: آخر تحديث
رسم لوحاته بالموسيقى.. وبصمت أحزانه لوّنها

معرض لندني للفنّان الراحل هاني مظهر في  ذكرى رحيله

66
61
33

لندن: يسابقنا الزمن قبل ان نكمل المسيرة. تقف الأقدار قبالة طموحاتنا بالتجاوز مرّة وبالمجاراة مرّات. هكذا خطّ لنا الرسام العالمي العراقي التشكيلي هاني مظهر أوّل الطريق لباكورة سلسلة لم تكتمل.

"ملوك الطوائف"، تلك اللوحة التي تحدّث عنها بفرح واعداً نفسه بتوالدها سلسلة، تشبه موزاييك بلادنا التي تناهشتها الطوائف وبعثرت إرثها.
يغيب الفنان ويبقى الأثر، نتأمّل في ذكرى غيابه الأولى ألوانه، عصفوره، شجرته ووجوه نسائه.

الأهل والأصدقاء  والمحبّين  أرادوا إحياء الذكرى في لندن بقليل من الكلام، وكثير من الحب وبعض الموسيقى ترافق الأمسيةَ بعزف على العود للفنان إحسان الإمام. 
وبذلك بكون اللقاء شبيهاً بهاني  الذي بقيت جذوره كالشجرة معلّقة في بغداد رغم الابتعاد، و رغم تحليقه كالعصفور في وطنه العالمي الأوسع .
بفرح الموسيقى كان يرسم مساحات لوحاته، وبصمت أحزانه يعيد تلوينها، مرّات ومرّات ومرّات، تبدأ ولادة تشكيلاته بنقاط ملونة، او بيضاء وسوداء لا ينتهي منها حتى يستكين توتّر المبدع في داخله ويشعر بالرضى بعد ان يتأمّلها.
جال العالم في معارض فردية، إستوقفته في طوكيو ظاهرة الاقبال على لوحاته، بحجم ما آلمه في بلادنا تصنيفات تشوّه تكوين المبدع ونتاجه.
"الفنان حر كعصفور، يحاكي الانسانية وينقل الجمال للمتلقي". تلك كانت رسالته دون ان يرتضي بأن يكون واحداً في عداد كثر يجعلون اللوحة سلعةً في مزاد البيع والشراء.

و رسم الكاريكاتور السياسي، لأهم الصحف العربيةبينها القبس الكويتية على مدى سنوات قبل أن ينتقل الى المغرب ويحط به الرحال في مدينة الضباب ليكون رسّام كاريكتيرها لسنوات.

في الكويت ربطته علاقة وثيقة بصديقه الراحل الفنان ناجي العلي  وكان تجربة وعلاقة تركت تلك لديه مساحة  للتعبير عن سخريته وقهره من الظلم والقمع والفقر. أما الفن التشكيلي فكان حراً بلا إطار، رفض حتى تصنيفه بالتجريد او التكعيب، أراد للوحاته أن تكون عميقة كالشجرة وحرة كالعصفور الذي كانه.

المعرض سيكون متاحاً في الأمسية التي سيحييها أصدقاؤه وعائلته في لندن، لمناسبة الذكرى الأولى لغيابه داخل قاعة Trailfinders Club, Vallis Way, London W13 0DD، من الساعة الرابعة حتى السابعة مساء.
أقرب محطة هي أندر غراوند Hanger Lane /Central line


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات