لماذا لم ننتفض نحن العرب، ولم نخرج للشارع، رغم مشاهد الذل والألم والجوع التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي وما زالت؟
هل تراجع فينا الشعور الإنساني، وأصبح الألم الفلسطيني مشهدًا نمرّ عليه كما نمرّ على الأخبار؟
المواطن في أوروبا لا يحتاج إلى فتوى أو إذن ليعبّر عن رأيه، ولا يخاف أن يسأله أحد عن مصدر تمويل المسيرة أو التظاهرة، أو الدافع الأساسي غير المباشر من ورائها.
الحرية عند المواطن الغربي يتنفسها منذ الصغر هناك، ويمارسها كما يتنفس، فيما المواطن في عالمنا العربي وللأسف يخاف من أشياء كثيرة، لأن الخوف في عالمنا العربي أصبح كما يبدو موروثاً لا نملك أن نتخلص منه بسهولة.
أعرف أن أغلبنا، إن لم نكن كلنا، قد توجعنا وما زلنا.. من مشاهد العذاب والنزوح والفقر والذل والألم والفقد، التي تصلنا كل دقيقة عن حال غزة، وإجرام الصهاينة على أرضها، واكتفينا بهذا الوجع وانهمرت دموعنا، وتعالت أصواتنا تدعو على نتانياهو وكيانه.
وجع صامت اجتاح عالمنا العربي، فيما صرخ الوجع نفسه في العالم الغربي بأعلى صوته.
لا يمكن القول إن المفهوم الإنساني فينا أقل منه عند الغرب بالجوهر، لكنّه بالتأكيد مكبوت ومخنوق.. فيما تُتاح للإنسان الغربي المساحة الكافية ليُمارس إنسانيته علنًا دون خوف.
هل أنهك التخلف وضغوط الحياة والفساد.. المواطن العربي بشكل عام، حتى لم تعد لديه طاقة للتعبير عن رأيه بقوة وبصوت عالٍ؟
الخوف والخذلان، قد يكونان سبباً مباشراً أو غير مباشر للصمت العربي، فيما سبقنا الغرب بصوتهم العالي القوي.
ما أريد قوله والتشديد عليه في مقالي هذا، إن المشكلة هنا ليست في الدين، ولا في العروبة، بل في ما تبقّى من إنسانية فينا.
إقبال الأحمد