: آخر تحديث

الإسلام دين عالمي و عولمي و عَلماني

55
58
53

جاء الإسلام  كدين  ليس لقوم  او عرق كما الديانات السابقة  بل للعالم أجمع فهو دين عالمي.. لذلك كان خطابه في معظم الآيات ( أيها الناس )  ليؤمنوا  تم تحول الي المؤمنين من الناس ( الذين آمنوا ). 

طرح الإسلام فكرة العولمة قبل اي فكر سياسي .. فالإسلام دين  للمسلم و حضارة لغير المسلم يعيش بداخله  في أمن و امان  و كانت وثيقة ( صحيفة المدينة ) اول دستور مدني نص على التعايش  السلمي لكل الأديان داخل المدينة الواحدة . 

و استخدم هذا الدستور مصطلح الأمة متعددة الأديان  و مواطنة لها حقوقها و وجباتها تحكمها مرجعية إسلامية عادلة. 

صادق الإسلام  على التعامل و العيش  السلمي  بين كل الاعراق.. فقد انتشر الإسلام بالتجارة في دول شرق آسيا من ماليزيا و أندونيسيا. و حتي أفريقيا و عاشت كل الاديان داخل منظومة الإسلام العولمية .

تم جاء مبدأ العَلمانية التي استعملت استعمال خاطيء من قبل فقهاء و تجار الاسلام  السياسي واختصروها  في تعريف ناقص ( فصل الدين عن الدولة )  فالعلمانية بمعناها الصحيح هى  (حيادية الدولة تجاه الدين)  من مبدأ  من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. خاصة في الدولة المتعددة الأديان لا يمكن  أن تقوم على دين واحد و الا لأصبحت دول مثل أوربا مجحفة لحق المسلمين فيها و هم اقلية .. فالدولة تقوم على العدل.. و العدل اساس الحكم. 

لقد كانت الدولة و النظام الاسلامي في الأندلس علمانيا و حمي المسيحين و اليهود و لكن عندما سقطت دولة الاسلام قام الاسبان بتنصير المسلمين ما سمي لاحقا باسم المرسكيوون.. اليوم لا تمارس اسبانيا هذا الفعل بل و تستهجنه و تعتبره جزء من تاريخ مشين لها لم يمارسه المسلمون و هم في أوج قوتهم و هم في السلطة.

لقد خص الله نفسه بالفصل بين الديانات حين قال : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)  .  

ما يعانيه الخطاب الديني  اليوم هو تغلب  نظرة  الفقه الضيقة  وتلبيس السياسة على الدين و هي حالة أشبه بعصور الظلام في أوربا و سيطرة الدين الكنسي على مفاصل الحياة و هذا تحديدا ما جاء الإسلام لتصحيحه  فالدين لله والعلاقة مباشرة بدون وساطة بين العبد و خالقه.

والإسلام دين العالمين و سمي الله خلقه بالعبيد،

 حتي يقطع الطريق ان يكون الإنسان عبدا لعبد،

بل عبدا لرب العالمين.  

*كاتب من ليبيا.

 [email protected]


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.