: آخر تحديث
قصة نجاح ترويها أضواء هوليوود وملامح الهوية المصرية

رامي مالك: التمرد، العنصرية، والشعور بالاغتراب

5
4
4

من مائدة عائلية تقليدية مصرية إلى أضواء الأوسكار، يوازن رامي مالك بين نجاح عالمي وتواضع إنساني يثير الإعجاب. فما الذي يُلهم هذا النجم؟ وما سر ارتباطه بجذوره رغم كل التحديات؟

إيلاف من لندن: نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقابلة مع الممثل الحائز على جائزة الأوسكار رامي مالك، حيث تحدث عن جوانب مختلفة من حياته المهنية والشخصية، وعن رحلته من جذوره المصرية إلى قمة الشهرة في هوليوود.

رامي مالك، الذي لمع في أدوار أيقونية مثل فريدي ميركوري وشخصية الشرير في سلسلة جيمس بوند، يستقبل الجميع بابتسامة واسعة وهو يرفع أكياس الطعام من يد مساعده ويفتح باب استوديو التصوير. ينثر التحيات بسخاء، يسأل عن أسماء الحاضرين وحالهم، لكن الملفت حقًا هو أسلوبه في تحويل التركيز بعيداً عنه وتصويبه نحو الآخرين. يُقال إنه استوحى من توم هانكس فكرة الاهتمام بجميع من يعمل معهم، وهي عادة اكتسبها أثناء عمله في المسلسل الحربي The Pacific عام 2010.
بدأت مقابلة الغارديان بتصوير أجواء لقاء مالك في استوديو التصوير، حيث أظهر تواضعًا واهتمامًا بمن حوله. حمل أكياس الطعام بنفسه، وحرص على الترحيب بالطاقم، مما يعكس جانبًا إنسانيًا من شخصيته. ورغم تأخره، لم يتردد في الاعتذار وتحمل المسؤولية.

صعوبات مع الشهرة 
أقر مالك بعدم ارتياحه للجزء المتعلق بالكشف عن حياته الشخصية كجزء من متطلبات الشهرة. وأشار إلى أنه يميل إلى تحويل دفة الحديث إلى الآخرين لتجنب التطرق إلى تفاصيل خاصة. عندما سئل عن خلفيته العائلية، تطرق إلى نشأته في شيرمان أوكس، لوس أنجلوس، وكيف كانت اللغة العربية هي اللغة الأساسية في المنزل حتى سن الخامسة أو السادسة.

خلفية عائلية وتأثيرها
مالك، الذي وُلد لأبوين قبطيين أرثوذكسيين هاجرا من القاهرة إلى الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات، نشأ في شقة صغيرة من غرفتين فقط. تحدث عن تأثير والديه عليه، حيث عمل والده سعيد في مجالي التأمين والسفر، بينما عملت والدته نيللي في العقارات لتوفير تعليم أفضل لأبنائها الثلاثة. وأشار إلى الأجواء العائلية التي كانت مليئة بالنكات والطعام المصري التقليدي.

تحديات الهوية والانتماء
أوضح مالك أنه كان دائمًا يشعر بالاختلاف عن محيطه. وقال: "ربما أبدو أبيض البشرة، لكن ملامحي المميزة جعلتنا دائمًا نشعر بأننا لا ننسجم تمامًا". كما تطرق إلى تجربة التوترات العرقية والاجتماعية التي عاشها في لوس أنجلوس خلال التسعينيات، بما في ذلك اضطرابات رودني كينغ في عام 1992.

البدايات
في حديثه عن بداية مسيرته، أشار مالك إلى أنه رغم رغبة والده في أن يصبح محاميًا، اكتشف شغفه بالتمثيل من خلال فريق المناظرات في المدرسة. وقد واجه تحديات كبيرة في طريقه إلى الشهرة، حيث عمل في توصيل البيتزا وفي مطعم فلافل بينما كان يسعى لتحقيق حلمه. وكانت أولى أدواره في أعمال صغيرة، حتى جاءته الفرصة لتقديم دور فريدي ميركوري في فيلم "Bohemian Rhapsody".

الانطلاقة الكبرى
ناقش مالك التحضيرات المكثفة لدور فريدي ميركوري، حيث عمل مع مدرب حركات وخبير لهجات لإتقان الشخصية. وقد أثمرت جهوده نجاح الفيلم، الذي أصبح أعلى الأفلام الموسيقية إيرادًا في التاريخ، وفاز عن دوره بجائزة الأوسكار.

تأملات في التراجيديا
يتحدث مالك الآن عن استعداده لتقديم دور "أوديب" على مسرح "أولد فيك" في لندن. وقال إنه طالما كان مفتونًا بالشخصية وما تحمله من أبعاد نفسية واجتماعية. وأضاف أن التراجيديا تجذب الإنسان بسبب قدرتها على إظهار أعمق جوانب الهوية البشرية.

الحياة اليومية
رغم شهرته، يعيش مالك حياة بسيطة. يقضي وقته بين لندن ولوس أنجلوس، ويستمتع بزيارة المكتبات وركوب الدراجات. كما يعبر عن حبه للبساطة والعيش بعيدًا عن التعقيدات التقنية. يخطط لزيارة مصر لاستكشاف جذوره، ويعتني بوالدته التي يعتبرها مصدر إلهام دائم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات