خالد بن حمد المالك
يطالب الرئيس الأمريكي حركة حماس بإطلاق الرهائن لديها فوراً، ودفعة واحدة، وليس على ثلاث دفعات، وهي نفس مطالب رئيس وزراء إسرائيل، ولا حديث عن الاستعداد لإيقاف وقف إطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ولا عن تبادل الأسرى، فكل شيء للمجهول مقابل الإفراج عن الرهائن لدى حماس.
* *
هذا ليس حلاً، ولا يقود إلى وقف نزيف دماء الأبرياء في غزة، ولا على الإبقاء لما بقي من مبانٍ لم تهدد فيها، ولا التأكيد على عدم تهجير سكان غزة، بينما تتواصل أحاديث الثنائي إلى أن غزة لن تعود إلى ما كانت عليه، وأن دولاً وافقت على تهجير السكان وتوطينهم لديها، لأن القطاع لم يعد صالحاً للسكن.
* *
الوقت يمضي، وآلة الحرب الإسرائيلية تفتك بالمواطنين بما لا تبقي ولا تذر، في حرب إجرامية تُرك للجيش الإسرائيلي أن يمارس القتل دون رحمة، ومن غير حساب لأي احتجاج، أو رد فعل دولي جدي لوقف هذا العدوان الذي ينتهك كل القوانين الدولية، ويعرّض حياة السكان المدنيين للخطر.
* *
هل يجوز أن يستمر الحال على نحو ما يشاهده العالم من حرب إبادة، ومجازر وقتل، وأن تتحدث إسرائيل عن أن مليون شخص سيكونون مجبرين على الهجرة، في تحد صارخ لكل من يُطالب بدولة فلسطينية، أو يُنادي باسترداد حقوقهم المشروعة التي أقرتها لهم القوانين والأعراف الدولية، وتتمنع إسرائيل عن الالتزام بها.
* *
ما يمر بقطاع غزة لا مثيل ولا شبيه له في التاريخ، في كل الحروب، وفي جميع الدول، بالأزمنة كلها، وأينما كان موقع هذه الحروب أو تلك، فما يجري في القطاع شيء مختلف، فصواريخ إسرائيل ومسيَّراتها تتعمد، ضرب المساجد، والكنائس، والمدارس، والكليات، ولا تستثني المستشفيات، وسيارات الإسعاف، وطبيعي أن يكون السكان هدفاً لهذا العدوان.
* *
لقد منعت إسرائيل الغذاء عن الناس، وحاصرت القطاع لكي لا تصل إليه المساعدات، فتجويع السكان، هو سلاحها الآن، ومن يذهب لأماكن تواجد القليل من الغذاء، فإن مصيره سيكون القتل المتعمد، فلا هو حصل على الغذاء، ولا هو نجا من نيران العدو القاتلة.
* *
عجبي، وما دام هذا حال أهل غزة، تجويع وماء ملوث ومنع للدواء، بلا بيوت يأوون إليها، وتحت القصف العنيف على مدار اليوم، وشعور بأن إسرائيل باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، وأنها ترفض إقامة الدولة الفلسطينية، وفي مراحل متقدمة لضم القطاع والضفة ضمن إسرائيل الكبرى، فماذا بقي من وقت وقدرة وتفاؤل للمقاومة ضد عدو شرس، ومحتل عنصري سياسته الإرهاب.
* *
العالم يرسب في الاختبار، والقضية الفلسطينية في الأمتار الأخيرة من التصفية، وفي نهاية استكمال المؤامرة، وأمريكا تبارك وتؤيد وتدعم كما تعلن بلا حياء أو تحفظ أو شعور بالندم.