: آخر تحديث

منحة تفرغ في التيرول

35
33
48
مواضيع ذات صلة

منحتني الجمعية السويسرية لاتفاقية حقوق الانسان الاوربية (SGEMKO) منحة تفرغ للكتابة اقضيها في دار فرانس ايديلماير المخصصِ للكتاب والادباء. الدارُ هو منتجعٌ ومجمع ثقافي يقع في مدينة ميران ـ في اقليم التيرول الجنوبي ـ شمالي إيطاليا. بهذا توفرت فرصة للحديث عن برنامج المنافسات الأدبية الضخم الذي يُعلن عنه كل عام في المانيا واوربا وكذلك عن البنية التحتية من بناياتٍ واموال ومطبوعات مكرسة لمثل هذه النشاطات.

وفرانز إيدلماير (1931 - 2012) الذي سُمي دار الإقامة باسمه، كان قسًا في مدينة ميران لأكثر من 50 عامًا وقد ترك ممتلكاته للجمعية السويسرية للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (SGEMKO). هو نفسه عاش وعمل في احدى هذه الشقق وأراد أن يكون لها ارتباط دائم بالعمل من أجل حقوق الإنسان.

منحة التفرغ هذه تمنح بشكل رئيسي لكتابٍ وادباء مكافأةً لهم على نصوصٍ أدبية ذات علاقة بموضوع حقوق الانسان وقد حصلت على هذه المنحة بواسطة نصي القصصي المعنون "مؤتمر في زنزانة" باللغة الالمانية. انها قصة سجينٍ في سبعينات القرن الماضي يقضي أياما صعبة في زنزانة انفرادية ويتعرض للتعذيب ويستمع لصراخ المعتقلين الآخرين اثناء استجوابهم طوال الليل. واثناء قراءته لاحد الصحف التي كان يمررها له أحد رجال الامن دون علم آمريه، يقع على تقرير صحفي عن مؤتمر عالمي لحقوق الانسان يعقد في بغداد ليس بعيدا عن معتقله ويجد ان المؤتمرين يخرجون بقرارات في ختام اعمال المؤتمر تدين التعذيب وتعتبره جريمة لا تسقط بالتقادم. احداث القصة هذه واقعية وقد وقعت معي.

تضمن المشروع المقدم من قبلي في الأصل، إضافة الى النص، ان أقوم بإنجاز اعمال كرافيكية موازية للنص وداعمة له وذات علاقة بحقوق الانسان تتحدث عن الاضطهاد والاغتراب. السلسلة الكرافيكية تحت عنوان "يوميات حمامة في المدينة" كان قد انجز قسم منها فعلا، فيما كان سيصار الى تكريس أيام التفرغ للاستمرار في مشروع غير مكتمل او في انجاز اعمال أدبية مشابهة، لكن إدارة دار السكن فرانس ايدلماير اعتذرت عن السماح باستعمال شقق السكن لأعمال الكرافك بسبب نوعية الأثاث الراقية كما عبرت برسالة مرسلة لي والخوف عليها من الضرر، فتم الاتفاق على ان اقوم بإنجاز تخطيطات استخدم فيها نفس مواد الكتابة.

الحائزون على المنحة لهم حق تحديد مدة الإقامة التي تتراوح بين أسبوعين واثني عشر اسبوعا. وتمنح ليس للمؤلفين والكتاب فقط انما أيضا للمترجمين والمدققين اللغوين ودور النشر.

تعرض المؤسسات الثقافية والمالية والإدارية في المانيا وفي عموم اوربا منحاً متنوعة وأحيانا سخية لدعم الادب والفن والترجمة وتكرس من اجل ذلك أموال كثيرة وبنية تحتية تقوم مثلا على وفرة من البنايات المنتشرة في عموم المانيا وأوربا تبرع بها مالكوها الاصليون لمؤسسات ثقافية واستخدمت لتنشيط الفعل الثقافي. مكرسة للعام القادم بدأ موقع الكتروني متخصص بالإعلان منذ الان عن المنافسات القادمة وشروطها. حتى الان اعلن الموقع عن توفر ٣٠٥ من المنافسات الأدبية والفنية والعدد قابل للزيادة بشكل ملموس.

تكون المنافسات أحيانا مفتوحة وأحيانا أخرى محددة، كأن تكون مكرسة لفئات عمرية بعينها. فسنويا يتم الإعلان عن منافسة أدبية لمن تجاوزوا السبعين مثلا. اما المنافسات الخاصة بالشباب فهي كثير ومتنوعة. توجد منافسات مكرسة للمعوقين مثلا او للنساء حصرا او لمناطق ومدن بعينها، اغلبها يكون باللغة الألمانية لكن الكثير منها بلغات أخرى بما في ذلك اللغة العربية.

بعض المنافسات تكون عابرة للمحيطات والقارات والدول ونتاج تنسيق ثقافي بين مؤسسات او دور نشر في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا. كما يمكن ان يحصل الفائز على إقامة تفرغ في بلد اخر كما هو الحال مع هذه المنافسة حيث تمتلك مؤسسة سويسرية دار إقامة في الشمال الإيطالي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات