: آخر تحديث

ما بين السفارة والقنصلية في القدس!

98
90
68
مواضيع ذات صلة

الفارق بين السفارة والقنصلية في القدس هو الفارق بين الموقف الأميركي من إسرائيل والموقف من فلسطين. السفارة في أدبيات الدبلوماسيه تعتبر الشكل الصريح للاعتراف، اما القنصليه فلا تعنى أو لا يترتب عليها أي اعتراف. فالموقف الأميركي ثابت من القدس وهو الاعتراف بالقدس عاصمة موحده لإسرائيل، ولا يعنى إنشاء القنصليه إلغاء للقرار الأميركي الذى اتخذته إدارة ترمب بنقل السفاره من تل ابيب  للقدس، بل تثبيت للقرار. ولا يعنى العودة لما كان عليه الوضع السابق. 

اما إعادة فتح القنصليه في القدس الشرقيه فهي استئناف للخدمات التي تقدم لملاييين الفلسطينيين من شؤون قنصليه كالتأشيرات وغيرها فضلًا عن انها ستكون حلقة التواصل بين الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية، وهذه الخطوة على أهميتها بالنسبة للمواطن الفلسطينى  تبقى خطوه رمزية، وتعكس إدارة الرئيس بايدن من التعامل مع القضية الفلسطينية، الذى لا يخرج عن إدارة وإحتواء الصراع، وتقوية موقف السلطة التي تحرص الإدارة الأميركية على بقائها قناة للتواصل والتعامل اليومى. 

هذه الخطوة ثمنها السياسى التأكيد والإلتزام بالموقف السياسى من قبل السلطة بالمفاوضات والتسوية السياسية، ولا تعدو هذه الخطوة أقرب إلى إستراتيجية حفظ ماء الوجه للإدارة الاميركية وإيفاء ببعض الوعود في حملته الإنتخابية، لعدم قدرتها في ظل إدارتها الحالية وأولوياتها الداخلية والخارجية من عدم القدرة على المضي بعيدًا في حل الدولتين الذى تتبناه لفظيًا فأولويات الإدارة الأميركية الداخلية والخارجية أكبر كثيرًا من أولوية القضية الفلسطينية.

ما يؤكد على هذه الفرضية أن مستوى التعامل مع الفلسطينيين سيكون القنصليه، وأيضا على  مستوى مساعد وزير الخارجيه هادى عمرو. وينطلق الموقف الأميركي من أن إسرائيل تشكل احد اهم ثوابت السياسه الأميركيه في المنطقه، فما يعنيها أولويات إسرائيل وليس أولويات فلسطين.

وفى نفس السياسة أو سياسة الخطوة الصغيرة إستئناف المساعدات المالية للسلطة ووكالة غوث اللاجئين وإن كانت بنسب أقل وبشروط جديده كما راينا في إتفاقية إلإطار مع الوكالة التي تجعل من الوكاله مؤسسة خيرية إنسانية. 

فى الإتجاه الأخر، تحاول ان تحتوى دور حركة حماس في غزة من خلال الإعتراف بدور مصر في غزة والعمل على الوصول إلى التهدئة مقابل رفع الحصار ولو بخطوات جزئية صغيرة. 

هذا هو الموقف الأميركي في عهد إدارة الرئيس بايدن، وفي المقابل إسرائيل وإن أبدت معارضتها فهى معارضه شكلية رمزية لأنها تعرف دلالات إعادة فتح القنصلية والتي ستتحكم بمن يمنح تصاريح زيارة لاستكمال إجراءاته، ومقابلها هناك الأولويه الإسرائيلية للملف النووى الإيراني الذى تنتظر موقفًا أميركيًا اكثر تشددًا، والموقف من ملف العلاقات مع الدول العربية.

ولفتح القنصلية بعد آخر مهم على مستوى إحتواء العنف بمعنى بتسهيل الخدمات التي تقدم وخصوصا للشباب قد تساعد في منح التاشيرات لآعداد كبيره من الشاب الذين يرغبون في الخروج عبر بوابة هذه التاشيرة، خصوصًا ما يمكن تقديمه من خدمات قنصليه للشباب فى غزة الذى يتطلع لمواصلة تعليمه فى الخارج والبحث عن فرص عمل، فهى أقرب لسياسة التنفيس عن حالة الإحتقان لدى الآلآف من الشباب الذين قد تدفعهم سياسة الأبواب المغلقه للانخراط فى المنظمات المتشددة والعنف. وتبقى على الرغم من ذلك أهميتها الرمزية، لكنها تحمل ضمنيًا إعترافًا بالسلطة وأن هناك شعبًا تحت الاحتلال، تحتاج إلى مزيد من الخطوات السياسية فى طريق حل الدولتين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي