عطية محمد عطية عقيلان
عقول هجينة
من حسنات منصات التواصل الاجتماعي «السوشل ميديا» أنها تكشف المستوى الفكري للشخص في كثير من الأحيان، خاصة عند مناقشة قضية رياضية، تظهر الميول خصوصا أولئك المتعصبين أو ممن تحركهم المصلحة المادية، أحادي النظرة وجماعة أنصر ناديك ظالما أو مظلوما، لا يتورع في استخدام الدين والوطنية والقومية والتجييش إذا كان في مصلحة ناديه، ولا عتب على المشجع المتحمس الذي ينظر إلى ناديه وكأنه من أفراد عائلته كأبيه وأمه، ويعميه عن العقلانية في الرأي والحكم، العتب على أصحاب العقول الهجينة «ليست كهرباء ولا بنزين ولا ديزل» الذين يتواجدون في الإعلام، كخبراء رياضيين أو محللين أو إعلاميين، بعضهم ما زال على النظام القديم، يهبد دون أن يرف له جفن، متناسين أننا في عصر المعلومة والحصول عليها بثوان تستطيع فيه كشفه وما يمارسه من تدليس أو تضليل، لذا عزيزي المشجع من حقك أن ترى ناديك أعظم وأهم ناد ولكن لا تؤجر عقلك أو تسلمه لشلة من المتعصبين، وتخسر فيها كل من يختلف معك وتثير عداوات وبلا فائدة.
صعاليك بلا أنياب
عندما تقرأ سيرة الصعاليك في العصر الجاهلي وما كانوا يقومون به من نهب وسلب على الناس، وما يحكمهم من عرف في عدم التعدي على الفقراء والمساكين، بل مساعدة الفقراء والمظلومين في تحصيل حقوقهم من المعتدين الأقوياء، وما يتحلون به من فصاحة وشجاعة وفروسية وإن كانت تستغل بطريقة سيئة في ترويع وسلب الآخرين، وكأن لهم أنياب تساعدهم في ذلك، وتشاهد المشهد لصعاليك منصات التواصل الاجتماعي والذي امتد للإعلام التقليدي، وتتحسر على صعاليك زمان، ولكن ما يبرد الخاطر أن صعاليك الحصر الحالي، أصبحوا بمسميات تليق بهم بين بلوقر وتوك توكر ومؤثر ومشهور، بضاعتهم ليس الخيل أو السيف أو الغزو، بل التباهي والتمايل وإظهار عائلته والتنكيت على أمه وأبيه والتنمر على الآخرين، وعند القبض عليهم بتهمة الإساءة للمجتمع وخدش الحياء العام، يظهروا على حقيقتهم البسيطة وثقافته السطحية وشكلهم العادي بلا فاتر ومحسنات، ولكن أغراهم الربح الوفير، وهذا ما ستدعى بعض المجتمعات لتشديد الرقابة وتقنين استخدام منصات التواصل ومنع ما دون 15 سنة من فتح حسابات على بعض المنصات.
التمركز والمضاربة
تصل عشرات الرسائل عبر الواتس آب لشركات تطلب مساعدتك في إدارة محفظتك في سوق الأسهم، بل يتم التواصل معك من رقم محلي ولكن الاتصال من الخارج، وعندما ترد لهم بأن ليس لديك محفظة أو أسهم، يستغربوا عدم استغلال هذه الفرصة لتحقيق الربح، لتضطر أن تكون قليل ذوق وتقفل الاتصال وتفعل الحظر، وهذا يأخذنا إلى ملاحظة وجود زخم المحللين الاقتصاديين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، والحق يقال، مصطلحاتهم تتطور وتبدأ بسمع كلمات اقتصادية رنانة وجاذبة، مثل التمركز والمضاربة، القاع، نقطة التعادل، الزخم، RSI، والتحليل الفني، والتصحيح، والارتداد، واستخدام رسوم بيانية وألوان، جل العوام لا يستوعبوها ولكن لمزيد من التأثير والجذب، عزيزي القارئ حتى لا تخبط بجدار خسارة أموالك لا تندفع وتصدق كل ما يقال من بعض المحللين.
خل عنك اللقافة
الشرطة الإندونيسية تلقي القبض على رجل قتل جاره، وبعد التحقيق معه اعترف أن سبب قتله له، هو سؤاله المتكرر له متى ستتزوج؟