: آخر تحديث

كتّاب سير المبدعين الكبار مثل ابل الصحراء

30
33
33

في تحقيقٍ لها، حاورت الأسبوعية الفرنسية "لوبس" ثلاثة من كتاب سير المبدعين الكبار: الأول هو الألماني راينار ستاخ الذي كتب سيرة فرانز كافكا.
والثانية هي البريطانية هرميون لي التي كتبت سيرة فيرجينيا وولف.
أما الثالث فهو بريان بويد الذي كتب سيرة الروسي فلاديمير نابوكوف.

ويقول راينار ستاخ أن كتابته لسيرة كافكا كانت بمثابة "ماراتون" مرهق للغاية إذ أنه كان عليه أن يتخلى عن حياته ليعيش حياة صاحب "المحاكمة"، و"التحول".

وقد بدأ التفكير في مشروع كتابة هذه السيرة يتبلور في ذهنه لما قرأ في فترة الدراسة الجامعية "يوميات" فرانز كافكا.

وبعد أن عاين أن هناك عشرات من الكتب خصصت لأعماله، تبيّن له أنه لا يوجد كتاب واحد حول سيرته. وهو يقول:" لقد كُتبت أشياء كثيرة على مدى عقود حول جوانب مختلفة من سيرته، وحول المعاني والرموز الخفية لأعماله. وقد يكون لكل هذا ردّة  فعل رادعة.

وصدور أعماله الكاملة الذي لم يتحقق إلاّ  عام 1995قد يكون له دور. وفي النهاية، أعتقد أن كتابة سيرة كافكا تحت مراقبة عالمية يمكن ان يكون مُحرجا ومربكا إلى حدّ مّا. إذ أن هناك آلاف المختصين في كافكا في جميع أنحاء العالم" .

وتصف هرميون لي وهي أستاذة كرسي في جامعة "أكسفورد" أيضا، "الترجمة  بعمل "ماراتوني".
وكانت  قد بدأت كتابة سيرة ضخمة لفيرجينيا وولف عام1990.  وفي البداية، عملت بمساعدة أساتذة آخرين. لكنها وجدت نفسها بعدئذٍ وحيدة لتشعر أثناء العمل وكأنها تتسلق جبلاً. إذ يكفي أن تعيش ستة أو سبعة أعوام مع تلك المرأة المدهشة التي هي فيريجينيا وولف، لكي تشعر أن الأمر ليس هيّنا ولا مريحًا، بل هو معقد ومُضن لكنه في النهاية رائع".

وتضيف هرميون لي قائلة بإنها أنقذت فيرجينيا وولف من التحاليل النفسية التي أخضعها لها علماء النفس الكبار الذين اعتبروها "حالة نفسية". وهذه مظلمة كبيرة  ألحقت بكاتبة عظيمة.
وصحيح أنها كانت تعاني من أزمات ومن اضطرابات نفسية حادة إلاّ أن ذلك لم يمنعها من ابداع روائع خلدتها.

وتصف مجلة "لوبس" كتّاب السير بالابل التي تُخزّنُ كميات كبيرة من الماء لكي تتمكن من قطع المسافات الطويلة من دون أن تشتكي من العطش إذ أنهم ينكبّون على قراءة عشرات الكتب لكي يخرجوا بعدئذ بكتابٍ يُضيء حياة ومسيرة أكثر المبدعين غرابة وشذوذًا وخروجًا عن المألوف.

وهذا ما حدث للنيو زايلادي بريان بويد الذي أصدر مؤخرًا سيرة الكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف الذي كتب جلّ أعماله بلغة شكسبير بعد حصوله على الجنسية الأميركية.

وقبل أن يشرع في الكتابة، كان على بريان بويد ان يلتقي يوميًا بزوجة نابكوف التي كانت مشرفة على أعماله، والتي كانت ملتصقة به التصاقها بظلها.
ورغم ذلك كانت تردد دائمًا بأنه من الأفضل أن  يبقيها بعيدة عن الموضوع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات