: آخر تحديث

الأوليغارشيون.. ومفاهيمهم!!

64
57
53
مواضيع ذات صلة

"الأوليغارشية"، أعضاء في طبقة إجتماعية حاكمة متفوقة أو مميزة بشكل أو بآخر عن بقية المجتمع ويكون هذا التميز مرده دينهم أو صلات قرابتهم أو مكانتهم ووضعهم الإقتصادي أو حتى لغتهم وتميل هذه النخب إلى الحكم بما يخدم مصالحها الخاصة وغالباً بإستخدام وسائل مشبوهة.. وفي الوقت الحاضر تشير "الأوليغارشية" في الغالب إلى شخص فاحش الثراء يكسب أمواله من خلال هذا النوع من الأعمال المشبوهة في الدولة التي ينتمي إليها.  

ويقيناً أنّ هناك في مجتمعاتنا العربية "أوليغارشية" كثر وأن هؤلاء عبارة عن زمر تعتبر أنها متفوقة عن غيرها وحقيقة أن هذه الزمر تحرص حرصاُ شديداً على أن لا تتكلم العربية لا مع بعضها بعضاً ولا حتى مع الآخرين وأن تكون لها لقاءاتها الخاصة و"مقاهيها" التي لا تسمح لغيرهم بدخولها.. وعلى من يريد أن يتأكد من هذا أنْ يتجول في بعض المناطق الفارهة في بعض ليس العواصم وفقط وإنما أيضاً في بعض المدن العربية!!. 

كنت أتجول عندما كنت طالباً، ليس في جيبه إلا بعض "الملاليم" القليلة، في أحد الشوارع الفارهة في إحدى العواصم العربية.. ولأن "نبرتي" العشائرية قد "ضغطت" عليّ فقد أخترت "طاولة" جميلة في مقهى جميلاً وما أن "قصدتها" وأنا أحاول إخراج ليس قروشي وإنما "تعاريفي" من جيبي وإذا بعلج مرتفع القامة مفتول الشاربين.. "ينهرني" بصوت جهوري "هيه وين رايح يا ولد.."؟ قلت: أريد أن أشرب "فنجال" قهوة.. قال: وهو يلوح بيده أمام أنفي: إمشي .. إمش.. إنّ لهذه القهوة أهلها .. إمشي وبالطبع فقد مشيت ركضاً.. لا ألوي على شيء!!. 

ولقد ظننت أنّ هذا يقتصر على هذه العاصمة العربية ولكن لأنّ ليس الأقدار وإنما لإنني بعد أعوام عدة قد أصبحت مسؤولاً طلابياًّ.. "كبيراً"  فقد قادتني "مسؤوليتي" إلى عاصمة عربية إفريقية جميلة بالفعل.. وهناك ولأنني كنت أعتقد أنني قد غدوت مسؤولاً فقد إخترت مقهىً جميلاً.. ولكن وقبل أن أصل إلى "الطاولة" التي أخترتها.. فقد إعترضني "نادل" حليق الشوارب واللحية.. و"نهرني" بصوت مرتفع: "هيه يا ولد وين رايح"؟؟ قلت: أريد أن "أشرب القهوة".. قال: إقلب وجهك.. إنّ لهذه القهوة أهلها!!. 

وهكذا وبعدما ساقتني الأقدار إلى ان أعرف "الأوليغارشية" ولكن عن بعد فقد أدركت أنها فئة مميزة .. وأنها فاحشة الثراء وأنها هي التي تحكم في البلاد والعباد وأنه لها لغتها الخاصة وأنها تشكل زمراً متفوقة تتجنب أن تتكلم اللغة العربية.. وترفض لأيّ من عباد الله الصالحين أن يمرّ ولو مروراً من أمام أحد مرابعها الجميلة!!. 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في