ والمعلّم والرحّالة، وتلتقي فيها مدنٌ ثلاث: دمشق وصيدا وباريس. وُلد في دمشق عام 1941، في عائلةٍ ذات جذورٍ لبنانية، قبل أن يشدّه حنين الغوطة إلى بحر صيدا حيث ترعرع بين رطوبة الأمكنة وملح الذاكرة. هناك، كما يقول عن نفسه، تعلّم باكراً "الهرب من المكان الذي أتعلّق به"، فصار المكانُ عنده ذاكرةً متحرّكة، وصارت اللوحةُ هي الوطن المؤقّت الذي يُقيم فيه كي يتعلّم كيف يغادره.

يعود عرابي في ذاكرته إلى ما قبل عام 1948، إلى بيوتٍ دمشقيّة تنتمي إلى نسبٍ روحيّ يفاخر به: عائلةٌ تتحدّر من "البهلول"، الزاهد الشفيف والأخ الأسطوريّ للخليفة هارون الرشيد. ليست هذه الإشارة شجرة نسبٍ فحسب، بل مفتاح قراءةٍ لولعه الباكر بالتصوّف ومجازاته، ولطبقةٍ صافيةٍ من موسيقى داخلية سكنت لوحاته لاحقاً. في الخامسة عشرة، يكتشف الرسم فجأةً كأنّه يفتح نافذةً في جدارٍ مغلق: من تلك النافذة يدخل الضوء، وتدخل معه المدن كلّها، وتلوّح اليد كونشيرتو أولاً ثم تستقرّ على مسطرةٍ تعلّمته من البنّائين: أن تبني اللوحة كما تُبنى البيوت، حجراً فوق حجر، لوناً فوق لون.

إيقاع يتشكل لوناً
بين دمشق وصيدا يتعاهد الفتى على درسٍ مزدوج: صرامة الحرفة الدمشقيّة ورهافة الحنين الساحليّ. بعد ذلك، يدرس في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق ويُنهي دراسته عام 1965، ثم يرفع رأسه إلى أفقٍ أوسع، أفق باريس التي سيصلها في منتصف السبعينيات لينال دبلوماً في التصوير الزيتي من "المعهد العالي للفنون الجميلة"، ثمّ دكتوراه في علم الجماليات من السوربون. هناك، في قلب أوروبا، سيسكن في ضاحية "لا ديفانس" ثلاثين عاماً ونيّفاً، ويعتاد أن ينظر من شباك شقّته إلى الأبراج الزجاجية كأنها مدينةٌ بلا جلد. يقول إن العالم من هناك يشبه متحفاً مفتوحاً، وإنّ اللوحة تتعلّم من الزجاج كيف تُمسك الضوء، ومن الخرسانة كيف لا تتهدّم.

ارتبط اسم عرابي، في بداياته، بحارات دمشق القديمة التي اعتمدها موضوعاً لمشروع تخرّجه عام 1965. كان يتدرّب على قياس الأزقّة ومساقط البيوت ذات الباحات، ويعيد كتابة الفراغ كما لو أنّه جملةٌ موسيقيةٌ تُعزف على مقامٍ حجري. في تلك السنوات، عمل معيداً في كلية الفنون، وشارك في تصميم أغلفةٍ لمجلة "الشبيبة"، ورسم موتيفاتٍ للنصوص الشعرية والقصصية. ومن ذاكرة أصدقائه أنّه صمّم شعاراتٍ صحافيةً ستصير جزءاً من ذاكرة الصحافة السورية: شعار "الثورة" لسنوات، ثم شعار "تشرين" الذي ظلّ يتوّج الترويسة عقوداً قبل أن يُزال بقرارٍ بارد. لم يكن ذلك تزييناً شكلياً؛ كان درساً مبكراً في كيف تصير العلامةُ التشكيلية لغةً عموميةً تُرى كلّ صباحٍ على طاولة القارئ.

في باريس، سيخضع جسد اللوحة عنده لتمارين قاسية: يتأثر بدروس الإيطالي غويدو لا ريجينا نحو التجريد، ثمّ يكتشف أنّ التجريد لا يكفي وحده، وأن على اللوحة أن تتذكّر عالمها الأول؛ فيُدخل المنظور المعماري للمدن التي عاش فيها ـ دمشق وصيدا وباريس ـ كأنّه يعيد ترتيب الأحياء داخل القماش. سيغدو اللون عنده حجراً آخر في البناء، وستغدو الخطوط مثل سقالاتٍ تُرفع وتُزال. على هذه الأرضية الحِرَفية، سيعمل معلّماً للّون في كلية الفنون بدمشق ثم في المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، قبل أن يختار التفرّغ الصعب للرسم والكتابة، مكتفياً بما يُتيح له البقاء داخل محترفه أطول وقتٍ ممكن.

لطالما شدّد عرابي على علاقةٍ عضويةٍ بين الموسيقى والشكل: "عندما أستمع إلى الموسيقى أستطيع أن أتخيّل أشكالاً ترتسم معالمُها"، يقول. سحرُه الأوّل كان سنباطيّاً؛ يعترف بأنّ شغفه بعزف "عودت عيني" في أواخر الخمسينيات كان باباً داخلياً إلى مخزنٍ من النغم واللون. بعد عقود، حين وجد نفسه يوماً يرسم بالحبر على وقع صوت أم كلثوم في إحدى الفضائيات، كانت يده تُجسّد الموسيقيين واحداً واحداً: القصبجي محتضناً عوده، التشيلو يتنفّس ببطء، الناي يخيط الهواء بإبرةٍ لا تُرى، الكمنجاتي يَجرّ القوس كأنّه يجرّ نهراً، وعازف القانون يقرأ إشارات "الستّ" بعينيه. لم تكن الرسوم توثيقاً؛ كانت محاولةً لنقل "السلطنة" من المسرح إلى اللوحة، من زمنٍ إلى زمن.

في هذه السلسلة الكلثومية، كما في أعماله التجريدية، لجأ إلى الكتل اللونية لبناء فضاءاتٍ وأبنيةٍ تتدرّج بين الواقع وتمثّله في الفن. يظهر هنا درسٌ آخر: أنّ اللوحة عنده ليست معنى يُترجم، بل إيقاعٌ يُبنى. قد تبدو المساحات نقيّةً كقصيدة، لكنّها مشغولةٌ بصرامة مهندس؛ وليس عبثاً أن يعثر الناظر على أثرٍ لسيزان في البناء المحكم، وعلى شيءٍ من شطحات المتصوّفة في الانعتاق اللحظيّ من القاعدة.


الفنان التشكيلي الراحل أسعد عرابي مع الزميل عبد الكريم البليخ

يصرّ عرابي في شهاداته على جملةٍ تُلخّص أخلاق حركته: "أسعى جهدي ما استطعت ألا أسلك طريقاً كنت طرقته سابقاً". لذلك لا يتكرّر "الموضوع" عنده، وإن ظلّت بنية اللوحة واحدةً في وفائها لأصول الحرفة. تتبدّل السلسلات بين "مرويات دمشقية" وفضاءاتٍ صيداوية وأبراج باريسية، بين تجريدٍ وتشخيصٍ يزدحمان داخل الكادر نفسه، لكنّ الخيط الإنسانيّ ـ ذاك الذي لا يقطعه حتى أقصى تجريدياته ـ يبقى ممسوكاً بإحكام. يلوذ بالتجريد حين يريد تطهير الإحساس من فائض الحدث، ويعود إلى التشخيص حين يثق بأنّ الوجه لا يزال قادراً على حمل المعنى.

في هذا الترحال الفنيّ، تبدو الحرب محطةً قاسيةً لا تُخدش فيها مرآة شغفه بالحياة. يقف أمام الموت مراراً، فيتعلّم منه ما يجعل التشظّي جزءاً من البناء لا نقيضاً له. ينتقل في 2019 إلى البحرين حيث يُخصَّص جناحٌ واسعٌ لأعماله، ويظهر قلقه في العلن أكثر من أيّ وقتٍ مضى: كأنّ العرض العامّ يفضح هشاشة الرسام أمام لوحاته بعدما ظلّ الناقد داخله يحرس الكلمات بثقةٍ باردة.

بموازاة الرسم، يكتب عرابي على نحوٍ يكاد يكون يومياً، مقالاتٍ أسبوعيةً في غير صحيفةٍ عربية، وكتباً صارت مراجع في حداثة اللوحة العربية: "وجوه الحداثة في اللوحة العربية” (1999)، “معنى الحداثة في اللوحة العربية" (2006)، "صدمة الحداثة في اللوحة العربية" (2009)، و"شهادة اللوحة في نصف قرن"، إلى جانب مساهمته في "تحوّلات النصّ البصري: المرئي واللامرئي". هذه الكتب ليست فهارس أسماءٍ ولا كرّاسات ذائقةٍ شخصية؛ إنّها مشروعٌ لإعادة كتابة سيرة الحداثة العربية من داخل محترفها، انطلاقاً من معرفةٍ نقديةٍ متينة ومن درايةٍ في المنمنمات والتراث البصري. لذا بدا عرابي، في عيون قرّائه، "معلّم النقد" الذي يذهب إلى الأصول الكلاسيكية ليبحث عن "أسرار الجمال الحي"، ثم يعود بها إلى سؤال الراهن.

في هذه المرآة المزدوجة، يشتغل نوعٌ نادرٌ من التبادُل: الناقد ينقّي المصوّر من الإطناب الزائد ويذكّره بالأصول، والمصوّر يخلّص الناقد من جفاف المصطلح ويُعيده إلى حرارة اللون. لذلك لا غرابة أن يكون القارئ ـ وهو يتتبّع كتبه ـ في حضرة رسّام يكتب، أو في حضرة ناقدٍ يرسم. كلاهما واحدٌ في النهاية: حرفيٌّ "لا يبحث عن نجومية"، يكتب ويصوّر لأنّ هذه هي طريقته في التنفّس.

رحيل قامة فنية
أحد مكامن فرادة عرابي يقع في هذا المزج المكين بين التجريد والمنظور المعماري. في "مرويات دمشقية" تتجلّى الأزقّة كخطوطٍ موسيقية؛ في صيدا تُصبِح الواجهات واجهاتٍ صوتيةً ينساب منها البحر؛ وفي باريس يتعلّم من "لا ديفانس" طاقةَ السطوح الحديثة وقسوةَ الزوايا. ليست المدن موضوعاتٍ خارجيّةً وحسب؛ إنّها بنى داخليةٌ يُعاد تركيبها في اللوحة كما يُعاد بناء الحلم في النوم. لذا يتجاور في الكادر الواحد قوسٌ حجريّ من حيٍّ دمشقيّ مع عمودٍ زجاجيّ من ضاحيةٍ باريسيةٍ وسقفٌ صيداويٌّ يقطر مِلْحاً، وكلّ ذلك تحت إيقاعٍ واحدٍ يشدّ العناصر إلى بعضها ويمنعها من التفكّك.

تحت هذا الانشغال المعماري يختبئ موقفٌ أخلاقيّ راسخ: رفضٌ قديمٌ لتدمير المدن. منذ ستينيات القرن الماضي، كتب ورسم واحتجّ ضدّ العبث الحضريّ الذي سُمّي "تحديثاً". مشروعه الجامعي كان عن "جريمة تدمير دمشق"، وعن المخطّطات التي اعتبرها مشبوهةً في نسف ذاكرة المدينة. لاحقاً، حين جاءت الحروب لتلتهم مدناً عربيةً بأكملها، لم يبدّل رأيه: لوحته ـ حتى حين لا تُسمّي ـ لوحةُ اعتراضٍ على القتل والاقتلاع، على خطوط السكك التي تُبنى كي تنقل الناس من بيوتهم إلى "اللامكان".

أحياناً سُئل إن كان سوريّاً أم لبنانياً. كان يبتسم: "ما الفرق؟" ثم يضيف بصوته الداخلي: الفرق يظهر حين تكون فناناً، وحين يكون الفنُّ مكاناً لا جنسية له. في الواقع، يصوغ عرابي هويّته بالتوليف لا بالاختيار القَسْري: ثقافةٌ فرنسيةٌ متينة صنعتها سنوات السوربون والصحبة الطويلة مع الفلسفة، وعربيةٌ لا تنفصم تُقيم في قلبها أم كلثوم والسنباطي وزرياب وبَرْغسون أيضاً، ودمشقيةٌ تُعلّمه وفاء الحرفة، ولبنانيةٌ تُطعّمه شهوة البحر والعبور. إنّه ابنُ كلّ ذلك، ولهذا لم يُرِد أن يضع لوحته في خانة شعارٍ سياسيّ؛ الفنّ عنده موقفٌ إنسانيّ شامل، يرفض العصبيّات كافةً ويعادي التطبيع بوصفه تنصّلاً من "سلامٍ" لا تريده آلة الاستعمار، لكنه يترك للّوحة أن تقول ما لا تقوله البيانات.

"كان لا يقوى على إخفاء مزاجه القَلِق حين يعرض رسومه في مكانٍ عام"، يروي أحد مَن شاهده في البحرين عام 2019. هذا القلق ليس ضَعفاً؛ إنّه علامةُ حساسيّةِ صانعٍ يعرف أنّ اللوحة، ما إن تُعلَّق، تغادر سلطته وتدخل في إعراب المتلقّي. لذلك كان يفضّل المحترف: مساحةً يسكنها مع عائلته في "لا ديفانس"، حيث خمس لوحاتٍ متقاربة القياس تتقدّم معاً وتتراجع معاً، مئةٌ في ثمانين سنتيمتراً لكلّ واحدة، تشتغل بالتناوب، يتوقّف عندها دون قرارٍ مسبق، بين غابةٍ من الفُراشي وأنابيب الأكريليك. هناك، في عزلة العمل النهاريّ، تُكتب نصوص الفجر النقدية: مسافةٌ زمنيةٌ تحفظ من اختلاط الحبر باللون.

ليس عرابي فنان محترفٍ يملأ محترفه لوحاتٍ لا تغادره؛ أعماله توزّعت في مجموعاتٍ ومتاحفَ عبر القارات: معهد العالم العربي في باريس، متحف برشلونة للفن المعاصر، المتحف الوطني في نيودلهي، المتحف الوطني في كوريا، متحف مقاطعة لوس أنجلِس للفنون، متحف جامعة يِيل، ومؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة. أقام معارضَ فرديةً وجماعيةً في سوريا والعالم العربي وأوروبا وأميركا، وكان له حضورٌ خاص في صالات دمشق، حيث بدت "الشاميات" التي احتفظ بها مشروعاً مستمراً لإعادة سرد المدينة في وجه زحف النسيان.

تسكن هذه السيرة وجوه أصدقاءٍ وتلاميذ: صداقة المعلّم نذير نبعة وزوجته شلبية إبراهيم، والامتنان الذي ظلّ يرسله عرابي في سنواته الأخيرة إلى من أحبّهم على صفحات التواصل، والتلميذة الكبرى "ريم" التي حملت اسمها ابنةُ صديقٍ قريب، كأنّ الأسماء أيضاً لوحاتٌ صغيرةٌ تُعلّق على جدار الحياة. وتحت هذه الطبقة الحميمة، طبقةٌ أخرى تجمعه بقرّاءٍ لا يعرفهم: الذين وجدوا في كتبه "مرشداً" إلى حداثةٍ عربيةٍ مُلتبِسة، وفي لوحاته "ترفاً" بصرياً يمتنع على الزينة لأنه مشغولٌ بجوهريّة السؤال.

في آخر سلسلةٍ رسم فيها النازحين، وقف أمام أبطاله مثل طفلٍ لا يملك جواباً واحداً نهائياً. هذا التوتّر بين البناء الرصين وانفعال المشهد أعطى أعماله قوّةً تعبيريةً "متشنّجةً في انفعالها، نضِرةً في تأثيرها". ليس الرسام "رسّامَ معانٍ"، كما يحب أن يؤكّد، لكنّ لوحته، بحكم صدقها، تقبض على العلاقات الإنسانية في لحظةِ انكسارها وتعيد اقتراحها بوصفها "أبنية جاهزة" لبناء الصورة. هنا، يجد النظّار أنفسهم داخل شبكةٍ من الخطوط والمساحات لا تفصل بين التجريد والتشخيص؛ المسافة بينهما، في مخبره، وهمٌ بصريّ: الإنسان يُرى من خلال المربع والمثلث، والمربعُ والمثلثُ يشفّان عن دمعةٍ في زاوية العين.

كان يدرك أنّ الموهبة ليست ميثاقاً كافياً؛ لذا كان يقول: "أنا ضدّ موهبتي في الرسم". عبارةٌ تبدو صادمةً للوهلة الأولى، لكنها شرحٌ لميكانيزم داخليّ: إلغاءٌ متعاقبٌ لما هو محفوظ، محوٌ لما يُغري بصريّاً، لتخليص اللوحة من زخرفٍ مجانيّ وإعادتها إلى نَبْرها الأساسيّ. هكذا ينتصر لحركةٍ نقديةٍ داخل العمل نفسه: الرسمُ يفعل ما يشاء، وعلى الرسّام أن يقتفي أثره. في الخلفية، موسيقى صوفيةٌ تُدرَّس على المقامات، ومطالعاتٌ في فلسفة الجمال، وبرغسون يهمس في أذن اللون بـ"التطوّر الخلّاق".

حين كتب شقيقه نبيل نعياً في يوم الرحيل، أحسن توصيفَ ما يشعر به كثيرون: "اليوم نودّع الدكتور أسعد عرابي، قامةً فنيةً وفكريةً حملت الفنَّ لأكثر من خمسين عاماً". وفي شهادة أصدقاء المهنة والذاكرة، يطلّ عرابي مبتسماً من بين الصفحات: المعلّم الذي صمّم شعارات الصحف، والرسّام الذي حوّل "الستّ" إلى معمارٍ من خطوطٍ وإضاءات، والناقد الذي وثّق مسارات


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات