: آخر تحديث

ثبات ونبات

2
2
3

سهوب بغدادي

إنّه لمن المعهود عند رواية قصة للأطفال حين زواج البطل بالبطلة باللهجة العامية أن يقال: «ثم عاشا في ثبات ونبات وخلفا صبيان وبنات»، إنها إكليشه متعارف عليها، وقد تكون مستهلكة، إلا أنها تزخر بالمعاني الجليلة، بمعزل عن القصص الخيالية والروايات، إذ إنَّ الثبات والاستقرار والاستمرارية والعزيمة تتماشى مع الازدهار وجني الثمر وحرثها -إلا ما ندر- حيث تكمن أجمل المواقف وأندر الأشخاص في الثبات على سبيل المثال لا الحصر، ثبات إنسان على الحق، استمرار طالب وجلادته في طلب العلم وإن صعبت الدروب وشق عليه السبيل، وفي أرقى معاني الثبات أن يفي شخص بوعده وعهده الذي قطعه لشخص ما وإن طال الزمان، فإن كنت في موضع يتيح لك التبدل والتحول والاختيار، وما زلت ثابتًا وراسخًا على مبادئك فستنعكس السعادة عليك داخليًا، والأمثلة تتعدَّد في مواطن شتَّى إلا أنَّ المبدأ وحيد، فيما قد يكون صعب التطبيق والاستجلاب نظرًا لكون الثبات منهك وممل ويستلزم وقتًا طويلاً ممتدًا لأيام أو عقود، بل دهور، والمحصلة النهائية لا تخرج عن كونك تعي أنّ ما تسعى لأجله بثبات ورسوخ يسعى إليك، أو على الأقل تشارف على الاقتراب منه وانتزاعه بكل جدارة، كالبذرة الكامنة في الأرض تعيش التقلبات المناخية والعواصف وشح الموارد أحيانًا إلا أنها عندما تنبت وتتغلغل جذورها في كل نحو وصوب ستزهر وتطرح ثمارها ولن تتزحزح بسهولة.

في رحلة الحياة نواجه التقلبات، فاثبت وإن سقطت فكرر محاولتك وقرر أن تنبت.

«ما تكرر تقرر، وما تقرر ثبت، وما ثبت نبت»


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد