أحمد المغلوث
غداً العيد هكذا أعلنت المملكة، كان يتابع باهتمام الأخبار، وهو يسمع صوت وصول رسائل الواتساب التي بدأت ترسل إليه ناقلة له خبر العيد، وإذا بها تتحول إلى «زوبعة». هي أيضاً سعيدة ومبتهجة بقدوم العيد، خلال مطالعته لبعضها إذا بابنه يدخل عليه مبتهجاً ويبارك له بقدوم العيد، مقبلاً رأسه ويده تحمل نقوداً، ومن فئات مختلفة سلمها له، وهو يردد السموحة اضطررت أن أصرف بعضها لدي أكثر من بقالة للحصول على فئات الخمسين والعشرة ريالات، فجهاز الصراف فئاته محدودة، هز رأسه، وهو يقول عملت زين يا ولدي، وضع النقود في درج الكومدينة بجانب سريره وراح يتذكر عندما كان طفلاً صغيراً كم كانت فرحته عظيمة عندما كان يحصل على «العيدية» فجأة راح يسمع كلمات تكاد تكون واضحة من داخل درج الكومدينة، شعر بدهشة وهو يسمع عتاب الورقة أم خمسين تعاتب شقيقتها الورقة أم عشرة ريالات، وهي تقول لها بصراحة أشعر برائحتك «الزفرة» يبدو أنك قادمة من محل شاورما فردت عليها غاضبة عيب الكلام اللي تقولينه ألا تحترمين ورق النقد، ومن فضلك طالعي نفسك واحد كاتب على ظهرك أمنياته أنك تعودين له ومعك رزم رزم من جميع الفئات ولا تستطيعين الحركة ولا حتى التنفيذ، وأضافت وهي تحاول تحسن من وضعها غداً سوف يسعد بنا الأطفال بنين وبنات، وسوف نخرج من هنا لنساهم في فرحة كل من بتسلمنا وهو يعيش لحظات العيد، وربما احتفظ بنا من هو عشاق المال، وفي كل الأحوال سوف نساهم في إسعاد الملايين الجميع منهم أطفال ورجال ونساء، لحظات سعيدة وعظيمة، وقبل أن تنتهي من كلماتها إذا بورقة المائة ريال تسحب نفسها من ربطة النقود بعدما اعتدلت في جلستها و»تنحنحت»، وقالت نحن هنا، وبصراحة أنا سعيدة أنني سعيدة لكوني خرجت من داخل «تجوري» صاحبي الحريص جداً وقبل أيام فقط أودعني في حسابه في البنك ما جعلني أشعر براحة من كتمة صندوقه الحديدي، ثم التفت إلي أوراق العيدية وهو يقول: الحمد لله سوف أننا نخرج لنشاهد الناس وفرحتهم بالعيد، لقد كانت مشاوير طويلة قطعناها بين الناس عندها مسدت صدرها وقالت وهي تطالع ورقة العشرة ريالات أنت محظوظة يا وخيتي أكثر منا فسوف يتعامل معك الناس أكثر ومحظوظ من تكونين من نصيبه.
وكل عيد وأنتم بخير.