: آخر تحديث

إزعاج السيارات المعدلة في شوارعنا !

1
0
0

عقل العقل

في بعض مدننا خاصة في الأحياء السكنية، التي يفترض أن تكون هادئة وملائمة للسكن والراحة في الغالب، إلا أننا نجد في بعض هذه الأحياء حركات من بعض أصحاب السيارات المعدلة التي تصدر أصواتاً مرتفعة ومزعجة للسكان، ولم نشهد تفاعلاً من أجهزة المرور مع هذه الإزعاجات المستمرة، بل نلحظ أن هذه السيارات المعدلة تدور في الشوارع خاصة قرب المدارس والجامعات من قبل أصحابها الشباب وهم يريدون الاهتمام من الآخرين ولفت نظرهم من خلال أصوات سياراتهم المعدلة، التي تنطلق بسرعات مرتفعة أو أن تكون تمشي ببطْء ولكن في وسط هذا الزحام ترعبك أصوات سياراتهم، لا مشكلة أن تتطور هذه الهواية عند بعض أصحابها وأن تكون مصدر رزق قد يدر عليهم مداخيل مرتفعة وقد تتطور إلى صناعة تصل قيمتها إلى ملايين أو مليارات الريالات إذا نُظِّمت بشكل جيد، وتم استغلال وتوظيف هوس البعض في هذه الصناعة وليس فقط تغير قوة المحرك أو صوته، وهذا الملاحظ في السيارات المعدلة في شوارعنا. قليلة هي التعديلات الجميلة أو التي فيها إبداع ويمكن تطويرها وبيع نسخ منها في الداخل وللدول الخليجية المجاورة التي توجد عندهم مثل هذه الهواية، لماذا مثلاً لا يكون هناك تجمعات مرخصة كأندية للسيارات المعدلة في مدننا ويتم تطوير هذه الهواية اقتصادياً وصناعياً وليس فقط سيارات صوتها مزعج جدّاً يسمع ويخيف الآخرين من مسافات بعيدة، والهدف من بعض أصحابها هو حب التميز والمباهاة وحب لفت النظر من قبل الآخرين، قد تكون مراحل العمر خاصة من قبل بعض الشباب سبباً في تصرّف مماثل في جميع دول العالم، لكنها تزيد أو تقل حسب ثقافة كل مجتمع، بل إن بعض الشباب الخليجي مثلاً في فترات سابقة وقد تكون مستمرة عندما يقضون إجازاتهم الصيفية في بعض العواصم الغربية خاصة لندن، يشحنون سياراتهم الباذخة وبعضها المعدلة، وهذا حق لهم وقد يعارضه الآخرون، لكن إزعاج سياراتهم المعدلة هو المرفوض في شوارع مدننا أو في أية مدينة في العالم.

بعض الأحيان تلتفت إلى مصدر الصوت الهادر جنبك في الشارع، فلا تعرف إن كانت تلك السيارة هي عربة نقل كما هي مفروض أن تكون أو هي طائرة فلها أجنحة وأشكال غريبة، وقد تكون جميلة، وهذا من حق أصحابها، لكن الأصوات النشاز الصادرة منها هي تعدٍّ على حقوق الآخرين، ويجب تدخل المرور للحد من درجة الصوت وقوة المحرك التي إذا انطلقت تحس أنك تشاهد انطلاق صاروخ أرض – جو، والبعض منها مرفع بشكل مبالغ فيه، تخيل أن يكون هناك حادث مروري مع هذه السيارة الضخمة المعدلة مع سيارة عادية، لا شك أنها لن تكون بصالح السيارة العادية وركابها.

تعديل السيارات هواية عالمية نشأت منذ عقود سابقة مع بداية صناعة السيارات في أمريكا خاصة، وكذلك تعديل الدراجات النارية، وتقام لها في مدن عالمية مهرجانات واستعراضات تجذب الآلاف من محبي هذه الهواية والصناعة، لدينا بدأنا نشهد تطور هذه الهواية ومشاركة أصحابها في استعراضات وطنية وتجارية، وهذا محمود ويجذب الكثيرين خاصة التعديل والمحافظة على السيارات القديمة، وينظر البعض لها من باب الذكريات والأيام الجميلة التي قد لا تكون كذلك بالضرورة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد