: آخر تحديث

هرمت الأمم المتحدة أم تفرقت أهداف الحلفاء؟

2
2
2

أسلوب ترامب المنتقد دائماً لخصومه بشكل تهكمي، يطال الأمم المتحدة في آخر خطاب له.

ربما أدركت أميركا أخيراً أن الأمم المتحدة ليس لها أثر حقيقي على السياسة الدولية وصنع السلام. وهذه الحقيقة المتجلية لترامب اليوم جاءت بعد إدانات أغلب الدول لإسرائيل. فكل الذي تفهمه أميركا ممثلة بإدارة ترامب اليوم أن الخطر القريب من إسرائيل يستلزم أن تكشر عن أنيابها وتبدي امتعاضها وعدم رضاها عن الأمم المتحدة. هذه المنظمة التي يقودها الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية منذ اليوم الأول لإنشائها، باتت في نظر ترامب غير مفيدة، لأن أميركا من بين حلفاء الأمس أصبحت وحدها في دعمها لنتنياهو ومحاولة التغطية على الجرائم الإنسانية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق سكان غزة العزّل.

وخطاب ترامب أيضاً يؤكد أن الجهود التي قامت بها المملكة وفرنسا لدعم حل الدولتين وتحقيق الاعتراف بدولة فلسطين قد آلم إسرائيل ومؤيدي سياسة نتنياهو، لأنها لا ترغب بالسلام ولا ترغب في إنهاء الصراع الذي طال أمده وزاد ضحاياه وثقل همه عند من أوجد إسرائيل ودعمها وكان سبباً في هذه المعاناة الطويلة.

الأمم المتحدة منذ نشأتها لم تكن يوماً منصفة، خاصة للشعوب الضعيفة والدول المحسوبة على العالم الثالث! وهي منظمة دولية أسستها دول استعمارية على أنقاض عصبة الأمم، بغية تمرير مصالحها بطرق ملتوية عبر مجلسها غير الآمن، بفرض بنود الفصل السابع على عديد الدول وفرض عقوبات اقتصادية وقد تصل إلى هجمات استعمارية على هذه الدول!!

ويمثل ظلم الاستعماريين باستخدام الفيتو عشرات المرات ضد الشعب الفلسطيني. لا أحد يشك في كلام ترامب عن السلبية التي تعيشها الأمم المتحدة في كثير من القضايا المهمة التي تواجه العالم، بل الأسوأ من ذلك أن الأمم المتحدة لا تحضر في الوقت المتاح لتدارك أي أزمة، بل إن مشاركاتها ـ إن كان لها مشاركات حقيقية في العالم ـ تكون متأخرة وأقل من المطلوب. لكن السؤال الأهم: لماذا في هذا التوقيت ينتقد ترامب عمل الأمم المتحدة؟ ما الضرر الذي يتوقعه في الأيام القادمة من الأمم المتحدة؟ أميركا لا تغضب إلا حين تشعر بخلل ما يضر سياساتها أو مصالحها، والضرر هنا قد يتعلق بإسرائيل!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.