: آخر تحديث

ليس مطلوب منك أن تكون صريح


50
52
47
مواضيع ذات صلة

ينصت البعض ليصيبوا بعدها حد الألم!
متجاهلين نزف الأثر الذي خلفوه ورائهم فقط لأن الصراحة خير من الكذب.

وما هي الصراحة سوى أن تعبر عن رأيك أو شعورك دون تترك أثرك ينزف في الآخر أو يوجعه، أن تكون أميناً في ردك كي لا تكذب، لا يعني أن تتساهل بإلقاء من يقابلك بكلمات لم تخترها بعناية فتصيبه ربما في مقتل يؤذيه في نفسه.

الصراحة ربما تكون وضوح وربما يكون بعضها من مبدأ المصداقية في العلاقة مهما سميت، من أجل حفظ الحقوق والود مصلحة الآخر، لكن ذلك لا ينفع دائماً، ففي بعض الأحيان لا يتطلب منك أن تكون صريحاً بقدر ما يجب أن تكون حقيقي، لا تجامل حد التملق ولا تكون واضحاً حد الأذى.

أن تكون حقيقي، فذلك يعني أن تختار من بين ما بداخلك ما يستحق ذكره، ويخف أثره، ويهضم فهمه، أن تكون حقيقياً بما فيك مع من حولك ومع نفسك أولاً، فينعكس أثر ذلك على عين من يلاحظك ويتبعك ويترقبك، أن تكون الحاضر دائماً في القلب والذاكرة وأول من يخطر ببالهم إذا أصابهم عارض، أو اختنقوا بفكرة ما، أن تكون حقيقياً بالقدر الذي يتساوى فيه ظاهرك بباطنك دون تؤذي أو أن يصبح وجودك خانقاً وثقيلاً، أنت لا تكون آسف على رأيك أو فعلك لأن ما أتيت به يشبهك ويعكس ما تحب أن تذكر به، فأنت قد وضعت نفسك مكان من يقابلك متجرداً من مشاعرك ومحاولاً تلبس مشاعره كي تتمكن من تفهمه ورؤية الموضوع من زاويته قبل أن تبدأ بمشاركته برأيك و تصورك، محاولاً احتواء عاطفته واحترام فكره.

الحقيقي أبيض الأثر، واضح وضوح لا يحتاج إلى تفسير سوى أنه قد اختار لنفسه العافية النفسية له ولمن حوله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي