: آخر تحديث
وسط حضور نوعي ضم نخبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين

محمد المعزوز يوقع روايته "أول النسيان" في أصيلة

2
1
1

إيلاف من الرباط: في إطار الدورة الخريفية من موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 46، احتضن رواق محمد بن عيسى للفنون الجميلة في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، اخيرا، حفل توقيع رواية "أول النسيان" للكاتب المغربي محمد المعزوز، الصادرة حديثًا عن المركز الثقافي العربي.
وشهد اللقاء حضورًا نوعيا، ضم نخبة من المثقفين والإعلاميين والفنانين، حيث كان التفاعل مع مضمون الرواية وقيمتها الإبداعية و"التاريخية" واضحا.

إنصاف ومصالحة

في كلمة بالمناسبة، قدّم حاتم البطيوي، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، قراءة في المسار الإبداعي والفكري للمعزوز، مشيدًا بدوره كمثقف وفاعل سياسي في الساحة الوطنية.
وقال البطيوي إن رواية المعزوز "لا تخلو من نفحة سياسية كما في مجمل أعماله الأخرى"، مشيرا إلى أن "أول النسيان" مخصصة لأحد رموز مقاومة الاستعمار، هو محمد بن عبد الكريم الخطابي.

والمعزوز، هو باحث وكاتب مغربي حاصل على دكتوراه في الأنثروبولوجيا السياسية؛ له مساهمات متعددة في الحقل الفكري والثقافي، باللغتين العربية والفرنسية. سبق له، قبل عمله الجديد، أن أصدر ثلاث روايات، هي "الماء والقربان" (2001)، "بأي ذنب رحلت" (2018)، و"حرب الكوم" (2022).

من جانبه، قال الناقد والأكاديمي شرف الدين ماجدولين، إن المعزوز هو "صاحب مشروع روائي مرتبط بمجموعة من الأفكار المتصلة بتاريخ المغرب". وأضاف أن رواية "أول النسيان" تندرج في إطار الإنصاف والمصالحة، التي تجد صداها ومرجعيتها في تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة في المغرب".

وأشار ماجدولين إلى أن "الأمر يتعلق بإنصاف شخص ارتبط اسمه بمرحلة تاريخية، في المغرب، هو المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي". وأضاف أن المعزوز "استدعى المسار التاريخي والسياسي والوطني والجهادي للخطابي في تلك السنوات من مقاومة الاستعمار"، مشددا على أن "أهمية الرواية ليست في استدعاء المعزوز لهذا التاريخ، ولكن في شيئين أساسيين، يتمثل الأول في أنه يتوجب علينا أن نتصالح مع ذاكرتنا، وأن ننصف رموزا معينة، ثانيا". وأضاق أن المعزوز"كان يستشعر ظلما وصمتا عاشه الخطابي في منفاه، حيث أنه كان منسيا، ولذلك جاء عنوان الرواية "أول النسيان".

جانب من الجمهور الحاضر 

وأوضح ماجدولين أن "المعزوز استدعى الخطابي في الرواية باعتباره كائنا إنسانيا، أي باعتباره أبا، وجدا، ورب أسرة،ومشرفا، بعاطفة إنسانية، على قبيلة ومجموعة وضعت ثقتها فيه".

ورأى ماجدولين أن الرواية "جاءت مليئة بالتفاصيل العاطفية منذ اللحظة الأولى التي سلم فيها الخطابي نفسه للجيش الفرنسي، وليس الإسباني، ثم كانت تلك الرحلة التي بدأت في مراحل معقدة وارتحالات في المنافي قبل أن يستقر المقام بالخطابي في القاهرة".

وأشار ماجدولين إلى أن "المعزوز اشتغل، هنا، في مستويين: مستوى التاريخ أو الأرشيف بزيارته لأغلب مكتبات العالم لكي يلملم أرشيف المقاوم المغربي"؛ ثم أن "الرواية تبرز شخصية قد لا نعرفها، هي شخصية الخطابي خارج رمزيته السياسية والأسطورية".

المعزوز يوقع روايته لاحد الحاضرين

مرارة النفي

في كلمته خلال الحفل، أوضح المعزوز أن هدفه من الرواية كان هو "أن يقدم الخطابي الإنسان الذي كابد وعانى من مرارة النفي والبعد عن الوطن، وعن أهله وناسه"، مشيرا إلى أنه حاول "أن يستثمر هذه المعاناة كمجاهد وكإنسان، لالتقاط هذا الإحساس الذي كان يراود الخطابي، الذي حمل السلاح ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي، وكيف عاش الوحدة والعزلة، لا يسأل فيه أحد، وماهي الأسئلة الوجودية الي طرحها مع نفسه".

وتابع: "لقد حاولت الرواية أن تقدم الخطابي بالصورة التي لم نعرفها كثيرا نحن المغاربة، وبالتالي حاولت أن تعرفنا على الخطابي الآخر، وهو في المنفى، وليس الخطابي الذي كان مقاوما في الريف، حاملا السلاح ضد الاستعمار".

ولم يُخف المعزوز الصعوبات التي واجهها أثناء كتابة العمل، مشيرًا إلى أنه فكّر أكثر من مرة في التخلي عن مشروعه  الإبداعي، قبل أن يستدرك قائلا: "لكن قوة الشخصية وسلطة تأثيرها ألحا أن يظهر الخطابي في هذا العمل الروائي، الذي أعتقد أنه أول عمل روائي مغربي وعربي يتحدث عن المقاوم المغربي".

جانب من الجمهور الحاضر لحفل التوقيع 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات