ناهد الأغا
يقول ابن خلدون في مقدمته عن الخط العربي: «إنه صناعة شريفة يتميز بها الإنسان عن غيره؛ وبها تتأدى الأغراض؛ لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية».
وقال بيكاسو معلم الرسم الحديث حوله: «إن أقصى ما وصلت إليه في فن الرسم وجدت الخط العربي قد سبقني إليه منذ أمد بعيد».
ولأن المملكة هي من تتربع على عرش التقدم والتطور والوصول إلى مستهدفات رؤية السعودية 2030 كما خطها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بأحرف من مجد وفخار؛ وهي قائدة الدول التي لها الدور البارز في الحفاظ على التراث العربي؛ كان لزاماً أن يكون الخط العربي أحد أقوى اهتماماتها، ولأن الخط العربي لغة الفن؛ وهو كالرئة التي تتنفس من خلالها الثقافة العربية لتنتعش روحها.. لذا فإن مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي تستعد لإطلاق مسابقة الخط العربي في نسختها الثانية خلال معرض الرياض الدولي للكتاب 2025؛ والذي سيُقام خلال الفترة من 2 إلى 4 أكتوبر المقبل والهدف الرئيس دعم هذا الفن الأصيل؛ والغاية المرجوة للتعريف به بوصفه جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية السعودية؛ والتراث الفني للحضارة الإسلامية والعربية.
أما المسابقة فيتم التنافس ضمنها في ثلاثة مسارات متنوعة باختلافها؛ وتشمل كل من الخطوط العربية... الثلث والرقعة والديوان الجلي؛ حيث يشارك تسعة خطاطين محليين ودوليين يتنافسون للحصول على المراكز الثلاثة الأولى في كل مسار؛ حيث يجرى تقييم الأعمال المتنافسة من قبل لجنة تحكيم تتألف من ثلة من الخبراء المتخصصين ذوي الشأن وهم نخبة مختصة في هذا المجال.
وللمسابقة مراحل خمسة رئيسة: أولها مرحلة التسجيل واختيار الأعمال وترشيحها؛ تأتي بعدها مرحلة الفرز؛ ومن ثم التقييم الفني والتحكيم من خلال لجنة متخصصة كما ذكرنا آنفاً لإعلان النتائج النهائية للأعمال المرشحة؛ ثم يعقبها تنظيم المسابقة فيزيائياً وحضورياً خلال أيام المعرض الدولي للكتاب.
وإنه من أسمى الأهداف وأجل الغايات التي تسعى المبادرة للوصول إليها من خلال هذه المسابقة الميمونة؛ والذي يندرج تحت عنوان غاية في الأهمية ألا وهو تحفيز الإبداع بالخط العربي؛ توجيه دعوة للخطاطين باختصاصهم من شتى أنحاء العالم إيماناً بإحياء تقاليد هذا الفن الراقي وفق أكثر المعايير الفنية إبداعاً؛ الأمر الذي يوضح أهمية إبراز الخط العربي وتبوئه المراكز الأولى فنياً وثقافياً؛ كذلك تدعم المسابقة المواهب المبدعة.. ولطالما جسدت المسابقة قيمة الأهداف وسمو الغايات لمبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان للخط العربي؛ وكم تشغل من الأهمية في وجدان المملكة وقيادتها الرشيدة في خدمة هذا الفن الأصيل الذي يفيض رقياً وألقاً.. والذي من خلاله تسعى المملكة لتعزيزه على الصعيدين المحلي والدولي.
كما وتسعى المبادرة لإطلاق برامج نوعية تشمل الإقامة الفنية، تطوير مناهج ومعايير الخط العربي، وتنظيم ورش عمل متخصصة، مع خطة للتوسع محليًا وعالميًا، كما يتبعها افتتاح المتحف الرئيسي واستحداث مقر لدعم مواهب الخطاطين وتستند إستراتيجية المركز إلى رؤية طموحة للارتقاء بالخط العربي كوسيلة تواصل عالمية تعكس مكانة المملكة في تطوير وحفظ هذا التراث الأصيل.