عبده خال
أحيانا تكون محتاجاً إلى لغة بسيطة لتصل إلى العقول (المدرعمة)، والمدرعم كائن تفيض منه الحمية الغبية الدافعة للمشاركة في ما لا يجب فيه المساندة، وغالباً تكون هذه الشخصيات عمياء لا ترى، أو تكون مؤلبة على دولة أو جماعة أو فرد، فتشارك تأييداً بما لا تعرف، وهناك نوع جُبل على الحسد، أو نوع من المحرض الذي لا يطيب له نجاح أي شيء ويرغب في التأليب، وهناك نوع من الإمعات تُسير بالدفع.. ومواقع التواصل أصبحت مواقع للزج بمثل هذه النوعيات، ولأن المقالة تستهدف هذه النوعيات ستكون بسيطة تُفهم من لا يفهم، ولذلك سوف أبدأ بهذه الجملة: «يا أخونا إش فيه؟».
أليس في جعبة الأحقاد من هدف إلا السعودية، ولماذا؟
هذه هي السعودية لم تخذل بلداً عربياً بتاتاً، وهي التي صبت أموالها وجهودها لإنقاذكم، وهي التي ساندت توجهاتكم من غير تدخل بتاتاً، فهي تساند ولا تتدخل، فقاعدتها المشهورة والمضمرة تنص على أن كل بلد عليه تدبر أموره بما يرضي شعبه، كما أنها لا تفرض على الآخرين أخذ موقف دولي معها، أو ضدها، كما أنها لا تفرض نوعية علاقات البلدان بعضها مع بعض، سواء كانت تلك العلاقات مع أصدقائها أو أعدائها، فالكل يعمل وفق مصالحه الوطنية، وإن أرادت دولة شقيقة إقامة علاقات مع دولة تقف موقفاً مغايراً لسياساتها فهي لا تمانع ولا تتخذ موقفاً معترضاً لتلك العلاقات، فالسعودية تعلم علم اليقين أن علم السياسة يسعى في المقام الأول إلى تحقيق المصالح الوطنية، ولذلك ليس لديها موانع أو حواجز من أي علاقات تقوم بين البلدان بعضها ببعض..
خلاص انتهينا من السعودية، لنلتفت إلى من يهاجمون السعودية في كل شيء، يصبح السؤال لماذا؟
فهي دولة سعت من البدء إلى تقديس العمل، وبذل قصارى الجهد لجعل بلادها بلداً ينمو في كل فترة زمنية نمواً صحيحاً، ففي كل فترة تبنى على بناء من سبقها، ولا ترتهن على الاسترخاء، رافضة من مواطنيها التراخي، رافعة شعار: نحن لا نعرف التثاؤب.. فحققت النجاحات المتوالية، فلماذا يتم تحميلها تقاعس الدول الأخرى؟ وثراؤها جاء من استغلال مواردها الطبيعية والبشرية، وتمكين كل مصدر من مصادرها لأن ينمو ويحقق الأهداف المرسومة له، وحين كانت تنمو لم تغفل الآخرين؛ فقد أنفقت أموالاً طائلة لمساندتهم، إلا أن تلك المساندة ظنها البعض دَيْناً يتوجب على السعودية دفعه سنوياً، وهذا فهم قاصر لدى الأشقاء، فالسعودية لن تظل طوال الزمن تنفق على متقاعسين، ليس لديهم الطموح في إخراج بلدانهم من الفشل الدائم، وقد علم الجميع أن ثراء السعودية جاء من مصادرها الطبيعية والبشرية، وهذه المصادر موجودة لدى كل دولة من الدول الأخرى، فلماذا لم يتم استغلال مصادرهم (مهما كانت ضئيلة) الاستغلال الصائب لكي تخرج بلدانهم من أزماتها وضيقها الدائمين؟ ثم هل تلام السعودية في استثمار أموالها بالكيفية والكمية التي تريد؟ هي تنفق من سعة لكي تواصل النمو المطرد، فاللوم يكون جائزاً لو أنها ركنت لثرائها ولم تعمل على استثمار أموالها، وهي تستثمر في جميع المجالات ذات النوعية الدافعة نحو المستقبل، تستثمر لكي تكبر وتكبر وتقارع الدول العظمى في الجوانب ذات القيمة الفاعلة والمؤثرة، فكان لجهدها الجبار أن وضعها ضمن المجموعة الـ٢٠، وهي الدول العالمية المسيرة للعالم، فهل يكون هذا الإنجاز محل لوم أو حسد؟
هل تريدون من السعودية أن تستقر على الأرض لكي تكون دولة متقاعسة لا تتحرك إلى الأمام؟ ثم تطاولكم على السعودية في سياستها الداخلية أو الخارجية بماذا يفيدكم؟
السعودية في نموها واستثمارها دخلت بجهدها إلى مجموعة الـ٢٠، ولا تزال أمامها أحلام ضخمة تسعى لتحقيقها.. ليتكم تصفو أحقادكم، وتوفيرها، والعمل على دفع النصائح المفيدة لبلدانكم لكي تخرج من فشلها الدائم لكي تقف أمام بوابات النجاح.. والسعودية أصبحت نموذجاً فاخراً للعالم العربي والإسلامي، وعلى كل شعوب الأمتين المفاخرة بالسعودية التي خرجت من بينهم كبلد يقارع كبار دول العالم تقدماً وتطوراً، يقارع دول العالم استثماراً، وتقنية، وعلماً.
آخر القول: على أولئك الذين يتقاذفون الكلام الفارغ استيعاب أن السعودية تعمل لمواطنيها لكي يكونوا أسياداً بين الأسياد.