: آخر تحديث

لِنُغَيِّرْ عاداتنا

4
4
4

اليوم الأحد هو يوم عيد الفطر، لذلك أهنئ الصائمين بعيد فطرهم، وفي العالم العربي أعياد متعددة؛ منها ما يخص المسلمين ومنها ما يخص المسيحيين، وكلتا الفئتين تقيم حفلات بمناسبة الأعياد.

ولأننا في العالم العربي فإن هناك أشخاصاً يتكفلون بهذه الدعوات ويقيمون الموائد الباذخة لها، ومعهم عذرهم.

لِنَأتِ أولاً لأسباب إقامة الموائد في الأزمنة القديمة. كان الناس في الزمن القديم يعانون من الجوع؛ لذلك كان الموسرون يقيمون موائد الأعياد، ومن شدة جوع الناس كان يأتي إلى هذه الموائد مَن لا يُدعَى إليها وهو مرحَّب به من صاحب الدعوة، لذلك نجد أن هذه الموائد لم يكن يتبقى منها شيء نتيجة جوع الناس ورغبتهم في تذوق اللحم. بمعنى آخر؛ لا يهدَر من الطعام أي شيء، حتى إن موائد الطعام كانت تُعدُّ في الشوارع والساحات ليحضرها المحتاج وابن السبيل دون حرج. بمعنى آخر؛ كانت مثل هذه الموائد تؤدي غرضاً مُرحَّباً به، فأصبح الناس، خصوصاً المحتاجين منهم، ينتظرون قدوم الأعياد ليتذوقوا طيب الطعام.

مع حالة الرفاهية التي يمر بها العالم العربي خصوصاً في دول النفط، أصبح بعض المدعوين يأتون إلى حفلات الأعياد من باب المجاملة وليس الجوع، بمعنى أن الحاجة انتفت مع حالة الرفاهية.

لذلك يجب علينا تغيير عاداتنا؛ فما يكون صالحاً لزمن مضى قد لا يكون صالحاً اليوم؛ وأول هذه التغيرات أن يعتذر من لا يرغب في الحضور عن دعوة العيد، فحينما يعتذر المدعوّ يعرف صاحب الدعوة عدد المدعوين فيقتصد في المائدة، وإن كنت أرجو أن يقتصر حفل العيد على الشاي والقهوة والكعك، لأن الناس ليسوا في حاجة إلى الموائد الدسمة، كما أن البعض منهم يعاني من بعض الأمراض المنتشرة حالياً مثل السكري وارتفاع الكوليسترول.

ما النتيجة التي سنصل إليها لو اعتذرنا عن عدم الحضور؟ أولاً، سنُلغي الهدر في الأطعمة، وهذا له عائد على الاقتصاد بشكل عام، فمثلاً حدد بعض المختصين في السعودية أن 25 في المائة من الأرز المستورد يذهب هدراً، وَقِسْ على ذلك بقية الأطعمة.

ثانياً، لو جرَّبنا ثقافة الاعتذار سنريح صاحب الدعوة ونجعله يُعِدُّ ما يكفي للمدعوين من الطعام دون هدر، فكل قرش نهدره في الطعام هو عبارة عن أموال نهدرها لخارج البلاد؛ مما يُخلُّ بميزاننا التجاري. ودمتم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد