: آخر تحديث

الاختيار الصح

6
6
6

سهوب بغدادي

صح أم خطأ، نعم أم لا؟ مَنْ منَّا لا يقع في حيرة من أمره بين خيارين متباينين في جنبات حياته؟ ابتداءً من القرارات البديهية اليومية وصولًا إلى تلك المصيرية كاختيار التخصص الدراسي والوظيفة وشريك الحياة، وتمتد القائمة دون توقف، فنسمع عبارة الشخص الصح والأمر الصح وغيرها، وقد يُخيل لنا أن عملية الاختيار هينة أو لحظية، حيث يجد البعض صعوبةً بالغةً في الاختيار باعتبار أن بعض الخيارات قد تكون غير مناسبة، أو مخافة أن هنالك الأنسب أو الأسوأ أن يكون الاختيار خاطئًا، عندها يقع الشخص رهينة للتوقعات والحسابات المعقدة والتكهنات الفلكية المستقبلية، لذا يلجأ البعض إلى طلب المشورة والنصح الذي يعد خطوةً مهمةً في حال طلبها من أهلها ووقعت في محلها، وإلاّ سيتعرض الشخص للتدخلات والمشتتات التي لا فائدة لها.

إنّ أهم ما يتلخص في هذا الموضع يكمن في تحديد ماهية الاختيار وحجم تأثيره على حياتك وانعكاسه على غيرك، ثم بناء الاختيار على أساس متين وقويم، مع الأخذ بعين الاعتبار ألا يكون الاختيار مبنيًا على العاطفة بشكل بحت أو كلي، أو العكس أي بشكل عقلاني جاف لا تُراعى فيه مشاعر الشخص أو مشاعر غيره، كما تعد المرونة والعفوية أمرًا جيدًا إذا ما لم تكن الاختيارات ذات تأثير ممتد وتحمل عواقب مستقبلية أو غير محمودة، فهناك حيز للاختيارات اليومية والعادية كتغيير الخطط مع العائلة، اختيار المقهى والمطعم أو تغيير وجهة السفر لهذا العام، فجميعها خيارات ذات تأثير محدود ينتهي بانتهاء الأمر وفي زمن معروف، وقس على ذلك من الأمور، بالتأكيد، إنّ هناك جانبا في غاية الأهمية ألا وهو الاستخارة قبل الاستشارة؛ فمن لجأ إلى العليم لن يرد دون حاجته بإذنه سبحانه، خاصةً مع مصاحبة الاختيار للراحة واليسر والسهولة، على الأقل هذا ما يشعر به البعض حين الاستخارة، في هذا الصدد، اخترت لكم مقولة راقت لي قمت بترجمتها من اللغة الإنجليزية:

«عندما يكون الشيء ملائمًا لك سيمدك بالطاقة، هكذا تعلم».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد