سهوب بغدادي
لطالما سمعنا عبارة «وش يقولون عنا الناس؟» وتتردد على مسامع الصغير والكبير على حد سواء، كما أن لها التأثير ذاته والتداعيات في حياة الشخص، فيعيش الشخص متخوفًا ومتأهبًا لما سيكون ويقع فريسة الآمال والتوقعات المعلقة عليه والمتعلقة باختياراته وقراراته، من صغيرها لكبيرها، فيشعر الشخص أن هناك عيناً ثالثة خاصة تراقبه وترصد تحركاته؛ لذا نرى التردد في اتخاذ القرارات أو العدول عنها.
إن هذا الشعور مرتبط بالقلق الاجتماعي أو ما يسمى الخوف من الحكم الاجتماعي أو رهاب المشاهدة، ونبع هذا الأمر من عدة أسباب من أبرزها: التنشئة والموروثات القديمة عن رأي الناس والمحيط، والخوف من النقد أو الرفض أو الخوف من عدم تحقيق التوقعات من القريب والبعيد، والأسوأ المعاناة من المثالية الزائدة وفق معايير استثنائية وغير واقعية، أو أن يكون الشعور مرتبطًا بتجارب سلبية آنفة كالتعرض للسخرية والتنمر أو الإحراج، بلا شك، إنّ الخوف من العين الثالثة الراصدة يؤدي إلى الإرهاق النفسي قبل الجسدي، فأهم ما في الأمر هو معرفة الإشكالية ومنبعها للتوقف عليها وعلى الحلول الممكنة - بإذن الله - من خلال نبذ الأفكار السلبية وتقدير الذات والوقت باعتبار أنك ستعيش حياة واحدة فقط لن تتكرر، فما الفائدة من خضوع قراراتك واختياراتك لرادار الآخرين؟ لابأس أيضًا من طلب العون والمساعدة من المختصين في حال تفاقم المشكلة واستفحالها وتأثيرها على مواضع مختلفة في حياة الفرد.
لا تدع قطار حياتك يتوقف كثيرًا على محطة التردد بل احجز تذكرة على رحلة الإقدام والعزيمة.