حِين اِنْتَصَفَ اَلظُّهْرُ
اِستَلقَى اَلنَّاسُ جَمِيعًا
لَا أَحَدٌ يَعْرِفُ مَا اَلسِّرُّ
أَوْ كَيْفَ غَزَاهُ اَلنَّوْمُ سَرِيعًا
كَانَ اَلْوَقْتُ رَبِيعًا
هَذَا مَا كُنْتَ تَرَاهُ بِنَوْمِكَ
مَا كَانَ هُنَالِكَ غَيْركَ
صَاحٍ مِثْلكَ
فَجَمِيعُ اَلنَّاسْ
مِنْ كُلِّ اَلْأَعْمَارِ، وَكُلِّ اَلْأَجْنَاسْ
غَرِقُوا فِي اَلنَّوْمِ،
وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُوقِظَهُمْ
أَحَدٌ
مَا أعْجَبَ هَذَا اَلنَّوْمَ
وَمَا أَعْجَبَهُمْ
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
مَرَّ اَلظُّهْرُ،
وَمَرَّ اَللَّيْلُ، وَجَاءَ اَلْفَجْرُ
مَا مِنْ أَحَدٍ
يَسْأَلُ عَنْ أَمْرِكَ
فَغَرِقْتَ بِنَوْمِكَ
وَحَلَمَتَ بِأَنَّكَ
تَحْلُمُ فِي اَلْحُلْمِ
فَصِرْتَ تَرَاهُمْ يَأْتُونْ
اَلْوَاحِد بَعْدَ اَلْآخَرِ
يَبْتَسِمُونْ
ثُمَّ يَغِيبُونْ
وَ يَعُودُونْ
بَعْد دَقَائِقَ يَبْكُونْ
* * * * * * * * * * * * * * * * * *
كَانَ اَللَّيْلُ يُكَثِّفُ ظُلْمَتَهُ
وَالنَّوْمُ يُشَدِّدُ وَطْأَتَهُ
وَالنَّاسُ كَمَا كَانُوا
مَا زَالُوا يَنْتَظِرُونْ
فَمَتَى يَخْتَصِرُ اَللَّيْلُ خُطَاهْ؟
وَ مَتَى يَخْتَزِلُ اَلنَّوْمُ مَدَاهْ؟
وَمَتَى يَصْحُو اَلنَّاسُ جَمِيعًا
وَ يَصِيرُونْ
كُلَّ مِنْهُمْ
لَا يَغْمِطُ حَقَّ سِوَاهْ؟
أَوْ يَتَمَادَى فَيَخُونْ