في حياة مشجعي كرة القدم تفاصيل يمكن أن تُقبل ونترك لها مساحات كبيرة من النقاش والتحليل، وتفاصيل لا يمكن أن تكون محل نقاش، الحقائق في هذه الحياة لا نستطيع أن نلغيها، أو حتى نقلل من أهميتها، بعكس وجهات النظر يمكن أن تكون محل نقاش، ويمكن أن نتفق في هذا الحوار، ونختلف في مكان آخر على نفس محور النقاش مع أشخاص آخرين، لذا من المهم في مجال كرة القدم، وعلى المستوى الإعلامي أن نحترم الحقيقة، وندعمها مهما كانت صعبة، أو لا تروق بعض الأطراف، بمعنى حين نقول إن هدف كريستيانو رونالدو في مرمى الخليج تاريخي، ووصل بالنصر كناد إلى مشاهدات مليونية، فهذه حقيقة ليست مصدر سخرية أو تندر لأحد، أو يمكن أن نقلل منها، وحين نقول إن رونالدو نقل دورينا إلى آفاق عالمية جديدة فهذه أيضا حقيقة، وحين نقول إن قائد نادي النصر هو الأشهر عالميًا، ويقود مشروعًا رياضيًا عظيمًا لدولة عظيمة هذا أيضاً صحيح، ولا يمكن أن نجادل فيه، أيضا من الحقائق ووفق عدد المشاهدات فالنصر اليوم هو النادي الأشهر عالميًا، وهو النادي الوحيد الذي سيرتبط اسمه بالعالم لسنوات طويلة، لكن التقليل من كل هذا، بسبب ميول أو تعصب لن يكون مقنعًا عند أحد، كريستيانو رونالدو لو لعب لأي ناد في العالم سيحظى هذا النادي بذات الانتشار الكبير الذي حظي به النصر، واختياره لنادي النصر حتى يكمل مسيرته مع كرة القدم هو أمر عظيم ومهم لنادي النصر ولكرة القدم السعودية.
نحن اليوم أمام واقع حقيقي لا يمكن أن نقلل منه، ولا يمكن أن نتجاهله، ومن الطبيعي أن نتعامل مع هذا الحدث بواقعية، والواقعية هنا تفرض علينا حين نشاهد أسطورة مثل كريستيانو رونالدو وهو في الأربعين من عمره يسجل هدفًا تاريخيًا بطريقة خيالية كما فعل في مباراة الخليج يجب أن نعطي اللاعب قيمته، ونتوقف عن وضع مقارنات له، لأن هذه المقارنات قد تكون سببًا في أن تزعج بعض النجوم، سالم الدوسري على سبيل المثال نجم سعودي كبير، حين نضعه في مقارنة مع أسطورة مثل كريستيانو رونالدو، فنحن نرهق اللاعب، ونقتل في داخله مساحة الإبداع داخل الملعب، وبالتالي قد يخسر شغفه لكرة القدم ويتراجع مستواه.


