: آخر تحديث

المخفي والمسكوت عنه في الصراع العربي الإسرائيلي 3/2

6
4
4

كنتُ قد توقفتُ في المقال السابق عند قرار التقسيم الذي رفضه العرب، وتبعَه اندلاع الحرب التي مُنيت فيها عدة جيوش عربية بالهزيمة، وهي الهزيمة التي غيّرت الكثير من جغرافيا المنطقة. والآن، أستكمل عرض بقية المبادرات في موضوع هذه السلسلة.

خطة موشيه شاريت لعام 1956
خلال زيارته لواشنطن عام 1956 قبيل نهاية رئاسته الإسرائيلية، أجرى موشيه شاريت محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون دالاس، وقدم اقتراحًا لحل الصراع العربي الإسرائيلي، تضمن اقتراحه موافقة إسرائيل على تسويات متبادلة، واستعدادها لجمع الأموال اللازمة لتعويض اللاجئين الفلسطينيين، وقبولها قرضًا أميركيًا للمساعدة في إعادة توطينهم، وقبولها مشروع تطوير نهر الأردن. وقد عمد الرئيس المصري جمال عبد الناصر إلى تخريب المشروع الممتاز. 

خطة موشيه ديان لعام 1959
في هذه الخطة، اقترح ديان، وزير الزراعة آنذاك في حكومة ديفيد بن غوريون، فكرة إقامة اتحاد كونفدرالي مع الأردن، مشيرًا إلى أن هذا الاتحاد قد يشمل لبنان في مرحلة ثالثة.

رد ليفي إشكول على مبادرة الرئيس التونسي بورقيبة عام 1965
اقترح رئيس الوزراء ليفي إشكول تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي خلال خطاب ألقاه في الكنيست الإسرائيلي. استندت خطته إلى الوضع الراهن في إسرائيل، باستثناء بعض التعديلات الطفيفة في نقاط معينة على طول الحدود. وللإنصاف، كان الرئيس بورقيبة رجل سلام لكنه عوقب على هذا الاقتراح من قبل العديد من القادة العرب ونعته جمال عبد الناصر "بالخائن". وللمفارقة، فقبل رحيل ناصر بأسابيع تحدث مع القذافي بإيجابية عن كل ما كان يهاجم بورقيبة عليه، وبالطبع دون أن يذكر الزعيم التونسي بحرف، ويقول: "كانت وجهة نظره الأصوب". 

خطة أوري أفنيري لعام 1967
أشعل ناصر حرب الأيام الستة عام 1967 لحل خلافه مع وزير دفاعه، المشير عبد الحكيم عامر وجماعته. ادعى ناصر عدة أمور ثبت أنها غير حقيقية لتبرير رغبته في قتال إسرائيل، وكان أكبرها ادعاؤه بأن إسرائيل تريد مهاجمة سوريا، وهو ما أثبتته الأدلة القاطعة بأنه محض هراء وتلفيق. كالعادة، منيت الدول العربية التي شاركت في الحرب بهزيمة كارثية (مع توسع إسرائيل في أراضيها)، وبالرغم من انتصار إسرائيل الساحق، فوجئ الجميع بـ"خطة أوري أفنيري". في اليوم الخامس من الحرب، اقترح عضو الكنيست أفنيري هذه الخطة على الحكومة الإسرائيلية، التي دعت إلى إجراء استفتاء عام بين سكان قطاع غزة والضفة الغربية حول مستقبلهم بطريقة ديمقراطية. وكان من المقرر أن يدور الاستفتاء حول إقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، أو الانضمام إلى اتحاد فيدرالي مع إسرائيل. وكان الخيار الثالث هو إعادة الأراضي المحتلة إلى الأردن. 

خطة يغال ألون لعام 1967
في 13 تموز (يوليو) 1967، اقترح وزير العمل يغال ألون على حكومته خطة بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة، مصرًا على أن يكون نهر الأردن هو الحدود الشرقية لإسرائيل، مع خط يمتد عبر البحر الميت. كما اقترح تقسيم المناطق ذات الحكم الذاتي إلى ثلاث مناطق: السامرة، ويهودا، وغزة، وحل قضية اللاجئين على أساس التعاون الإقليمي بمساعدة دولية.  

خطة أبا إيبان لعام 1968
في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 1968، قدم أبا إيبان، وزير خارجية إسرائيل آنذاك، اقتراحًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. أعلن في اقتراحه عزم حكومته على بذل جهود جديدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام في المنطقة. وتضمنت خطته تسع نقاط تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل. كان هذا الرجل المتميز صاحب مقولة شهيرة: "العرب لا يفوتون فرصة لإضاعة فرصة السلام"، شخصية استثنائية بحق. 

مشروع السلام لحزب المابام عام 1969
في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1969، أقر حزب المابام مشروعًا جديدًا تضمن عدة بنود تدعم الحل السياسي الإسرائيلي القائم على دولتين مستقلتين وذات سيادة: إسرائيل من جهة، ودولة عربية من جهة أخرى. ودعا المشروع إلى تسوية سياسية شاملة. 

خطة غولدا مائير لعام 1971
في 9 شباط (فبراير) 1971، ألقت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، غولدا مائير، بيانًا أمام الكنيست الإسرائيلي، رفضت فيه اقتراح التسوية الجزئية - السلام العربي مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء - الذي طرحه الرئيس المصري أنور السادات. ثم قدمت لاحقًا اقتراحًا مضادًا نشر في صحيفة التايمز اللندنية. إن الأمثلة التي أذكرها لا تترك مجالًا للشك حول رغبة الزعماء السياسيين في إسرائيل في تحقيق السلام وجهودهم لتحقيقه بكل الوسائل الممكنة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.